لم يرقَ موقف أكثر الأنظمة، والزعماء، والحكومات، والنخب، والكثير من أبناء شعوب أمتنا، لم يرق إلى مستوى موقف عجوزٍ نرويجية (من النرويج)، تلك العجوز التي هي في السبعينات من عمرها، والتي قالت: [إنها لا تريد أن تبقى في بيتها دون أن تفعل شيئاً من أجل الأطفال في غزة]، وتحرَّكت مع مجموعةٍ من الناشطين حول العالم في تحرُّكٍ إنسانيٍ رمزي، بحسب إمكاناتهم، واستطاعتهم، ومقدورهم، ضد الحصار على الشعب الفلسطيني، في السفينة التي حملت اسم أحد أطفال فلسطين (حنظلة)، تلك العجوز قالت: [إنَّها تحرَّكت إلى السفينة؛ ليعلم أطفال غزة أنهم ليسوا وحدهم]، هكذا تحرَّكت تلك العجوز الطاعنة في السن من النرويج، من أقصى الأرض، ويتخاذل الأقربون، الأقربون في انتمائهم الديني للإسلام، الأقربون وهم تجمعهم الرابطة الواحدة كعرب، والجوار أيضاً، وكل الاعتبارات الأخرى: الأمن القومي المشترك... وغير ذلك. عجوز تحرَّكت بدافع إنساني وبحدود إمكاناتها، فأين الجيوش، والحكومات، والنخب، والشعوب؟!
كذلك نجد- مثلاً- في موقف الرئيس الكولومبي، الذي منع تصدير الفحم من بلاده للعدو الإسرائيلي؛ لكيلا يساهم في مأساة الشعب الفلسطيني، وفي الظلم للشعب الفلسطيني، وفي دعم العدو الإسرائيلي؛ بينما أنظمة عربية، وشركات تصدير عربية، تُصدِّر الفواكه والمواد الغذائية ومختلف البضائع للعدو الإسرائيلي، ولا تُقدِّم شيئاً للشعب الفلسطيني، بل تُقدِّم ما يساعد العدو الإسرائيلي للاستمرار في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني!
بالرغم من كل ذلك، نرى الموقف العظيم والمتميز، والمعبِّر عن القيم، والأخلاق، والإسلام، والقرآن، والرسول "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" نراه للإخوة المجاهدين في قطاع غزة، بثباتهم الإيماني، وبصمودهم وصبرهم، وباستبسالهم في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وعلى مدى أحد عشر شهرا، بالرغم من حجم الحصار الشديد، الحصار القديم والحصار الجديد، بالرغم من حجم الدمار والعدوان، إلَّا أنهم ثبتوا، ويستمرون في التصدي للعدو الإسرائيلي، ويلحقون به الخسائر الكبيرة، وهم جديرون بأن تحتفي بهم الأمة بكلها، وأن تفتخر بهم، وأن تساندهم، وأن تؤدي واجبها في المعونة لهم، والدعم لهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 18 صفر 1446هـ 22 أغسطس 2024م