المتغيرات الدولية منذ تلك المرحلة وإلى الآن، يظهر فيها الانحدار الأمريكي، يتراجع نفوذ أمريكا، هيمنتها، سيطرتها، تنشط دول أخرى، ويتنامى موقفها المتحرر شيئاً فشيئاً من النفوذ والهيمنة والسيطرة الأمريكية، تنشأ قوى دولية أخرى، لديها إمكانات اقتصادية، ولديها قدرات عسكرية، وتحاول أن تفرض نفسها على الساحة العالمية، فأين نحن كمسلمين؟! البعض يفكر هكذا دائماً: في الالتحاق بقوة هنا أو هناك.
نحن أمة لديها من المقومات المعنوية، والمادية، والإمكانات، والموقع الجغرافي المميز، والهوية الإيمانية والدينية، والمبادئ، والقيم العظيمة، التي هي مبادئ إلهية، ما يساعد هذه الأمة على أن تكون متحررة، متحررة من أعدائها ومن غيرهم، متحررة، وفي نفس الوقت لها حضورها، لها دورها الإيجابي، النافع، المفيد، الذي يحتاج إليه كل العالم.
العالم يتضرر جداً من الهجمة اليهودية الصهيونية على قيمه، على أخلاقه... على كل شيء، على السلم والأمن والاستقرار في العالم بكله، هم يسعون في الأرض فساداً، والعالم يضجُّ منهم؛ ولذلك يفترض بالمسلمين أن يدركوا مسؤوليتهم.
ثم أن يدركوا أنَّ العدو الإسرائيلي هو عدوٌ لهم، ولو صادقوه، ولو حالفوه، ولو اتَّجهوا إليه بالولاء، هو عدوٌ لهم؛ ولذلك هو لا يغير شيئاً، لا في ثقافته، لا في مناهجه الدراسية، لا في سياساته، هو على ما هو عليه من عداء، من كره للعرب والمسلمين، وللعرب في المقدِّمة أكثر من غيرهم؛ ولذلك أيها العرب: الإسرائيلي هو عدوٌ لكم، فاتخذوه عدواً، إذا اتَّجه الجميع إلى أن يعادوا عدوهم، عدوهم الفعلي، عدوهم الذي هو عدو حقيقي وواقعي، ومسألة واضحة؛ فعندها سيدركون أهمية الخطوات والمواقف الصحيحة، والمشاريع الصحيحة؛ لأن الأمة بحاجة إلى أن تتحرك ضمن مشروع يعالج وضعيتها، وظروفها، يصحح واقعها، يبنيها لتكون في مستوى مواجهة التحديات، والأعداء، والمخاطر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية للصرخة 1445هـ