شعبنا العزيز كان انتماؤه للإسلام كما الإسلام في أصله، في نقائه، الإسلام الذي أتى به رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، والذي بعث عليا إلى اليمن للدعوة إليه، هذا الإسلام الذي مبناه وأساسه التحرر من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، التحرر من العبودية للطاغوت، الخلاص من التبعية للطاغوت وللباطل وللضلال، وهذا الانتماء منذ يومه الأول، منذ يومه الأول كان انتماء قائما على أساس الالتزام الأخلاقي والروحي وكذلك النصرة لهذا الحق، الاستشعار للمسؤولية بهذا الالتزام بهذا الحق ومواجهة كل الصعوبات والتحديات، وهذه مسألة من أهم المسائل على الإطلاق، الآباء الأوائل سواء الأوس والخزرج الذين حضوا بالتسمية الإلهية بالأنصار، بما يعبر عنه هذا الاسم من حمل لراية الإسلام، من جهاد في سبيل الله من تصد للطغيان والظلم من مواجهة للطاغوت، هذا الاسم العظيم والمهم أو فيما اتجه إليه أيضا بقية هذا الشعب وهم منذ اليوم الأول آمنوا وحملوا راية الإسلام وجاهدوا في سبيل الله سبحانه وتعالى فكانوا بذلك أحرارا وكانوا بذلك من يتحرك بهذا الدين في أهم مبدأ من مبادئ هذا الدين في التحرر من الطاغوت والكفر بالطاغوت (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ ).
شعبنا العزيز على مر تاريخه كان شعبا حرا وعزيزا ومجاهدا وله تاريخه الكبير في الجهاد والتضحية وهو يسعى للتحرر يسعى لإحقاق الحق لإقامة العدل يتصدى للطغيان، وهذه نماذج استعراض للنماذج وباختصار، هذه نماذج رئيسية تعبر عن هوية هذا الشعب، فما الذي يهدد هذه الهوية اليوم؟ هناك بالفعل ما يهددها، وهناك بالفعل ما يدعونا إلى أن نركز وهذه مسؤولية على الجميع وفي المقدمة العلماء والمثقفون والخطباء والمرشدون والمعلمون والتربويون ثم الجميع من باب التواصي بالحق والتواصي بالعدل الترسيخ لهذه الهوية والحفاظ عليها والتصدي لكل ما يستهدفها.
هناك خطران رئيسيان يشكلان تهديدا فعليا لهذه الهوية، الأول التحريف والثاني الانحراف، التحريف لهذه الهوية والذي يأتي بالتحريف حتى للمضمون الديني المضمون الديني في شكله العقائدي أو في شكله الأخلاقي، في شكله التربوي في كل جوانبه، وأبرز خطر في هذا الجانب مع أن هناك جهات كثيرة تشكل خطرا على شعبنا العزيز في هذا الجانب، فيمن يسعى لتحريف هويته الإيمانية، ويطبعها بطابع آخر وباسم الإيمان، باسم الإيمان، ولكن أبرز خطر وأبرز من يمثل تهديدا في ذلك هم التكفيريون، للمسؤولية والأمانة هم التكفيريون، التكفيريون يتحركون تحت العنوان الديني وتحت العنوان الإيماني ولكنهم بكل وضوح وبشكل غير خفي يسعون لتحريف هوية هذا الشعب الإيمانية بنفسها، وطبعها بطابع آخر، وسنتحدث عن نماذج بهذا التحريف، لاحظوا على المستوى الروحي أولا الرسول صلوات الله عليه وعلى آله فيما روي عنه يقول: "أرقى قلوبا وألين أفئدة" وكما قلنا هناك تجليات لهذه العلاقة الروحية والانشداد الوجداني وفي المشاعر ويعبر شعبنا اليمني عن ذلك بأشكال التعبير فيما يتعلق بالشعائر الدينية فيما يتعلق أيضا بالمناسبات الدينية فيما يتعلق بثقافته جوانب كثيرة، كان عليها شعبنا العزيز منذ صدر الإسلام وإلى اليوم، أتى هؤلاء لمحاربتها، وحتى الجانب التربوي لديهم، وبكل وضوح هل التكفيريون يربون الإنسان ليكون على هذا النحو، أرق قلبا وألين فؤادا؟ أم أنهم يربون على القسوة على الكراهية، على الحقد، على الضغائن على التوحش، على الجريمة؟ هم يغيرون هذا الطابع من ألين قلوبا إلى أقسى قلوبا وأكثر توحشا وأبعد أخلاقا، ومن يستجيب لهم ويتأثر بهم، ينطبع بطابع آخر غير طابع ألين قلوبا أو أرق قلوبا، خلاص يتغير يتحول إلى قاس القلب متوحش في سلوكه وممارساته ومجرم في تصرفاته، وهذا واضح في التكفيريين في ممارساتهم، لاحظوا على مستوى الشعائر الدينية، يحاولون أن يحاربوا الكثير من هذه الشعائر، حاربوا الأذكار بعد الصلوات وصموها بالبدعة، يحاربون أيضا المناسبات الدينية، ويصفونها بالبدع والشرك وما إلى ذلك، ويحرصون على إبعاد الناس عنها وأن يطبعوا شعبنا العزيز بطابع مختلف، حاولوا أيضا حتى تلاوة القرآن الكريم وتلاوة سورة يس في الكثير من المناسبات وسموها بالبدع، حتى في مناسبات العزاء، الكثير من الأذكار والمناسبات الدينية أتوا للقضاء عليها وإزاحتها من الساحة، واشتغلوا في ذلك شغلا كبيرا وبذلوا فيه جهودا كبيرة، كم لهم في هذه المجال من خطب ومحاضرات ومناسبات وكم استحوذوا على كثير من المساجد ثم طبعوها بطابعهم المختلف عما كان عليه هذا الشعب منذ صدر الإسلام وعلى مر التاريخ وإلى اليوم، طابع مختلف.
على مستوى العلاقة الإيمانية بالله سبحانه وتعالى، برسوله صلوات الله عليه وعلى آله، أولئك يربون على الضغائن على الأحقاد على الحالة التي يفقدون الناس فيها هذا الجانب البارز والمتميز من التوقير والتعظيم والمحبة والإعزاز والإجلال لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، التعظيم لرسول الله جعلوه شركا ويتحدثون بذلك ولهم كتابات يتحدثون فيها بصراحة ووضوح على أن مفردة التعظيم وكل ما يندرج تحتها من تعبير سواء مناسبات أو أي شيء آخر لرسول الله يعتبر من الشرك والخروج من الملة والكفر بالله وما إلى ذلك، الاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله جعلوه من البدع وجعلوا علاقته بالتعظيم ارتباطا بالشرك وخروجا عن الإسلام وهكذا كل أشكال التعبير عن التعظيم والمحبة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فيما ينبغي أن نكون عليه كمؤمنين أن تكون محبتنا لرسول الله بعد محبتنا لله وفوق محبتنا لكل الناس أجمعين وأن تكون المنزلة في التوقير للرسول والتعظيم للرسول صلوات الله عليه وعلى آله كما أرادها الله أن تكون كما ربى عليها المسلمين الأوائل الذين نهاهم حتى عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي وجعل من دلائل الإيمان والتقوى غض الأصوات عنده تعظيما وتوقيرا وإجلالا، رسم الكثير من أشكال التعامل مع الرسول القائمة على أساس من هذا التعظيم والتوقير والمحبة والإجلال، هؤلاء لهم طريقة مختلفة، كل أشكال التعظيم للرسول شرك، لو قبلت عتبة قبر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فأنت عندهم مشرك، ولو قبلت كتف الأمير السعودي فهذا جائر ليس بدعة، أشياء كثيرة جدا أدخلوها في إطار ما يسمونه شركا ويعتبرونه شركا وبناء على ذلك يستحلون الحرمات، يستبيحون سفك الدماء، يكرهون الآخرين يعادونهم يستبيحون نساءهم وأعراضهم، كذلك يكتب الكثير منهم عن وجوب هدم قبة قبر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، عن تحريم كل أشكال المحبة والتوقير عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، أشياء كثيرة.
العلاقة بالإيمان مع الإمام علي عليه السلام، لهم موقف سلبي جدا بالإمام علي عليه السلام، شعبنا يحب الإمام علي عليه السلام على مر التاريخ محبة ظاهرة واضحة بينة، شعبنا معروف بنصرته للإمام علي ومحبته للإمام علي عليه السلام على مر التاريخ، هؤلاء لهم موقف واضح في بغضهم للإمام علي عليه السلام، مع أنهم يعرفون أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله قال عن محبة الإمام علي عليه السلام أنها من الإيمان "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" هم يعرفون أن هذا الحديث روته الأمة بمختلف مذاهبها الإسلامية، هم يعرفون أن رسول الله قال عن علي عليه السلام أنه بمنزلة هارون من موسى وهم في الذهنية العامة في نشاطهم الثقافي والتعليمي يحاولون أن يفصلوا الإنسان في ذهنيته في نظرته للإمام علي عليه السلام من رسول الله إلى منزلة بعيدا جدا، يعني بدل أن تكون نظرتك كمسلم يؤمن برسول الله يؤمن بما يقوله رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، يقبل بما قاله رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هم يربونك على أن لا تنظر هذه النظرة إلى الإمام علي عليه السلام في منزلته من رسول الله، أنه منه بمنزلة هارون من موسى، فلتنظر إلى الإمام علي أنه في منزلته من رسول الله مثل منزلة أي واحد من بني إسرائيل من موسى، أطرف واحد من بني إسرائيل من موسى، علي هناك هناك واحد من أطرف صحابي يعني مثل أي صحابي، كثير من الصحابة عندهم مقام بالنسبة لهم وفضل بالنسبة لهم واهتمام بالنسبة لهم أكثر من الإمام علي بكثير، يذكرونهم دائما يتحدثون عنهم دائما، ما إن يذكر الإمام علي عليه السلام حتى يغضبوا حتى يشمئزوا حتى ينفعلوا، بل لهم أنشطة كثيرة ضد الإمام علي ضد محبة الإمام علي عليه السلام، إساءات وتشويه وتشويه حتى لشعبنا وتشويه حتى للمحبين للإمام علي عليه السلام، وافتراءات عليهم للتشويه لهم.
المسلمون جميعا يقرون بفضل الإمام علي عليه السلام بوجوب محبته، بما قاله رسول الله فيه، مثل هذا النص، أنه منه بمنزلة هارون من موسى، كلهم يقرون بقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فيما روي عنهم بشكل متواتر بين الأمة، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من واله وعاد من عاده، وهم لا، على العكس من ذلك، وهم لا على العكس من ذلك، موقف حاد، اشتغلوا كثيرا في هذا الجانب، وحاولوا أن ينفروا الناس من محبة الإمام علي من الحديث عن الإمام علي من الحديث عن فضائل الإمام علي، حاربوا هذا بشكل كبير في المناهج المدرسية في المناهج التعليمية في مدراسهم للتعليم الديني، هذا الجانب مغيب تماما.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة جمعة رجب 1440هـ
2019-03-08م