فالقرآن أكَّد على هذه الحقائق، ولكن يتعامى عنها الكثير، وفيما هي أيضاً، يعني: فيما هو معتقد ديني، العداء لأمتنا فيما هو معتقد ديني، وثقافة، ورؤية، ومنهجية، وفي المناهج الدراسية، وفي الكتابات، وفي النشاط الإعلامي، وضمن الأنشطة التربوية منذ الطفولة، مشاهد لأطفال اسرائيليين يذهبون بهم من المدارس إلى المعسكرات، إلى الدبابات؛ ليتحدثوا عن أمنياتهم في قتل العرب، وفي قتل وإبادة هذه الشعوب، وعن كرههم وعدائهم لها، تربية منذ الطفولة، وترسيخ نظرة عدائية وصورة سلبية عن هذه الأمة.
هي أيضاً استراتيجية وسياسة يبنون عليها مخططاتهم، ولهم في ذلك مؤتمرات، في مراحل ماضية، ومراحل متعددة من التاريخ، هناك مؤتمرات غربية يحرِّكها اللوبي اليهودي الصهيوني من زمان، مؤتمرات تنعقد وتخرج باتفاقيات ومقررات معينة، هي عدائية بكل وضوح ضد هذه الأمة، هناك مثلاً اتفاقيات، مثل اتفاقية سايكس بيكو… واتفاقيات أخرى، ونقاط ومخرجات لمؤتمرات عقدت في المراحل الماضية، في مراحل متعددة، وإلى اليوم، الأمر مستمر إلى اليوم، مخرجات تلك المؤتمرات، تلك المناسبات، تلك الفعاليات، مخرجاتها من اتفاقيات ومقررات عدائية بكل وضوح لأمتنا الإسلامية، تضمَّنت:
تقسيم العالم الإسلامي، العمل على منع توحده، إثارة النزاعات بين أبنائه تحت مختلف العناوين: العناوين الطائفية، العناوين السياسية، العناوين المناطقية، العناوين العرقية… تحت مختلف العناوين، هذه بنود، بنود يعني تضمَّنتها اتفاقيات ومؤتمرات ومقررات عقدوها، وخرجوا بها، واعتمدوها، وأيضاً ضمان بقاء المسلمين في حالة تخلف وبؤس، والمنع لنهوضهم الحضاري، والمنع لنهضتهم الاقتصادية، وأن يبقى العالم الإسلامي مجرد سوق للمنتجات والبضائع من تلك الشركات التي تتبع الأعداء، وأن تبقى المسلمين حالة أزمات اقتصادية، وأزمات متنوعة، أزمات سياسية، أزمات أمنية، أن تبقى الوضعية في العالم الإسلامي ووضعية بلدان هذه الأمة وضعية مربكة، لا تستقر أبداً، لا سياسياً، ولا اقتصادياً… ولا بأي شكلٍ من الأشكال، والحيلولة دون نهضة هذه الأمة نهضةً حقيقية على أساسٍ من انتمائها الإسلامي، وفرض أنظمة وحكومات عميلة على شعوب هذه الأمة، تنفِّذ خطط الأعداء في كل المجالات، وتتسلط على شعوب هذه الأمة بالقمع، والإذلال، والاضطهاد، والجبروت، ونهب ثروات هذه الأمة، والسيطرة على الجغرافيا، وفرض قواعد عسكرية في المناطق والأماكن الاستراتيجية في بلدان هذه الأمة، وأيضاً استغلال الثروة البشرية في هذه الأمة، استغلال الثروة البشرية حسب الحاجة، من يُستَغَلون في خدمة الأعداء بحسب مواهبهم، الإعلاميون أبواق للأعداء، أبواق، والكتَّاب والثقافيون كذلك يصدِّرون ما يريدوه العدو من مفاهيم زائفة، وضلالات، وخدع، وأكاذيب، وافتراءات، وما يمكن أن يساهم في إضلال أبناء هذه الأمة وإفسادهم، وكذلك من يقاتلون سواءً لعدو هنا أو هناك، أو لإثارة الفتن في داخل الأمة، والصراعات في داخل الأمة، استغلال الثروة البشرية حسب الحاجة، وفي أي صراع، وفي الفتن الداخلية.
والاستراتيجيات في هذه النظرة التي هي عدائية من جهة، وأيضاً لها نزعة استعمارية وطمع كبير من جهة أخرى، يتلاقى الأمران، يعني: تلاقت الرغبة، والنزعة الاستعمارية، والطمع الكبير، والنزعة للسيطرة على مختلف العالم، وفي مقدِّمته العالم الإسلامي وبلدانه، مع تلك العقيدة العدائية، والتوجه العدائي، والثقافة العدائية، والنظرة العدائية المترسخة، فبنيت عليها استراتيجيات، عبَّرها زعماؤهم في مقامات كثيرة، منظِّروهم في مناسبات متعددة، كتبت في كتب، دوِّنت في اتفاقيات، وأعدت وحضِّرت لها برامج عمل.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1443هـ