مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بينما هو يذكِّرنا بأنه لم يغب، في قصة عجيبة في القرآن الكريم (قصة الغنم التي رعت الزرع في أيام سليمان) حينما قال: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} (الأنبياء:78) لا حظوا العبارة هذه: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} (الأنبياء: من ال آية79)

فيأتي الآن مجتهدون وعلى طول تاريخ الإسلام يتعاملون مع القضايا وكأن الله غائب، وكأنه ارتفع عن هذا العالم، وانقطع بانقطاع الوحي الاتصال به.

هو يذكر أن قضية بسيطة: قضية غنم رعت قليلا من الزرع. داود وسليمان، داود عليه السلام نبي، وسليمان عليه السلام ابنه قبل أن يكون نبيا، وكلهم من المصطفين الأخيار، وهم يجول في أذهانهم أو يتجاذبون الكلام كيف يحكمون فيها، الله قال: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} ماذا؟ بالطبع بعد أن ترفع القضية إلى داود وسليمان بالطبع أن الذي يجول في خاطره هو: ما هو الحكم فيها؟ حتى وإن كان في قرارة نفسه مُربّى على أن ينتظر الوحي. هذا بالطبع يجول في نفسه، يتساءل كيف يكون الحكم فيها؟ هو نبي عن طريق الوحي (يوحى إليه) وابنه سليمان عليه السلام من ورثة الكتاب هو ممن اصطُفي ليكون من ورثة الكتاب {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} الله قال: إنه تدخل هنا؛ بأنه شاهد، تدخل الله في الحكم في قضية زرع، رعته أغنام شخص آخر على شخص، فَهَّم الحكم في هذه القضية سليمان عليه السلام هو يوحي إلى داود عليه السلام وهو أيضاً يفهم سليمان عليه السلام فهو يوحي إلى أنبيائه وهو يفهم أعلام دينه.

وهذا هو ما قاله [الإمام الناصر الأطر وش] فيما حكى عنه شارح الأساس أنه يقول: ((إن الاجتهاد في القضايا هو من اختصاص أئمة أهل البيت)) وفعلاً، لكن وفق الثقافة التي قُدمت في مجال معرفة الله قُدم غائباً، وارتفع عن هذا العالم، فحتى الإنسان يقوم هو يبحث حتى عن الله، حتى عن الله، كل واحد ينظر يبحث أين الله؟ وكيف الله...الخ!

هل يمكن في قضية زرع بسيطة أن يقول الله بأنه كان شاهداً {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} هو لا يغيب، وأن يتدخل فيها ففهمها سليمان عليه السلام وهناك أبوه داود عليه السلام نبي، ولم تُترك المسألة للاجتهاد من قِبل هذا أو هذا، على الرغم من أنه {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} أليس هذا؟ بلغوا درجة الاجتهاد وزيادة، {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} لكن لا، هو من يتدخل، فهل سيهمل هذه الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداثا رهيبة، وأحداثا كبيرة، يتركها وهي آخر الأمم، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول: هذا خاتم الأنبياء، وكتاباً واحداً ثم يقول: هذا آخر الكتب، ثم يقفل الملف، وينطلق الناس كل واحد يبحث عن إلهه وعما يتعبد به؟! هل سيهمل الأمة وهو لم يهمل واحدا فلسطينيا أو ما أصله، رعت أغنام صاحبه عليه قليلا من الزرع؟ فتدخل هو في القضية، وقال: إنه هو شاهد على حكمهم، وإنه فهّم سليمان كيف يكون الحكم؛ لأنه شاهد، وهذه قضية فرعية طبعاً، كل واحد يقول فيها: [يا أخي مسموح] أو يقول أي واحد له: أعطه قليلا من الحب بدلا من الحب الذي أكل منها، أو بعبارات من هذه.

فهو الشاهد، {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: من الآية53) الله في القرآن الكريم يؤكد لنا بأنه شاهد على كل شيء، وحاضر على كل شيء، ولو أنه ترسخ في أذهاننا ما رسخه القرآن الكريم لتفادينا كثيراً من الإشكالات، وكثيراً من حالة الانحطاط الذي وصلنا فيه؛ لأنه بسبب أننا لم نثق بالله؛ لأن الله لم يعد له حضور في نفوسنا، لم يترسخ في أنفسنا شهادته، وحضوره، وهو يقول في آيات كثيرة يرسخ أنه على كل شيء شهيد: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.

وهو {الْبَاطِنُ} سبحانه وتعالى فيما يتعلق بذاته فلا تدركه الحواس، ولا يمكن أن تقف الأذهان منه على كيفية، ولا يمكن أن يُرى، ولا يمكن أن يُحس، ولا يُجَس، ولا يُمس.

{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن لكن لا يعني ذلك بأنه غائب عن الأشياء، لاحظ كيف تكرر هو ظاهر {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن فيما يتعلق بذاته سبحانه وتعالى، لا يمكن أن نتخيل له كيفية، ولا أن نقول بأن بإمكاننا أن نراه أو نلمسه أبداً، أن نراه بأبصارنا {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) هو بكل شيء عليم}.

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الحديد: من الآية4) خلق السماوات والأرض، هذا العالم الكبير المترامي الأطراف - داخل هذا العالم - كما يقولون في هذا العصر وهم يقدرون المسافات ما بين الكواكب بملايين الأميال، ملايين الأميال المسافاتُ ما بين الكواكب - داخل هذا العالم الواسع {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} فيما يقدر بستة أيام من أيامنا، وإلا فليس هناك زمن، الزمن بالنسبة لنا في الأرض هو حركة الأرض التي يتألف معها الليل والنهار، حركة الليل والنهار، وحركة الأرض هذا هو الزمن.

فهو قادر على كل شيء، من خلق السموات والأرض في ستة أيام هو قادر على كل شيء، أفلا يكون قادراً على أن ينجز لأوليائه ما وعدهم به في الدنيا؟ لكن من الذي يثق؟ الذي يثق هومن يعش حضور الله في ذهنه وشهادته على كل شيء، من يكرر تدبره في القرآن الكريم وتأمله في القرآن الكريم، ويلغي عبارات الآخرين القاصرة في مجال معرفته، اللهم إلا من كان أسلوبه يدور حول أسلوب القرآن الكريم كأئمة أهل البيت القدامى الذين لم يتأثروا بالمعتزلة ولا بغيرهم، كالإمام الهادي والإمام القاسم بن إبراهيم، وفيما نجد في [نهج البلاغة] من فقرات جميلة جداً في الحديث في مجال معرفة الله سبحانه وتعالى، هؤلاء هم من يَدُوْرُون حول القرآن.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(الدرس السادس)

آيات من بداية سورة الحديد

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ:10من ذي ال قعدة1422 هـ

الموافق 23/1/2002م

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر