مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولذلك فالرسالة الإلهية هي نعمة، هي رحمة من الله -سبحانه وتعالى-، هي عملية إنقاذ، وهي متكاملة، هي مشروعٌ متكامل، لا تلحظ فقط الجانب الروحي، أو تلحظ فقط الجانب السلوكي والأخلاقي، إنما هي تشمل كل ما يضمن للأمة أن تستطيع أن تقوم، أن تنهض، أن تتحرر، أن تحظى بالعدل، أن تدفع عن نفسها الظلم، أن تدفع عن نفسها الاستعباد، بل هذا من أعظم ما في الرسالة الإلهية، لو استبعدنا هذا الجانب، وأبقينا الحالة حالة طقوس معينة، يتكيف فيها الناس مع العبودية للطاغوت والاستكبار، وللمجرمين والظالمين والمفسدين في الأرض، لكانت المسألة نقصاً كبيراً جدًّا في هذا الدين، لكانت إيجابيته في الحياة إيجابية محدودة للغاية، محدودة للغاية، وهذا هو الواقع الذي كان عليه أهل الكتاب ما قبل الرسالة الإسلامية، ما قبل رسالة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- والبعثة له، كانوا قد تكيَّفوا مع الواقع، كانوا قد استبْقوا فقط من الرسالة الإلهية- رسالة الله إلى عيسى، ورسالة الله إلى موسى- طقوساً معينة، وبعضاً من الشرائع، بعضاً من التعليمات المحدودة، مع تكيُّفٍ تام مع الطغاة، مع الظالمين، مع المجرمين، مع المفسدين، فأذهبوا عن الرسالة أهم ما فيها، وأفقدوها إيجابيتها في الحياة، لم تعد رسالة تعبِّد الناس تعبيداً كلياً لله، وتحررهم تحريراً كاملاً من العبودية لغيره، |لا| إنما دخلت فيها آفات وانحرافات وعملية تحريف، عملية تحريف وعملية انحراف عملي جعلتها تتكيف مع ذلك الواقع؛ حتى أفقدتها جدوائيتها في الحياة، نفعها في الحياة، إيجابيتها في الحياة، أثرها النافع للإنسان؛ فلم تعد رسالة خلاص، لم تعد رسالة إنقاذ، لم تعد رسالة تحرر، وهذا ما يريده الأعداء للإسلام، وهذا ما سعوا له في ضغوطهم على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- في بداية رسالته، وهم عملوا بجهدٍ كبير أن يقنعوه أن يتكيَّف معهم كما الآخرين، مثلما هو حال أهل الكتاب، مثلما هو حال اليهود، وكان بالإمكان لو أراد النبي أن يتكيَّف معهم، أن يدخل في تعديلات لهذا الدين، لهذه الشريعة الإلهية، ويُذهِب منها جوهرها ولبَّها وأساسها، ثم يبقي منها طقوساً معينة، كما فعل أهل الكتاب وتكيَّفوا، لكنه لو فعل ذلك لكان ذلك جناية كبيرة على هذه الرسالة الإلهية، ولعاقبه الله -سبحانه وتعالى-، لما سمح له بذلك أبداً، وهو كان أبعد عن كل ذلك -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، وكان في إيمانه بهذه الرسالة، في ثباته عليها، في يقينه بها، في إيمانه العظيم بالله -سبحانه وتعالى- على نحوٍ لا يمكن أبداً أن يفكر فيه حتى التفكير: بأن يداهن، بأن يغيِّر، بأن يبدل، أو أن يتقوَّل، أو أن يتراجع أبداً.

 

الله -جلَّ شأنه- قال عنه: {وَدُّوا}[القلم: من الآية 9]، يعني: الأعداء، أولئك الأعداء، أعداء هذه الرسالة وهذا الدين، {لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}[القلم: من الآية 9]، ودوا منك يتمنون منك أن تداهنهم، وأن تجاملهم، {فَيُدْهِنُونَ}، فيقابلونك بذلك، تكون عملية مداهنة من الطرفين، ولكنه كان صلباً في ثباته، وقوياً في تمسكه بهذه الرسالة، وهذا ما أثمر- في نهاية المطاف- ثمرةً طيبةً، وثمرةً عظيمة، وحقق نقلات كبيرة جدًّا من بداية أمر الدعوة الذي تحرك فيه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بدايةً عجيبةً جدًّا، الواقع العالمي من حوله مظلم، الأفكار، والمفاهيم، والعادات، والتقاليد، والاعتقادات، وواقع الحياة بكله، التركيبة السياسية، التركيبة الاجتماعية... الواقع من حوله بكله واقعٌ مظلم، لكنه تحرك بهذه الرسالة، وبهذا النور، وبهذا الهدى، بعزمٍ وإيمانٍ ويقينٍ وثباتٍ عظيم، فبدأت التغيرات والنقلات من مرحلة إلى مرحلة إلى مرحلة، وصولاً إلى يوم الفرقان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

يوم الفرقان

عطاء متجدد عبر الزمن.

المحاضرة الرمضانية السابعة عشرة: 1441هـ 10-05-2020م.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر