مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أنبه أيضاً إلى أنهم أيضاً استهانوا حتى بحرمة القرآن الكريم، أساؤوا إلى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بتعبيرات ومواقف كانوا يطلقونها ويقولونها فيه، أيضاً في مجالسهم الرسمية، مجلس الملك الأموي يُسبُّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في حضرتهم، من جانب من يقرِّبونهم ويدنونهم في مجالسهم من اليهود والكافرين، فيغضون الطرف عن ذلك، ويضحكون لذلك، وينسجمون مع ذلك، وإذا أتى أحدٌ ليزجر ذلك اليهودي الساب لرسول الله، يغضبون، ويعتبرون ذلك أذيةً لجلسائهم، كما حصل مع هشام، الملك هشام الأموي الذي غضب من الإمام زيد -عليه السلام- عندما انتهر اليهود الذي يَسبُّ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فقال: (لا تؤذِ جليسنا يا زيد)، كم نقل التاريخ من مثل هذه المواقف التي كانت توجه فيها الإساءات إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بشكلٍ مباشر تحت حمايتهم.

 

مع ذلك عملوا خطةً أخرى للاستهداف لمقام رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ومكانته المهمة في نفوس المسلمين، وهي من أخطر ما فعلوه وما صنعوه، وهي تدخل تحت عنوان: (اتخذوا دين الله دغلاً)، لقد اختلقوا وصنعوا الكثير من الروايات والأخبار، وما يطلق عليه بالأحاديث، مما فيه الحطّ من مكانة رسول الله، والإساءة الكبيرة جدًّا إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وأتى البعض ليقول عنها بأنها: [أحاديث صحيحة]، ثم تكتب، ينقلها الرواة، ويأتي من ينقلها في مجاميع حديثية، يحشرها مع بقية الأحاديث، وتقدَّم إلى الأمة على أنها من الحديث، وأنها من السنة، وفيها إساءات شنيعة جدًّا إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- في مقابل التعظيم لهذا أو ذاك، لهذا الشخص أو ذاك، لهذا الرمز أو ذاك، يحطون من مكانة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كم ورد من ذلك؟ الشيء الكثير الكثير.

 

عندما يتهمونه على مستوى عملية التبليغ للوحي، وأن الشيطان تدخَّل ونطق على لسانه، وأنه افترى على الله وهو يقرأ سورة النجم! هكذا يقدِّمون عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أنه بينما كان يقرأ سورة النجم، وقرأ قول الله -سبحانه وتعالى-: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19-20]، اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة: أصنام من أصنام قريش التي كانت تعبدها، وتعكف عليها، وتشرك بها، تجعل منها آلهةً مع الله -سبحانه وتعالى- يأتون ليقولوا في روايةٍ اختلقوها وصنعوها وقاموا بصياغتها؛ للحط من مكانة رسول الله، وللتشكيك في أمانته في تبليغ الرسالة، وفي تبليغ القرآن الكريم، يقولون في روايتهم تلك: أنَّ الشيطان تدخَّل وسيطر في تلك اللحظة على الرسول، وعلى لسانه، وعلى منطقه، وجعله ينطق ليقول: [تلك الغرانيق العلا، وإنَّ شفاعتهن لترتجى]! يعني: تعبير فيه شرك، فيه افتراء، فيه تعظيم للأصنام، فيه كذب على الله -سبحانه وتعالى- فيه إثبات الشفاعة لتلك الأصنام، على هذه الرواية التي اختلقوها وصنعوها، اعتمد سلمان رشدي في كتابه المسيء للإسلام، كتابه الذي حكم عليه الإمام الخميني -رضوان الله عليه- حكم عليه بالقتل؛ عقوبةً لما في ذلك الكتاب من إساءات إلى رسول الله، وإلى الإسلام، وإلى القرآن، اعتمد على مثل هذه الرواية، فإذاً كم ورد فيما قدَّموه كروايات وتكتب، وتصبح من الأحاديث، وتصبح ضمن المنهج الرسمي الذي يعتمد عليه في الساحة الإسلامية لدى كثيرٍ من أبناء الأمة، روايات تسيء إلى النبي بأشنع ما يمكن أن نتخيله أو نتصوره، حتى أنَّ البعض ممن يسيئون إلى الرسول في الغرب في هذه المرحلة وفي مراحل سابقة، كانوا يعتمدون في إساءتهم إلى رسول الله على تلك الروايات، يقولون: [هذه رواياتكم، يا أيها المسلمون هذه الروايات في مجاميعكم الحديثية، هي التي تقدِّمه أنه… وأنه… وأنه احتفل مع الشيطان في جلسة يوم العيد، وجلسة لهو وغناء وطرب، وأتى فلان الصحابي فهرب منه الشيطان، وقطع تلك الجلسة]… وهكذا قصصاً كثيرة، وحكايات مسيئة إلى رسول الله، [وأنه دخل إليه فلان وهو عارٍ ولم يتستر، ودخل آخر وهو عارٍ ولم يتستر، ودخل الثالث فتستر، لماذا؟ قال: لأن الملائكة تستحي منه، كيف لا أستحي ممن تستحي منه الملائكة]، كم ذكروا وكم أوردوا من عبارات، من عملية تصوير صورة شنيعة تقزم مكانة رسول الله في نفوس من يتأثر بتلك الروايات، بذلك القصص، بتلك الأحاديث الكثير لدرجة أنَّ البعض منها يستحي الإنسان من رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أن يتحدث به حتى عنهم، أن ينقل ما قالوه في رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.

 

قبل كل ذلك على المستوى العقائدي فيما يتعلَّق بالعقيدة الإيمانية، فيما يتعلق بمعرفة الله -سبحانه وتعالى- فيما يتعلَّق بالعدل الإلهي، فيما يتعلَّق بالوعد والوعيد، فيما يتعلَّق بعالم الآخرة والجنة والنار والحساب والجزاء، كم صنعوا، كم زيفوا، كم غيَّروا، كم بدلوا، فهم عملوا على أن تكون نظرة هذه الأمة إلى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- نظرة مجرَّدة من القدسية، من العظمة، من التأثر، بل نظرة يترتب عليها في الواقع العملي اتجاهات خاطئة، سلوكيات خاطئة، من يتأثر بمجموع تلك الروايات والأخبار لا يتحاشى- إن كانت رمزية الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عنده على ذلك النحو، بتلك الكيفية، بذلك التصور الذي قدَّموه- لا يتحاشى أن يكون في الواقع الذي يعتبر نفسه فيه متديِّناً، أن يكون على ذلك النحو من الانحرافات السلوكية، والتصرفات الغريبة جدًّا، من يتأثر بما قدَّموه لن تكون علاقته بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- إلَّا علاقة قاصرة وناقصة، ويشوبها الكثير من النظرة الخاطئة، ستكون علاقة قاصرة وناقصة عن العلاقة المفترضة بين هذه الأمة وبين نبيها في التعظيم له، في التوقير له، في معرفة قدسيته، في معرفة ما هو عليه، في التأثر به، في الاقتداء به بشكلٍ صحيح، يفقد من يتأثر بهم، وبما صنعوه، وما اختلقوه من روايات وقصص وأخبار وسِيَر اختلقوها يتأثر سلباً في ذلك.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي

بمناسبة ذكرى عاشوراء 9 محرم 1441 هـ سبتمبر 14, 2019م

مرحلة الحكم الأموي

عصر الظلمات واستباحة الإسلام والمقدسات.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر