ثم كذلك مع كونه عاملاً نهضوياً، عاملاً لاكتساب القوة، عاملاً للبناء، هو كذلك عامل مهم ومؤثر كبير فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي، الأمة التي تبني حياتها بشكلٍ صحيحٍ وسليم، وتوحِّد هدفها، وتتوحد عندها النظرة في تشخيص العدو والصديق، في تشخيص مصدر الخطر، ثم تسخر وتوظِّف كل طاقاتها وإمكاناتها وقدراتها لتكون أمةً تواجه ذلك الخطر التي تتفق على تشخيصه كخطر، هذا سيساعدها على الوحدة، على الإخاء، على التلاحم فيما بينها، على التماسك فيما بينها، على التعاون فيما بينها؛ لأنها تحس بخطرٍ مشترك، خطر على الجميع، وتنظر إليه كأولوية في العمل على دفعه، هذا يساعدها على أن تكون أمة متعاونة، متظافرة الجهود ومتآخية فيما بينها.
وعلى العكس من ذلك، الأمة إذا فقدت هذه النظرة: لم تصبح أنظارها مركزة إلى عدوٍ هناك يشكل خطراً على الجميع وتحدياً للجميع، وأن هذا يفرض عليها أن تتظافر جهودها للتصدي لذلك الخطر، ولكي تكون أيضاً وحدتها والإخاء فيما بين مجتمعها عاملاً من عوامل القوة الرئيسية؛ لأننا كلنا نؤمن بأن الوحدة قوة، أن التجمع قوة، أن التآخي قوة، أن تظافر الجهود قوة، أن التعاون قوة، فنرى في هذا عاملاً من أهم العوامل الرئيسية للقوة التي تساعدنا في مواجهة العدو، ودفع الخطر الذي ننظر إليه جميعاً كخطر، إذا فقدنا هذه النظرة؛ نكون أمة يسهل عليها أن تختلف، وأن تتفرق، وأن تتشتت، لا ترى قضية يؤمن بها الجميع تجمعها وتجتمع عليها، ترى نفسها مستغنية عن بعضها البعض؛ لأنها لا تحمل القضية الكبيرة والاهتمامات الكبيرة، ولا حتى التركيز على النهوض بمسؤوليات كبيرة تتطلب التعاون، ولا إدراك الخطر الكبير الذي لا بد من التعاون في سبيل دفعه، فلا شعور بمسؤولية جماعية، ولا إدراك لمخاطر شاملة، ولا أي حافز يدفعها إلى الترابط فيما بينها، وإدراك قيمة هذه الألفة، وهذه الأخوة، وهذا التعاون، يسهل عليها أن تتبعثر وتتفرق، ثم تكون ضحية لحالتين:
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة التاسعة عشر
مايو 26, 2019م.