مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نعود مثلاً إلى الشأن العام .. الشأن العام، الشأن السياسي، الحكومات، من أحوج الناس إلى الالتزام بالتقوى هي الحكومات، في إطار مسئوليتها الكبيرة، يفترض في واقعنا كمسلمين وكشعوبٍ مسلمة، أنَّ حكوماتنا حكومات تقوم على أساس المبادئ الكبرى للإسلام، وما هي؟ العدل في مقدمتها. العدل، نحن أمة شعوباً وحكومات من مسئولياتنا الكبرى إقامة العدل {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} (النساء:135) هذا واحد من أوامر الله سبحانه وتعالى التي أمرنا بها في كتابه الكريم، أن نكون ليس فقط أمةً تنادي بالعدل، أو تحلم بالعدل، أو العدل بالنسبة لها أمنية، أمنية تتمناها وتتغنى بها .. لا. {قَوَّامِينَ} أمة تعمل على إقامة العدل، وتتحرك لفرض العدل واقعاً، تُحكم به، وتُحكم على أساسه، ويبنى واقعها على أساسه، هذه المسئولية تحتاج إلى التقوى، تحتاج إلى التقوى. والمسئوليات الكبرى والقضايا الأساسية التي يترتب على الإخلال بها ذنب عظيم وإثم كبير ومفاسد كبيرة، هي من أهم الأشياء التي نحتاج فيها إلى التقوى.

الحكومات بحاجة إلى التقوى للالتزام في سياساتها وأدائها، ومسارها السياسي وأدائها العملي، بالعدل، بالقيم المثلى والعظمى للإسلام، والشعوب نفسها بحاجة إلى التقوى، لتتقي الله فلا تقبل بالظلم، لا تقبل به في واقعها، يسودها ويحكمها ويتحكم بها، لا ترضى بالممارسات الظالمة، فتخضع لها وتذعن لها وتستسلم لها، وترضخ لها .. لا. لا يجوز. لا يجوز مسئوليةٌ أساسية في دين الله، مسئوليةٌ أساسية من صميم ديننا، ومن صميم انتمائنا للإسلام أن نكون أمةً تعمل على إقامة العدل، تعمل عملاً وتسعى لفرض ذلك في واقعها، هذا هو كمسئولية وهو كحق، من حق شعوبنا أن تنعم بالعدل، أو أن الظلم لها شرعة؟ أو أن الظلم لها ملة؟ أو أن الظلم عليها قدراً محتوماً؟ لا. لا، إنما إذا تقاعست الأمة عن مسئوليتها وتهاونت إزاء واجباتها وهي واجبات أساسية، واجبات كبرى، حينها تتاح الفرصة لكل الانتهازيين والظالمين ليقفزوا على أكتاف الأمة فيحكموها بالظلم والأنانية والجبروت والطغيان، وبنزواتهم وأنا نياتهم وحقدهم وأطماعهم يجعلون من الأمة ومن واقعها بكله، الأمة بكل ما للأمة من ثروة ومقدرات وإمكانيات وطاقة مغنماً لهم ولمصالحهم، ثم يعملون على تطويعه بكله بما يروق لهم وبما يناسبهم وبما يلائمهم.

 

التقوى تفرض علينا أن نتحرك في واقع الحياة لإقامة العدل، العدل الذي نحتاج إليه، العدل الذي هو بقدر ما هو مسئولية، وعبادة وواجب، ومبدأ هو أيضاً ضرورة، ضرورةٌ للحياة، ضرورةٌ لاستقامة الحياة، حاجةٌ أساسيةٌ للإنسان، للإنسان؛ لأن الظلم يلامس واقع الإنسان وحياته، وليس مجرد كلام كتب في صحيفة، أو مقال أو رؤية غريبة نظرية لا صلة لها بالواقع، البديل عن العدل هو الظلم، ولا معاناة من مثل المعاناة التي يعيشها المسلمون نتيجةً للظلم .. نتيجةً للظلم، المسلمون يعانون من الظلم معاناة كبيرة.

التقوى التي نحتاج إليها في هذه المرحلة لنصحح فيها واقعنا، والتقوى هذه التي تدفعنا إلى القيام بمسئولياتنا الكبرى، بمسئولياتنا المهمة في الحياة، بمسئوليات يتهاون بها الكثير ولا يدرك خطورتها، أمام كل واجب، أمام كل فرض، أمام كل أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى، بقدر الخلل الذي يترتب على التقصير فيه، والإخلال به، ندرك الأهمية الكبيرة والحاجة الأساسية للتقوى؛ لأن معنى ذلك عندما يخل الناس، يخل الناس بواجب كبير، الآثار السيئة تكون كبيرة، والعواقب السيئة تكون كبيرة، فتمتلئ الحياة بمظالم كثيرة.

 

نلاحظ الآن في واقعنا المظالم الكبيرة على كل المستويات، على المستوى الاقتصادي فقر شديد جداً ومعاناة كبيرة، والملايين من أبناء أمتنا يعانون معاناةً شديدة لتوفير لقمة العيش الضرورية، لتوفير احتياجاتهم الأساسية في الحياة، بينما نحن أمة لها ثروة هائلة، الأمة الإسلامية منحها الله الثروات الكبيرة جداً نفط وغيره، لكن؛ لأن هناك استبداد وفساد ونهب للثروة تصبح الحالة السائدة في واقع الشعوب هي الفقر المدقع والمعاناة الشديدة بكل ما يترتب عليها من مفاسد، ثم تستغل هذه الحالة، حالة الفقر الشديد في أوساط الأمة لتحقيق أشياء كثيرة، لشراء الذمم، وشراء المواقف، شراء الإنسان..

الإنسان يُشترى ويسترَقّ بطريقة مختلفة عن الماضي، في الماضي كان الإنسان يُسترقّ وذلك لتحقيق منافع معينة، يُسترقّ للخدمة المنزلية، أو يُسترقّ لخدمة في إطار محدود، الآن الإنسان في هذا العصر يُسترقّ لبذل حياته، يُسترقّ ليقاتل، ويُسترقّ ليعادي، ويُسترقّ لخدمة مَآرب سياسية قائمة على الطغيان والاستكبار والظلم، يُسترقّ عندما يُشترى موقفه، يُشترى ولاؤه، يُفرض عليه مسار معين أو اتجاه معين في الحياة، يناصره وهو يضره، لماذا؟ لكي يتوفر له من وراءه قليلٌ من المال نتيجة الفقر الشديد المدقع.

عندما غاب العدل نشأت مفاسد كبيرة جداً في واقع الحياة، وظُلِم الإنسان بكل أنواع الظلم، الظلم الاقتصادي، الظلم الثقافي، الظلم الأمني، فقد الأمن والاستقرار، وأصبحت حالة الترهيب والتخويف والقمع وسيلة لاستعباد هذا الإنسان والسيطرة عليه، والتحكم بحياته، وبمساره في الحياة ودوره في الحياة، فيصبح مجرد أداة بيد آخرين هم المسئولون عما وصل إليه من ظلم، وضيم، وحيف، وجور، ومعاناة، وأسى، وضعف، وعجز.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بعنوان (التقوى)
القاها بتاريخ: 2/ رمضان/1434هـ

اليمن - صعدة .


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر