مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإمام الحسين "عليه السلام" عندما اتجه لمواجهة الانقلاب الأموي على الإسلام، وعلى الرسالة الإلهية، بعد أن وصل بنو أمية إلى الذروة في استهدافهم للأمة، بما يدخل ضمن ذلك التوصيف الذي تحدَّث عنه رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، أنهم عندما يتمكنون سيتجهون على أساسه في طبيعة استهدافهم لهذه الأمة: ((اتخذوا دين الله دَغَلا، وعباده خَوَلا، وماله دُوَلا))، نفس هذا التوجه تُستهدف به الأمة في هذا العصر، أعداؤنا وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، وعملاؤهم، والموالون لهم، هم يتجهون هذا التوجه: يحاولون أن يفسدوا المفاهيم الدينية لإضلال هذه الأمة؛ حتى لا تمثل عائقاً أمام سيطرتهم، أمام تغلبهم على هذه الأمة، لا تمثل عائقاً أمامهم في الهيمنة على هذه الأمة، والتلعب بهذه الأمة، فهم يعملون من خلال علماء السوء، ومنابر الضلال، ودعاة الضلال، إلى تحريف المفاهيم الدينية، وإلى شرعنة كل أشكال الانحراف بشكلٍ ديني، باسم الدين، والخطاب الديني، وهذه عملية إفساد، إفساد للدين نفسه في فهم الناس له، في تصور الناس له، يصبح لديهم تصوراً فاسداً، تصوراً غير سليم، يبرر ويشرعن حالات الانحراف بما فيها الموالاة، في مقدِّمتها: الموالاة والتبعية لأمريكا وإسرائيل، وهذا ما نشاهده في هذا العصر، كيف يسعى علماء السوء، الذين يقفون في صف المنافقين من أبناء هذه الأمة، في سعيهم لما يسمونه بالتطبيع مع إسرائيل، والتبعية المعلنة والواضحة والصريحة لأمريكا، فيتجهون إلى التبرير تحت العناوين الدينية، بالخطاب الديني، بمسميات دينية، حتى عنوان الإبراهيمية وما يتصل بذلك هو في هذا السياق، وعنوان التقارب والاندماج تحت العناوين الدينية هو في هذا السياق من التحريف، ومحاولة تحريف بعض المعاني للآيات القرآنية هو في هذا السياق، فهم يتخذون دين الله دَغَلا، وسعيهم من وراء ذلك هو إلى أن يتمكنوا من استعباد الأمة، واستغلالها، عندما يتمكنون من الانحراف بالأمة عن منهج الله الحق، عن الاستقلال الحقيقي، عن الحرية الحقيقية، التي تخلِّصهم، تخلِّص الأمة من التبعية لأعدائها؛ وبالتالي من سيطرة أعدائها، عندما يتمكنون من فصل الأمة عن ذلك، والتضليل عليها في ذلك، فهو ليسعوا من خلال ذلك إلى استعباد الأمة، والسيطرة عليها، واستغلالها؛ حتى تتجه الأمة كأداة بيد أعدائها، تتحرك وفق مخططاتهم، وفق مؤامراتهم، وفق سياساتهم، التي تحقق مصالحهم هم كأعداء، وتضرب الأمة في كل شيء، وتضرُّ بالأمة في كل شيء من شؤون حياتها، في دينها ودنياها.

((وماله دُوَلا)): الاستئثار بثروات الأمة، ومصالح الأمة، وأموال الأمة، والاستغلال لها كذلك في شراء الذمم، في شراء الولاءات، في تجنيد من يتجند معهم لخدمتهم، وضرب أبناء الأمة الأحرار الذين لا يخضعون للأعداء.

الإمام الحسين "عليه السلام" وصَّف ما كان عليه يزيد، ويسعى من خلاله إلى أن يكون مسيطراً على الأمة بذلك، وأن يخضع الإمام الحسين "عليه السلام" له، وهو على ذلك المستوى، كما وصفه "عليه السلام" فقال: ((ويزيد فاسقٌ، فاجرٌ، شارب الخمر، قاتل النفس المحرَّمة، معلنٌ بالفسق والفجور، ومثلي لا يُبَايع مثله)).

عندما تخضع الأمة لأعدائها الفاسقين، الفاجرين، الذين هم إلى هذا المستوى من الانحراف: في شرب الخمر، في استباحة المحرَّمات، في قتل النفس المحرَّمة، في الإعلان بالفسق، والإعلان بالفجور، معناه: ليس عندهم للإسلام أي قيمة، أي احترام، لا لحرماته، ولا لمقدساته، ولا لمبادئه، ولا لقيمه، ولا لأخلاقه، سيطرتهم على الأمة، يعني: أن يسوسوا الأمة، وأن يسيروا فيها بسيرتهم الظالمة المنحرفة، التي هي كلها فسق، وفجور، واستهتار، واستباحة للدماء، وانتهاك للمحرَّمات، معناه: أن يفسدوا الأمة، أن يعبثوا بالأمة، أن يظلموا الأمة، أن يذلوا الأمة، أن يقهروا الأمة، أن ينحرفوا بالأمة عن قيمها، وأخلاقها، ومناهجها، يتحول فسقهم المعلن، فجورهم الصريح والواضح، انحرافهم الظاهر، يتحول هو إلى سياسة، إلى منهجية، إلى مسيرة عمل، إلى طريقة في إدارة واقع الأمة، وإدارة شؤون الأمة، وهذا ما يفعله المنافقون في عصرنا في إطار تبعيتهم لأمريكا وإسرائيل؛ لأنها تبعية مشروع عمل، تبعية سياسات، تبعية مواقف، التبعية في توجهات منحرفة، هي توجهات في إطار التبعية للكافرين، الذين ليس عندهم أي قدرٍ أو قيمةٍ أو احترامٍ للدين، ومنهجه الحق، ومقدساته، وما فيه من حلال وحرام... وغير ذلك.

((ومثلي لا يُبَايع مثله))، يقول الإمام الحسين "عليه السلام": ((ومثلي))، يعني: الإمام الحسين في كل ما هو عليه من قيم إيمانية، من إيمانٍ عظيم، من التزامٍ إيمانيٍ عظيم، من دورٍ مهمٍ لهداية الأمة، وموقعٍ مهم في الأسوة والقدوة، ((لا يُبَايع مثله))، وهذا موقف يرسم به الإمام الحسين "عليه السلام" لنا كأجيال كذلك من خلال الاقتداء والتأسي بالإمام الحسين "عليه السلام"، ألَّا نقبل بالخنوع والخضوع للمنافقين، للفاسدين، للمجرمين الطغاة، الذين يسيرون في الأمة بتلك السيرة المنحرفة، التي وصَّفها بتلك التوصيفات

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى عاشوراء 1444هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر