عبدالفتاح حيدرة 
في المحاضرة الرمضانية الرابعة و العشرين لشهر رمضان 1445هـ ، أكد السيد القائد على أن قصة نبي الله (نوح) ذكرت في القرآن الكريم أكثر من 35 مرة ، وكانت حقبة نبي الله نوح مرحلة متقدمه من التاريخ البشري، ويقال ان ما بين نبي الله آدم ونبي الله نوح عليهما السلام كان النبي إدريس عليه السلام، وهو الذي اسهم في واقع حياة البشر الديني المعيشي ، وبعد ان انحرف البشر وعضمت لديهم عقيدة الشرك والانصراف التام عن دين الله وتعليماته ، بعث الله نبيه نوح عليه السلام إلى قومه، ومما هو ملفت في قصة نبي الله نوح هو ذلك الانحراف والضلال وكذلك الصبر على مواصلة النبي نوح تبليغ رسالة الله الف سنه الا خمسين عاما، ونبي الله نوح عليه السلام هو الاب الثاني للبشر بعد عملية الطوفان، نبي الله نوح من أولى العزم من الرسل وكان نموذجا وقدوة للأنبياء بالصبر في تبليغ رسالته مع الصد والتضليل والكذب والانحراف، وكان عبدا شكورا وكان نشطا جدا في عمله التبليغ الرساله، وهذا درس مهم لكل للمؤمنيين للتحرك وفق تعاليم الله وهدايته بحرص واهتمام كبير.. 

في بداية القصة ان الله سبحانه وتعالى رب الناس وفي اطار تدبيره لشئونهم ورحمته بهم يرسل رسله لهم، وارسل نوحا عليه السلام لقومه ، الرسالة من الله وليست جهد بشري وهو سبحانه من يصطفي من عبادة لتبيلغ هذه الرساله والمهمة المقدسه، ورسل الله متميزون في زكائهم وحرصهم على هداية الناس وما يمنحهم الله من مؤهلات التبليغ تلك المهمة، ولذلك عظمة الرسالة هي انها مهمة لانقاذ الناس وهم حلقة وصل مقدسه بين الله وبين المجتمع، وهم قدوة للمجتمع فهم رحمة ونعمة من الله وشأن الرسل عظيم في تجسيد تلك المهمة وهم في كمال إنساني، وارسل نوح عليه السلام لينذر قومه قبل أن يأتيهَم عذاب اليم ودعى نوحا قومه لعبادة الله، والعنوان الابرز والجامع الرسالات الإلهية ومهمة الأنبياء هي الدعوة لعبادة الله وحده، وهذه الدعوة هي عنوان عظيم ودقيق وهو الذي يعبر عن محتوي الرساله الإلهية، وهو تحرير للناس من العبودية لغير الله، وكان هذا الانحراف على المستوى العقائدي في العبادة لغير الله، والمستوى الثاني هو اخضاع النفس لبديل عن شرع الله وأمر الله وهداية الله ومنهج الله، والأنبياء يحرروا الناس من الشرك بالله ويسيرون بالناس على نهج الله وشرع الله، والرسالة هي تحرير للناس من عبادة الطاغوت.. 

قوم نوح كانوا مجتمع عشائري وقبلي ولم يكونوا مجتمع دوله، لذلك وجه نوح خطابه لهم جميعا، وهذه سنه من سنن الله في الرسالات السماوية انها للجميع، وتصدر زعماء ووجهاء قوم نوح ضد رسالة نوح الإلهية ووجهوا له التهمة والتشكيك برسالته وقالوا انه انه في ضلال، والملا الذين يتصدروا لمواجهة الرسالات السماوية لان لهم مصالح ونفوذ بطرق غير صحيحة ومنها المصالح المادية، والبعض لديهم حساسية من ارتباط الناس بالنبي ولديهم عقدة الكبر والغرور، بينما ان مصلحة الجميع في الاستجابة لله وحده، واتهام قوم نوح لم يكن يستند لاي شئ من الحجج والدلائل ضده ، بل انه قدم لهم نصيحة خالصه، ولانه يعلم نهاية شركهم هذا والعذاب الذي سيلحق بهم، وكان مشفقا بهم..