مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالله علي هاشم الذارحي
في كُـلّ زمن، تتجدّد المقارنةُ بين الحُر والعبد، لا بوصفٍ لُغوي، بل كحقيقة تاريخية تُفرزها المواقف عند الشدائد؛ فالحرية ليست مُجَـرّد كلمة، بل هي وعيٌ يتجسد، وإيمانٌ يُترجم إلى موقف، وكرامةٌ لا تقبل المساومة.

 

أولًا: كيمياءُ الحرية..

إيمانٌ وموقف الحُر كما أثبتت الوقائع هو من يرتقي فوقَ جراحه، ويجعل دينه ووطنه في مقدمة أولوياته، يقدّم كرامة أرضه على رغد العيش، ويقف ثابتًا أمام العواصف.

الحُر هو من يحمل وطنه في قلبه، مُسلمًا للقيادة، يدرك أن الدفاع عن السيادة واجبٌ إيماني يُورّث.

عن هذا يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه): "الحرية موقف، والعبدُ هو من يقبل أن يكون تابعًا للباطل مهما تزيَّن له".

فالمعركة في جوهرها ليست معركة سلاح فقط، بل معركة وعي وإرادَة.

 

ثانيًا: اليمنُ وغزة..

وحدةُ المسارِ الحُر على مدى عقد من الزمن، قدّم أحرار اليمن أنموذجًا حيًّا لمعنى الحرية في مواجهة التحالف (الأمريكي-السعوديّ-الإماراتي).

لم ينتج الحصار شعبًا منكسرًا، بل أُمَّـة أكثر صلابة.

وكما قال سيد القول والفعل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: "الاستسلام للعدو هو الهزيمة الحقيقية، أما الصمود فهو طريق النصر مهما طال".

من هذا المنطلق، لم يكن موقف اليمن في مساندة غزة عاطفيًّا عابرًا، بل هو تجسيد لقوله تعالى: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ).

لقد أكّـد السيد القائد أن نصرة غزة مسؤولية دينية، والتخاذل عنها خيانة للقرآن؛ وهذا ما يفسر الغضب الصهيوأمريكي، لأنه موقف حُر لا يخضع للابتزاز.

 

ثالثًا: المرتزِقةُ..

سقوطُ العبوديةِ في وحلِ المال على النقيض تمامًا، نجد "مرتزِقة اليمن" مثالًا حيًّا للعبودية؛ هؤلاء الذين نسوا أصلهم حين لمع المال أمامهم، وفرشوا الأرض تحت أقدام الغزاة، واستبدلوا سيادة وطنهم بصكوك "الفنادق" وجنسيات الخارج.

لقد سقطوا في أول امتحان حقيقي؛ لأن من لا يحمي نفسَه من الهوان، لن يستطيع حماية وطن.

وصفهم الشهيد القائدُ بدقة حين قال: "المرتزِق لا يمكن أن يكون وطنيًّا، لأنه باع نفسه قبل أن يبيع أرضه".

اليوم، لا يملكون سوى الارتهان الكامل، يبرّرون الجرائم ويهاجمون الأحرار؛ لأن الحرية تفضح العبودية، والموقف الصادق يكشف الزيف.

 

رابعًا: التاريخ..

الحكمُ العادل يبقى التاريخ هو القاضي الذي يسجّل أسماء الأحرار بحروف من نور، ويكتب الخونة بحبر أسود لا يُمحى.

سيترك للأجيال معرفة من صان ومن خان، من حفظ الأرض ومن باعها بثمن بخس.

فالحرّ يبقى أثره وتخلده مواقفه، أما العبد فيذوب مع أول تبدل في المصالح.

 

ختامًا..

إن الدين والعزة والكرامة لا يحميها إلا "رجال الرجال" الثابتون، الذين أعدوا العدة للجولة القادمة في مواجهة العدوان ونصرة قضايا الأُمَّــة.

والقادم أعظم مهما عظمت التضحيات.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر