مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فإذا أراد الناس أن يكونوا في واقعهم مرتبطين بالمنهج من دون رموز، من دون أعلام، هنا تكون هناك قابلية كبيرة لعملية التحريف والتضليل، يعني من أتى على الناس وقرأ عليهم نصوصًا دينية (قَوْلَبَهَا) كما يشاء، لديه قدرة في (قَوْلَبَة) النصوص والتلعُّب بها، أو إنزالها في غير محلها، في غير مصاديقها، تقبَّلَ الناسُ منه.. وهنا ينجح الآخرون في عملية التحريف إلى حدٍّ كبير، ويستطيعون أن يُحَوِّلُوا من عملياتهم التضليلية والتحريفية إلى معتقدات، وأفكار، ومفاهيم، وثقافات يصبح لها جمهورها الواسع المؤمن بها، المقتنع بها، المتحرك على أساسها، تُدَرَّس في مدارس، تُكْتَب لها كتب، تُنَزَّل في محاضرات وهكذا. وتصبح ثقافةً سائدة وقد تمشي عليها أجيال، جيل بعد جيل وهكذا. لتمتد عبر الزمن، ويتدين الناس بها، يتدين الناس بضلال وباطل ويعتبرونه قربةً يتقربون به إلى الله سبحانه وتعالى.
لذلك العملية الدينية المشروع الديني في أساسه، هو دين الله الحكيم، دين الله الذي هو أحكم الحاكمين، والله سبحانه وتعالى جعل دينه في معالمه، في ركائزه، في طبيعة المشروع نفسه على النحو الذي يضمن سلامته، سلامته للأجيال، سلامته للبشرية، فللدين رموزه،(إهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )(الفاتحة:6] في الوقت نفسه (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)[الفاتحة:7] هؤلاء الرموز هؤلاء الأعلام الذين هم للدين تَرْجُمَانُه، ولسانه، وهم مصاديقه العملية في الواقع، هم تَرْجُمَانُه وهم يُبيّنون، وهم تَرْجُمَانُه وهم يعملون، فنستفيد منهم في معرفة المفاهيم الصحيحة للدين فيما بيّنوا فيما بلَّغُوا فيما قالوا فيما تحدّثوا، وكذلك فيما فعلوا في أعمالهم في سلوكياتهم في مواقفهم في تصرفاتهم، نستفيد منها كذلك نجد فيها المصاديق الحقيقية للمفاهيم الدينية والخطاب الديني.
فهذه تُمثِّل ضمانةً للأمة ضمانة للأجيال ألاّ يؤثر فيها لا المضلون ولا المحرِّفون، حينما ترتبط بالمشروع الإلهي، برموزه وأعلامه، وليس فقط ارتباطًا مجتزأً يتجه فقط إلى الخطاب الديني أو إلى المفاهيم الدينية ومن جاء ضلّل ولعِب وحرَّف، وتقبَّلتْ منه الأمة، وتأثّر به الناس .   

الأنبياء هم طلائع الرموز والأعلام
 
الأنبياء هم طلائع الرموز هم الرموز الأساسيون، الأنبياء والرسل هم في واقعهم العملي والسلوكي، وحركتهم في الحياة، وقيامهم بالمشروع الديني؛ لأنه عادةً ومن ضمن الوظائف الأساسية للرسل والأنبياء أنهم ليسوا فقط مبلِّغين بالكلام والحديث والبيان، بل عادةً هم يعملون هم على إقامة تلك المبادئ، والقيم، والأخلاق على إقامة الدين بتفاصيله الأخلاقية وغيرها.
فهم يعملون على إقامة الدين وبالتالي: يتحركون في إطار مشروع عملي للنهوض بالدين في واقع الناس وفي واقع الحياة، الأنبياء والرسل في المقدمة .  

وبعد الأنبياء ورثتهم الحقيقيون

ومن بعد الأنبياء والرسل أكيد هناك امتداد لورثتهم الحقيقيين الصادقين الذين يمثلون حلقة الوصل، حلقة الوصل المأمونة من الرموز والأعلام والعظماء والهداة، حلقة الوصل المأمونة التي يمكن الوثوق بها والاطمئنان إليها في أنها هي ستقدم الدين على نحوٍ صحيح، وأنها هي من يجب أن ترتبط بها الأمة في ظل المشروع الديني من موقعها في القيادة، وهكذا هو الحال مع علي - عليه السلام - بمنزلة هارون من موسى، واقعه من محمدٍ (صلوات الله عليه وعلى آله) بكماله الإيماني العظيم، ومؤهلاته العالية، بمعنى أنه ليس مجرد وظيفة أو منصب هكذا أو وسام شرف أُعْطِيَهُ الإمام علي هكذا، لا، عن جدارة بعد أن أعطاه الله المؤهلات العالية الكبيرة العظيمة الراقية على المستوى الإيماني، والتربوي، والمعرفي، والقيمي، والأخلاقي ليكون بمستوى هذا المقام العظيم، ليكون هو امتداد الهداية، وحلقة الوصل مع محمد - صلوات الله عليه وعلى آله - مع رسول الله وخاتم أنبيائه. الرسول قال: «إلَّا أنه لا نبي بعدي».  علي لا يؤدّي هذا الدور كنبي، لا؛ لأن النبوة خُتِمَت بخاتم الأنبياء وسيد الأنبياء رسول الله محمد - صلوات الله عليه وعلى آله - ولكنه يؤديه من موقعه في كمال إيمانه كوزير، كوصي، يؤديه من موقعه في كمال الإيمان ليكون هو من يتحرك بهذه الأمة وهو يربي وهو يعلم وهو يرشد وهو يقدم مفاهيم هذا الدين وهو يجسد مبادئ هذا الدين في الواقع العملي وهو يجهد ويجاهد للحفاظ على مفاهيم هذا الدين كي لا تتغير بفعل تحريف المحرفين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
 
من ذكرى استشهاد الإمام علي 1434هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر