يجب - أيها الإخوة - أن نفهم، وهذه الحقيقة مما أردت أن أقولها في هذا اليوم: حقيقة {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً}(آل عمران: من الآية77) {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً}(التوبة: من الآية9) أنها من الحقائق التي كشفت بشكل مرئي في هذا الزمن.
حقيقة النفس اليهودية التي أصبحنا نراها في كبيرنا وصغيرنا، وأصبحنا لا نعود إلى القرآن الكريم عندما يقول الله فيه بأنهم لا يودون لنا أي خير، فمتى ما وعدونا بخير صدقناهم، أليس كذلك؟ ألسنا نصدقهم؟ أو يصدقهم الكبار في هذا البلد, أو ذلك البلد، الحكومات تصدقهم! إن تصديقهم تكذيب للقرآن.
ولتروا الأمر صادقاً انظروا إلى أي بلد عربي هل هناك تنمية؟ داخله تنمية حقيقية؟ هل هناك أي بلد عربي أهله أصبحوا يكتفون بأنفسهم فيما يتعلق بقوتهم وحاجاتهم الضرورية؟.
لم نعد كأولئك العرب، ألم يكن هناك أسلاف لنا في هذا الشعب, وفي ذلك الشعب من قبل مئات السنين، ألم يكونوا يعيشون؟ أصبحنا الآن لا نمتلك أن نعيش كأولئك الذين عاشوا قبل ألف سنة، هل تفهمون هذا؟
أصبحنا الآن غير قادرين على أن نعيش كأولئك من أجدادنا الذين عاشوا قبل ألف عام؟ إذا ما قطع كلما يأتينا من عند أعدائنا. فهل هذه التنمية أم هذا خنق للأمة؟ خنق للشعوب؟
إذاً نقول: لا تخدعونا، لا تخدعونا بالتنمية؟ فتجندون أنفسكم لمكافحة الإرهاب، ليس في بلدنا إرهاب فلا تخدعونا، نحن ننظر إلى كل كلمة تقولونها من وجهة نظر القرآن الذي نزله من هو عليم بذات الصدور {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} (المائدة:53).
ويجب علينا - أيها الإخوة - أن يستقر في قرارة أنفسنا, وأن يعمل كل واحد منا على أن يوصل هذا الوعي إلى الآخرين، بأن ننظر لليهود والنصارى من منظار القرآن، فهم من ملأت أخبارهم صفحات القرآن، وهم من أوضحهم الله لنا أوضح بيان، فمتى ما وعدوك بتنمية، لا تصدق.
إنها لن تكون تنمية حقيقية، متى ما طلبوا منك أن تنفذ مخططا لهم مقابل تنمية فاعلم بأنك ممن يحمل النفسية اليهودية التي تبيع الدين بالمال، وتبيع الوطن بالمال، وتبيع الناس بالمال.. هذا هو ما يجب أن نفهمه فيما يتعلق بهذه القضية.
وترون الآن كيف رئيس حكومة أفغانستان المؤقتة يبحث ويلهث وراء تلك الوعود، هم وعدوا أفغانستان بمبالغ كبيرة خيالية، وهو مسلم، مسلم هو وصدََّق! مرة في الصين, ومرة في اليابان ومرة في دول أخرى يبحث عن تلك الوعود أن تتحق وهي وعود وهمية, حتى الاستقرار السياسي في أفغانستان قد يكون وهمياً أيضاً.
إنما عملت أمريكا فقط عملية تجميلية لتحفظ ماء وجهها فتنسحب عن أفغانستان, وتوهم الآخرين بأنها قد قضت على أولئك، ونحن - كما قلنا سابقاً - لم نجد أنها قضت على طالبان ولا على قادة طالبان، إذاً أوصلت البلد إلى أن وضعت بديلا، هذا البديل وهمي وقد بدأت مؤشرات الصراع بين فصائل التحالف داخل أفغانستان, ومن المحتمل جداً أن يعود أفغانستان من جديد، ومن المحتمل أيضاً أن تعود طالبان من جديد. طالبان إنما انكمشت بتوجيهات لتمتد بتوجيهات أخرى.
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:24/1/2002م
اليمن - صعدة

.jpg)

