مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالله الرازحي

لم يكن حدث دخول أهل اليمن في الإسلام بشكل جماعي في بداية فجر الإسلام حدثا عاديا أو عابرا, بل كان حدثا عظيما رتب له النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله واهتم به وعمل جاهدا من أجل تحقيقه, فأرسل لدعوة أهل اليمن إلى الإسلام رجلا من خاصته وخيرة أهل بيته وأصحابه , رجلا هو منه بمنزلة هارون من موسى , رجلا يتمثل فيه الإسلام خير تمثيل في سلوكه وأخلاقه وجهاده , في قوله وعمله , ذلكم هو الإمام علي بن أبي طالب , وما أسرع ما استجاب أهل اليمن لهذا الرجل العظيم ; فأسلموا بشكل جماعي وكانت استجابة كبيرة فرح بها الإمام علي وأثنى عليهم وأرسل رسالته إلى النبي صلى الله عليه وآله ليخبره بذلك , فلما وصلت الرسالة إلى رسول الله استبشر بها وخر لله ساجدا شاكرا على هذا الفتح العظيم , وقد أدرك النبي المصطفى صلى الله عليه وآله أهمية هذا الحدث الكبير لما آتاه الله من علم وما يترتب على هذا الأمر من نصرة للإسلام ودفاعا عن مبادئه وقيمه ومواجهة أعدائه على طول التاريخ الإسلامي ولما اتصف به أهل اليمن من الإيمان والصدق والثبات مع الله ورسوله , ولذلك فقد أثنى عليهم رسول الله في حديثه المشهور " أتاكم أهل اليمن , هم أرق قلوبا وألين أفئدة , الإيمان يمان والحكمة يمانية ..."

 

 

وهذا الحديث يدل على خصوصية لأهل اليمن في إيمانهم , أنهم على نحو راق ومستوى عظيم ومتميز في ارتباطهم الإيماني , وأنهم في طليعة الأمة في إيمانها بكل ما يمثله هذا الإيمان من مبادئ وقيم وأخلاق وروحية , ولم يكن هذا الحديث هو الوحيد الذي قيل في أهل اليمن فقد وردت أحاديث كثيرة في فضلهم ومدى ارتباطهم بهذا الدين وعلاقتهم برسول الله وحب الرسول لهم وثنائه عليهم ولم تكن تلك الأحاديث مجرد توزيع أوسمة أو مجاملة بل كانت حقائق صدرت من الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى , ولعل في ذلك ربط للأمة الإسلامية بهذا المنبع الأصيل للإيمان الذي أثبت صدق وأبعاد كلام الرسول في حق أهل الإيمان الذين ظلوا متمسكين بالإسلام المحمدي الأصيل في حين انحرف الكثير من المجتمعات الأخرى وكانوا هم درع الإسلام وحماته على نهج رسول الله وآل بيته , وبالفعل فقد كان أهل اليمن هم عماد هذا الدين وأنصاره منذ فجر الإسلام حيث أسلمت قبيلتي الأوس والخزرج اليمنيتين واستقبلوا رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة وأيدوه ونصروه بعد أن خذله غيرهم من أهل مكة والطائف , وقامت دولة الإسلام بنصرة أهل اليمن وجهادهم في سبيل الله تقديرا و اعترافا بفضل الله عليهم بهذا الدين العظيم , ولله المنة ولرسوله , وقد كان دخول أهل اليمن في الإسلام شرفا لهم وعزة وسلامة لهم في دنياهم وآخرتهم , لذلك فقد عرفوا أهمية التمسك بهذا الدين العظيم والتضحية في سبيله , والدفاع عنه ضد أعدائه من أتباع الجاهليتين الأولى والأخرى , وحملوا راية الإسلام عالية وسعوا إلى تبليغه في أرجاء المعمورة.

 

 

إن ما يتحتم على أهل اليمن في هذه الذكرى العزيزة هو المزيد من التمسك بهذا الدين وقيمه وأخلاقه ليكونوا دوما في المستوى الإيماني الذي أشاد به المصطفى صلى الله عليه وآله " الإيمان يمان والحكمة يمانية " , وأن يحافظوا على هذه الهوية الإيمانية من التغيير والتبديل أو الإختراق الذي يسعى إليه أعداء الإسلام والمنحرفون عنه من الداخل والخارج , فيكونوا ثابتين على هذا الدين القويم وتوجهه السليم من خلال تمسكهم الدائم بكتاب الله , والسير على نهج الهداة من أعلام الهدى من آل رسول الله , كما كانوا عبر التاريخ الإسلامي ; فذلك هو الضمان الأكيد للاستقامة على هذا النهج القويم والنجاة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة ِ 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر