إن من أهم ما نستفيده من حقيقة الأحداث، والأحداث تقدِّمُ الكثيرَ من الحقائق أنه في باب المندب في ضربة التوشكا في ضربة ذلك الصاروخ امتزج هناك الدمُ الأَمريكي وَالإسرائيلي والسعودي وكذلك الإمَارَاتي والداعشي والقاعدي، بلاك ووتر التي هي أداة أَمريكا جُند أَمريكا مرتزقة أَمريكا تعبّر عن حضور أَمريكا الفعلي وعن حُضور إسرائيل الفعلي، وقُتل إسرائيليون في باب المندب.
هناك كانوا جَميْعاً مجتمعين في خندق واحد في مشروع واحد في اتجاه واحد، قُتل منهم جَميْعاً وامتزج دمُهم جَميْعاً، واختلط ذلك الدم في الخندق الواحد والموقف الواحد، الدم الأَمريكي والدم الإسرائيلي والداعشي والسعودي؛ لِأَنهم جَميْعاً شيءٌ واحدٌ وتوجه واحد وكلهم لمشروع واحد، ثم واقع الخونة في الداخل وهو واقع مؤسف وأرهق البلد كَثيراً، حالة الاستقطاب والنشاط الكبير لشراء الذمم والولاءات إنما هو مأساة في المنطقة عموماً وكذلك في البلد يقدم خدمة كبيرة للأَعْـدَاء، وهو أهم عامل مساعد للأَعْـدَاء في كُلِّ التطورات التي حدثت في البلد، المشكلة أن الخوَنة طبع اللهُ على قلوبهم فهم لا يفقهون ولا يفهمون وإلا فصفقتهم خاسرة، هم أغبياء بكل ما تعنيه الكلمة؛ لِأَنهم باعوا أنفسهم وباعوا أوطانهم وباعوا إنْـسَـانيتهم وباعوا شعبهم وباعُوا شعبهم، وباعوا كرامتهم مقابل ماذا؟، مقابل قليل من المال، السعودي حينما يُعطي بتوجيه من الأَمريكي وَالإسرائيلي لشخص هنا أَوْ شخص هناك، لجماعة هنا أَوْ جماعة هناك قليلاً من المال فهو لا يُعطي تبرُّعاً ولا بفعل إرَادَة خير، إنما لِأَنه يعتبرُ كاسباً بأكثر مما أعطى، إذَا اشتراك وأعطاك المال فهو يعتبر أنه كسب الكثير الكثير وأعطاك القليل، إنه اشترى ثروتك التي هي أكثر بكثير مما أعطاك، اشترى نفسك وقيَمَك وأَخْلَاقك، فصفقة الخونة هي صفقة خاسرة، ما قدموه عظيمٌ وما حصلوا عليه قليل ويسير.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 1437 هـ.