نحن بحاجة إلى أن نقتنع بضرورة التغيير، أن نقتنع بضرورة التغيير، وأن لا نكون حساسين تجاه مسألة التغيير، التعليم بحاجة إلى تطوير، التعليم غير مجدٍ، إقبال الشباب إلى المعاهد المهنية ضعيف، النظرة العامة: توجه نحو التوظيف الإداري، شعب بأكمله يريد شبابه وأجياله أن يكونوا في المكاتب إداريين، يرى أنه من التخلف أن يكون عاملاً في مزرعة، أو متجر، أو في مصنع، أو في مقاولات، الأكثر يرى أن النظرة الحضارية والتطور أن يكون على كرسي خلف طاولة في مكتب، أو بالكاد مدرِّساً في مدرسة، وهذه نظرة ساذجة وغبية جدًّا، لا يمكن أن تنهض أمة، التركيز على أن نكون موظَّفين حكوميين جميعاً؛ لكي نحصل على مرتبات بدون عناء ولا تعب ولا عمل، هذه نظرة غبية جدًّا، نظرة غبية جدًّا.
قبل فترة سمعنا خبراً عن سويسرا، هذا الخبر مفاده: أنَّ الحكومة عرضت فكرة أن تعتمد مرتبات لكل مواطن، لكل مواطن، فاحتج الشعب، ورفض هذه الفكرة نهائياً. ماذا لو تطرح هذه الفكرة عندنا مثلاً في اليمن، أو في أي شعب عربي، ما رأيكم في أن يعتمد مرتبات لكل مواطن؟ سيقول الجميع: [هذا المطلوب لكي نتخلى عن كل الأعمال، لكي نقعد عن كل الأنشطة والمهام والأعمال]، المزارع سيقول: [هذا جيد لكي أترك الزراعة]، والتجَّار يقول: [إذا كان هذا مضموناً أكيد ما عاد به لزوم]، وصاحب المصنع… والكل. أولئك شعب واعٍ، قالوا: [|لا| نحن إذا اعتمدنا على المرتبات معناه أن نترك العمل، أن نترك الزراعة، أن نترك الصناعة، أن نترك التجارة، وأن نجلس في البيوت، وأن نضيع في الحياة]، رفضوا أن يعتمد لكل مواطن مرتب؛ لأنهم يعون أن الشيء الصحيح أن نكون أمة تنهض، التفكير لدى كل واحد حتى هذا أثَّر على عمل الدولة وعمل المؤسسات الحكومية؛ لأن الكثير يرى في الوظيفة الحكومية أنها ليست سوى مصدر دخل، وعندما حصلت مشكلة المرتبات وقع الفأس على الرأس، كانت كارثة، لماذا؟ لأن الكثير كان ينظر إلى الوظيفة الحكومية أنها مصدر دخل للفلوس فقط، للحصول على مرتب يؤمِّن معيشته، هذه نظرة خطيرة جدًّا، سيئة للغاية.
يفترض أن يكون هناك اهتمام بالتعليم، أيضاً إقبال إلى المعاهد المهنية والفنية، وفي الوقت نفسه تطوير للمعاهد هذه، ولبرامجها، ولمنهجها؛ حتى تكون مخرجاتها مواكبة، التعليم عتيق وقديم وبالٍ، ومخرجاته غير مفيدة، الزمن يتطوَّر، المراحل هذه مراحل قد تطوَّر البشر فيها بكثير، وبحاجة إلى تطوير كل شيء، فلا بدَّ من تفهُّم عملية التغيير، والتوجه فعلياً نحو التغيير، ويبدأ التغيير في الأنفس، في الفكرة، وفي النظرة، وفي الاهتمام النفسي، وفي التوجه النفسي، وفي الإرادة، يبدأ التغيير هنا، الله -جلَّ شأنه- قال: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: من الآية 11]، ما الذي ستغيره بنفسك؟ هل ستجري عمليات جراحية لانتزاع القلب والكلى، وتبديل هذه المعدات؟ التغيير للأفكار الخاطئة، للنظرات الخاطئة، للمفاهيم الخاطئة، والتغيير أيضاً لطبيعة التوجهات وتصحيحها، وامتلاك الإرادة الصحيحة، هذا التغيير الذي سيتغير على أساسه الواقع بكله، الواقع بكله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
قواعد أساسية
لبناء نظام اقتصادي وتصحيح الرؤية للجانب المادي
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية عشر
مايو 20, 2019م