{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}[الأنفال: الآية18]، {ذَلِكُمْ} ما ذكره من تأييده -سبحانه وتعالى-، من تمكينه من قتلهم في بدر، وما تحقق من النصر عليهم، {وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}، الكافرون يعني هم أعداء الله، أعداء البشرية، أعداء الإنسانية، هم المشاقون لله، هو الذين يتحركون في سبيل الطاغوت، هم الذين يستهدفون المؤمنين؛ ليمنعوهم من أن يتحركوا أمةً مستقلةً على أساس منهج الله وهديه، فهم يقاتلون في سبيل الطاغوت، ويعتمدون على الكيد، على مستوى الخطط، وعلى مستوى الوسائل التي يرون فيها وسائل تساعدهم على ضرب المؤمنين، وعلى السيطرة على المؤمنين، وعلى سحق المؤمنين، فالله -سبحانه وتعالى- في تدخله هو يوهن كيدهم، {مُوهِنُ}، وجاء هذا التعبير: {مُوهِنُ}، اسم الفاعل كما يقولون، {مُوهِنُ}، ليبين أنها سنة من سنن الله -سبحانه وتعالى-، وأنَّ الله -جل شأنه- مستمرٌ في ذلك وفي هذا النوع من التأييد لعباده المؤمنين في كل زمان، وفي كل معركةٍ وتحدٍ، طالما التزموا بأسباب نصره وتأييده، فهو -سبحانه وتعالى- يوهن {كَيْدِ الْكَافِرِينَ}: ما يعتمدون عليه من خطط، ومؤامرات، ووسائل، وإمكانات تمكِّنهم من السيطرة، تمكِّنهم من حسم المعركة، الله يوهنها، فيفقدها فاعليتها، ويفقدها تأثيرها، ويحد من مستوى فاعليتها، وهذا من أهم مظاهر التأييد الإلهي والمعونة الإلهية: أنَّ الله يحد ويضعف ويقلل من صلابتها وتأثيرها وفاعليتها، فتكون النتيجة كبيرة عليهم، تكون نتيجة الوهن التي تهيئهم للهزيمة، وتفشل عليهم في نهاية المطاف الكثير من خططهم، فتكون نجاحاتهم محدودة، وغير مؤثرة لصالحهم بالشكل الذي يحسم المعركة لصالحهم، وهذا يشمل كل المجالات: على المستوى العسكري، على المستوى الأمني، على المستوى الاقتصادي، إذا تحرَّكت الأمة معتمدةً على الله -سبحانه وتعالى-، وعززت الصلة الإيمانية بالله -جل شأنه-، واستجابت عملياً، وتحركت كما ينبغي، فالله -سبحانه وتعالى- يجعل جزءاً من معونته وتأييده لصالح المؤمنين يتجه إليهم كمدد معنوي، وتهيئة، وتسخير... وعوامل كثيرة، وجزءًا من التأييد يتجه إلى ضرب العدو في نفسه، مثل: قذف الرعب، أو أن يوهن كيدهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرون: 1441هـ 14-05-2020م.
يوم الفرقان (4) الاعتماد على الله والتنكر للذات.