الوحشية والإجرام التي هي لا تمت إلى الإسلام بصلةٍ أبداً، مثل: قتل الأطفال، هم من كانوا جريئين في ذلك، وكانت جيوشهم وكان جنودهم وقادتهم يرتكبون مثل هذه الجرائم بكل بساطة في منتهى الوحشية والإجرام، أحد قادتهم (بسر بن أرطأة) عندما وصل إلى اليمن كان يذبح الأطفال في سن الطفولة، يجيئون بهم إليه، ويأمر بذبحهم بشكلٍ مباشرٍ ومتعمد.
في المدينة المنوَّرة عندما اقتحموها ماذا فعلوا؟ كانوا يأخذون الطفل الرضيع من أمه وهي تحتضنه وترضعه، وتحاول أن تتشبث به، وتسعى لحمايته منهم، يأخذونه عليها رغماً عنها برجليه، ويضربون به عرض الحائط فينثرون دماغه إلى الأرض، وكل هذا يحسب على أنه إسلام، وأنهم جنود الدولة الإسلامية، الذين يرتكبون هذه الجرائم الوحشية جدًّا.
حرملة عندما وجَّه سهمه ذو الشعب الثلاث لقتل طفل الإمام الحسين -عليه السلام- الرضيع وهو ظامئ جدًّا، أمه لم يبق فيها الحليب لترضعه، وقد أخرجه الإمام الحسين -عليه السلام-، وبأمرٍ من القائد العسكري الموالي لبني أمية يقوم حرملة بتوجيه ذلك السهم إلى نحر ذلك الرضيع، فيذبحه من الوريد إلى الوريد، وهذا سيعتبر من الإنجازات للدولة وللجنود الذين يقدمون أنفسهم باسم الدولة الإسلامية… وهكذا صنعوا واقعاً مأساوياً مظلماً، واقعاً فيه التوحش، فيه الإجرام في منتهاه، في أقسى ما يمكن أن نتصوره، في أسوأ الممارسات الإجرامية التي يمكن أن تحصل في الواقع البشري في واقع أي أمةٍ من الأمم فيها طغاة، وفيها مجرمون، وفيها متسلطون، وفيها فاسدون، ثم يأتي البعض ليبسِّط كل هذا، بل لينفعل، بل ليغضب، بل أكثر من ذلك ليحاول أن يغطي على كل تلك الجرائم.
تأتي في عصرنا هذا مناهج دراسية في عددٍ من البلدان العربية لتقدِّم صورةً مختلفة تمجِّد بني أمية وتعظمهم، وتتجاهل ما ورد في تاريخ الأمة- كل الأمة- من مختلف المذاهب عن ذلك التاريخ الإجرامي، عن تلك الممارسات الشنيعة جدًّا التي هي بعيدة حتى عن الإنسانية كإنسانية، من يمتلك الضمير الإنساني، من يمتلك المشاعر الإنسانية فحسب، ما بالك بالإسلام في عظيم ما يقدِّمه من مكارم الأخلاق، وما يربي عليه من المبادئ والقيم الإلهية العظيمة، أين هذا كله من قول الله -سبحانه وتعالى-: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة: من الآية2]، هل يكون بعد قليلٍ من العقود من الزمن على هذا المستوى: يستهدفون الكعبة التي قدَّسها العرب حتى في العهد الجاهلي، واحترموها في العصر الجاهلي، فيأتي هؤلاء باسم الإسلام ويرمونها بالمنجنيق، ويحرقونها بالنار، يستبيحون حرم المدينة، يستبيحون العرض، يقتلون الأطفال على ذلك المستوى المتوحش، أتى الواقع فأثبت سوء ما فعلوا وما هم عليه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي
بمناسبة ذكرى عاشوراء 9 محرم 1441 هـ سبتمبر 14, 2019م
مرحلة الحكم الأموي
عصر الظلمات واستباحة الإسلام والمقدسات.