شعبنا العزيز في انطلاقته العظيمة والمباركة والخالدة، في هذا الموقف المشرِّف، بالرغم من الظروف القاسية جدًّا، وبالرغم من حجم التَّحَدِّي، وهذه الانطلاقة بمستوى فاعليتها العالية، بالتكامل الكبير على المستوى الرسمي والشعبي، حازت من المميزات ما انفردت به، في إطار هذه الملحمة التاريخية في مواجهة العدو الصهيوني، اليهودي، الحقود، المجرم، الظالم.
الجيش اليمني، والقوَّات المسلَّحة على مستوى الجيش والأمن، جيشٌ مجاهدٌ في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، انطلق مع شعبه في إطار هذه الهوية الإيمانية، وبالروحية الجهادية في سبيل الله تعالى، ببصيرةٍ عالية؛ ولهـذا كان جزءاً أساسياً من هذا الموقف.
أين هي الجيوش العربية والإسلامية، التي عِدادها أكثر من خمسةٍ وعشرين مليوناً، وليس لها صدى، وليس لها أثر، وليس لها موقف، ما عدا الحالات الاستثنائية المتعلِّقة بالجمهورية الإسلامية في إيران، ما عدا قوى المقاومة والجهاد، التي تحرَّكت من أبناء هذه الأُمَّة؟! لكن أين هي الجيوش، بضباطها، بقادتها، بكوادرها، بكل ما يمتلكونه من خبرة، وقوَّة، ومهارة، ومعرفة، ورتب عسكرية عالية؟ أين هم؟! أين أثرهم؟! أين دورهم؟! ماذا قدَّموه للأُمَّة في مرحلة من أصعب المراحل، وفي ملحمة من أكبر الملاحم، وفي أحداث ومعركة كبرى، هي من أهم الأحداث والمعارك التي تستوجب حضورهم، وإسهامهم، وعطائهم، وموقفهم؟! غائبون، هم غائبون عن هذه الأحداث بكلها، خارج نطاق التغطية كما يقال؛ لأن الوجهات ثانية، الأسس والمنطلقات ثانية، لم ترتقِ بهم إلى أن يكونوا في مثل هذا المستوى من الموقف، في الاتِّجاه الصحيح، في الزمن الصحيح، في الحركة، في الاتِّجاه الذي ينبغي أن يتحرَّكوا فيه، وأن يتوجَّهوا فيه.
ولذلك هذه القوَّة العسكرية، وهذه المؤسسة، هي- كما قلنا- منطلقةٌ مع شعبها بالروحية الإيمانية والجهادية التي ارتقت بها؛ لتكون في مستوى الموقف الذي ينبغي أن تكون فيه، جيش مجاهد، يحمل الروحية الإيمانية، والقيم الإيمانية، والروحية الجهادية، وهذا ما هو كفيلٌ بالارتقاء بأيِّ جيش لأن يكون في مستوى مواجهة هذه التحديات والمخاطر.
وكما قلنا: هذا التَّوَجُّه، وهذه المدرسة صنعت رجالاً على مستوى عظيم، فالقيم الإيمانية هي قيم راقية، قيم تبني الإنسان في اتِّجاه الكمال الإنساني، ليكون عنصراً خيِّراً فاعلاً في هذه الحياة، يتحرَّك بإيجابيةٍ عالية، يتحرَّك بفاعلية في إطارٍ صحيح، في الاتِّجاه الصحيح المجسِّد لتلك القيم العظيمة؛ ولـذلك:
- يبقى للشهداء أثرهم العظيم فيما أنجزوه، فيما بذلوه من جهد، فيما قدَّموه، في إطار ما قبل الشهادة، في إطار جهادهم، وأدائهم لمهامهم ومسؤولياتهم.
- ويبقى لهم أيضاً الأثر الكبير جدًّا، بالقيمة العظيمة عند الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" لتضحياتهم، وشهادتهم، وما يكتبه الله لهم على ضوء ذلك، ما يكتبه لهم في واقع أمتهم، في واقع وخدمة القضية التي يضحون من أجلها.
- وهكذا أيضاً في الأثر العظيم فيما تستلهمه الأجيال، بل فيما يستلهمه حتى رفاق دربهم، وتستلهمه أُمَّتهم منهم فيما كانوا عليه من عزم، وقيم، وأخلاق راقية جدًّا، لها أثرها الكبير في النفوس.
ونحن في تجربتنا، على مدى كل هذه الأعوام في المسيرة الإيمانية والقرآنية والجهادية، لمسنا الأثر الكبير للشهداء:
- وجدانياً: في وجدان الناس، في وجدان أُمَّتهم، في وجدان رفاقهم.
- وشعورياً.
- وكذلك قيمياً: على مستوى الأخلاق والقيم، على مستوى الروحية، والعزم، والهمة، والاستعداد العالي للتضحية... وغير ذلك.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري
29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م





