مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالحكيم عامر
في يمنِ الإيمان والحكمة كانت موجة الغضب التي عمّت الشارع اليمني، كتعبيرًا صادقًا عن وعيٍ جمعي أدرك طبيعة المعركة وحقيقتها، فحين يُستهدف القرآن الكريم، فإن المستهدف هو هوية أمة، وكرامتها، وبوصلة الوعي  التي تشكّلت لتكون مصدراً القوة والثبات.

لقد تجلّى هذا الوعي في مشهد وطني جامع، امتد في لوحة تعبّر عن وحدة الموقف، ورسالة واضحة مفادها أن الإساءة إلى القرآن الكريم عدوان مباشر على وجدان الأمة ومرتكزاتها، ولا يمكن القبول به أو التعامل معه كحادثة فردية أو سلوك طائش. إن الجريمة الأمريكية الصهيونية الجديدة بحق القرآن الكريم، والتي تمثلت في مشهد مهين وُضع فيه المصحف الشريف في فم خنزير، لا يمكن توصيفها كفعل فردي طائش أو تصرّف معزول، فهي تعبير فجّ عن حقد متجذّر وعداء تاريخي للإسلام ورموزه، تقوده الصهيونية العالمية، وتدعمه أذرعها الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، ضمن سياق عدائي ممتد يستهدف كسر قدسية المقدسات، وتطبيع الإساءة لها تحت عناوين مضلّلة كـ“حرية التعبير”.

إن خطورة هذه الجريمة لا تكمن في فعل الإهانة بحد ذاته فحسب، بل في الرسائل التي تحملها، وفي محاولات تطبيعها تحت عناوين زائفة، في وقتٍ تُشنّ فيه حرب شاملة على الأمة، عسكريًا وثقافيًا وإعلاميًا، فاستهداف القرآن هو محاولة لإبعاد الأمة عن مصدر وعيها وقيمها، وتجريدها من عناصر قوتها المعنوية، تمهيدًا لإخضاعها وترويضها، كما تشهد بذلك الجرائم المتواصلة بحق الشعوب والمقدسات، في ظل صمتٍ مريب وتخاذلٍ مؤلم.

من هنا، جاء التحرك الشعبي في اليمن باعتباره واجب المرحلة، فقد خرج اليمنيون بقلوب إيمانية ووعيٍ مسؤول، ليعبّروا عن سخطهم ورفضهم لهذه الإساءات، ويؤكدوا أن الصمت تجاهها يُعدّ تفريطًا خطيرًا بكرامة الأمة ودينها، وإفلاسًا في الوعي والبصيرة والقيم، إن السكوت عن استهداف المقدسات لا يحمي الأوطان، بل يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات، ويشجّع العدو الصهيوني على التمادي في عدوانه واستباحته لكل ما هو مقدس.

ولم يقتصر هذا الحراك على الاحتجاج والتنديد، بل حمل في طياته رؤية عملية لمواجهة الاستهداف، من خلال تعزيز الارتباط بالقرآن الكريم بوصفه الحصن الحصين للنجاة، وهو المرجعية التي تحمي المجتمعات من التفكك، وتمنحها القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وبين الحرية الحقيقية والفوضى المقنّعة، وتفعيل التحرك الإعلامي لكشف حقيقة المشروع العدائي، إلى جانب توسيع أنشطة المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، كأحد أشكال المواجهة السلمية الواعية، نصرةً لكتاب الله ودفاعًا عن عزة الأمة وكرامتها.

هذه الأدوات تعبّر عن فهم عميق بأن المعركة اليوم لم تعد عسكرية فقط، بل فكرية وثقافية وإعلامية واقتصادية، وأن كسبها يتطلب وعيًا طويل النفس، وقدرة على تحويل القيم إلى مواقف عملية.

إن ما يميّز الموقف اليمني اليوم هو حالة التلاحم الواضحة بين الشعب والقيادة والمؤسسات، في دفاعٍ موحد عن القرآن الكريم ومقدسات الأمة، هذا التلاحم يؤكد أن محاولات الاستفزاز والإساءة لن تُفلح في كسر الإرادة، بل ستؤدي إلى نتيجة معاكسة، تتمثل في إعادة إشعال معركة الوعي والكرامة، ورفع مستوى الجهوزية لمواجهة مختلف أشكال الاستهداف.

في الأخير، يقدّم اليمن نموذجًا واضحًا في زمن الالتباس والانكسار الدفاع عن القرآن الكريم واجب وخيار استراتيجي، ومعركة وعي مفتوحة، عنوانها الثبات، ووقودها الإيمان، وبوصلتها القرآن الكريم… حتى الانتصار.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر