مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

نأتي إلى بعضٍ من النصوص القرآنية في سورة التوبة؛ لأننا سنستعرض كذلك– إن شاء الله- في المحاضرات القادمة هذه الحالات التي لا تنسجم مع ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول الله -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التوبة: 38-39]، هذه الآية بخطابها هذا المؤثِّر والمستنفر الذي يحيي في الأمة حالة النفير، حالة اليقظة العالية، الذي يخرج الناس من حالة الغفلة والجمود، هو يأتي ليتخاطب وليواجه حالة: هي حالة التثاقل، يعني: ليست بالدرجة التي تصل إلى حد التنصل الكلي عن المسؤولية. لا، مسألة التثاقل.

البعض- مثلًا– يتنصل كليًا عن المسؤولية، عازفًا نهائيًا عن أن يكون له أي موقف، عن أن يلتفت- أصلًا– إلى هذا الموضوع. البعض قد يكون لا بأس متفاعلًا، لكن بشكلٍ بطيء، وبشكلٍ متثاقل، حتى حالة التثاقل حالة غير مقبولة- نهائيًا- في الإسلام، الحالة التي يُبنى عليها واقع المجتمع الإسلامي إذا كان متفاعلًا مع هدى الله، ومقبلًا إلى آيات الله، غير معرضٍ عنها، أن يعيش هذه الروحية العالية من: التفاعل، والاستجابة، واليقظة، والانتباه، والمبادرة، والمسارعة، وليس في حالة من: التثاقل والتباطؤ؛ لأن طبيعة هذه المسؤولية، ومستوى الأخطار يقتضي من الأمة أن تكون يقظة ومبادرة ومسارعة، وألَّا تكون على هذا النحو من التثاقل والتباطؤ في مواجهة الأخطار، وأمام التحديات؛ يسبب للأمة نكبات كبيرة، أحيانًا في فارق البعض من الوقت تُنكب أمة، تخسر معركة؛ وتتيه وتتحمل تبعات كبيرة جدًّا نتيجةً لتثاقلها.

{مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}، هذه الحالة هي حالة غير صحية، غير سليمة، غير إيجابية، أين هذا المنطق من منطق من يثبط، من يخذِّل، من يجمِّد الناس، من يميت فيهم روح المسؤولية والإحساس بالمسؤولية. {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، هذا وعيد إلهي، وعيدٌ بالعذاب من الله، وعيدٌ لمن؟ للكافرين، لليهود، للنصارى؟ هذا وعيد للذين آمنوا، للذين يصلون ويصومون ويزكون، ويعملون بعض الأعمال بصفة أنها أعمال صالحة، ولكنهم لا يريدون الجهاد في سبيل لله، لا يريدون أن يتحملوا مسؤولية أمام التحديات والأخطار التي تعاني منها الأمة، وستؤدي إلى ضياع هذه الأمة، وضياع كل ما لديها، يريدون إسلامًا لا مسؤولية فيه، لا تحرك فيه، لا موقف فيه… هذه النوعية من الناس موعودون من الله بالعذاب، {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً}، حينها لا تغني عنكم صلاتكم، ولا يغني عنكم صيامكم، ولا تغني عنكم أعمالكم من النوافل والمستحبات؛ لأنكم فرطتم في فريضة مهمة جدًّا، هي تُدلل على مدى مصداقية الإنسان حتى في انتمائه الإيماني، في مصداقيته مع الله -سبحانه وتعالى- فالله يتوعد بالعذاب في خطابه للذين آمنوا، للمنتمين إلى هذا الدين، لأولئك الذين يذهبون إلى المساجد ويعودون منها، ولكن لا يريدون أبدًا أن يتحملوا هذه المسؤولية، ولا أن يلتفتوا إليها.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرابعة بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 4 – 4أبريل, 2019م.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر