مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم يقدِّم تحذيرات شديدة وخطيرة للغاية:

أول هذه التحذيرات قوله -جلَّ شأنه-: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}، واعلموا أنكم إن لم تستجيبوا لله ولرسوله تجاه هذه التوجيهات والتعليمات التي تتهربون منها، تتهربون من تنفيذها، مع أنَّ فيها حياتكم، حياة الإنسان، يحيى حياة العزة والإيمان، وحياة الأمة، تقوى بها الأمة، تعتز بها الأمة، تنهض بها الأمة، تبنى بها الأمة، يصلح بها واقع الأمة، ينتظم بها أمر الأمة، تجتمع بها كلمة الأمة، تصحح الخلل في واقع الأمة، تعالج مشاكل الأمة، مسؤوليات مهمة، وأعمال ذات نتيجة إيجابية للناس في الحياة، إن لم تستجيبوا فأنتم معرَّضون لهذه المخاطر الكبيرة: أولاً على المستوى الشخصي: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}، هذا تحذير على المستوى الشخصي لكل إنسان، لكل شخص، تحذيرٌ لك أنت على مستوى واقعك الشخصي، إن لم تستجب فقد تتعرض لهذه الخطورة.

 

لاحظوا البعض من الناس يعتمدون على التسويف والإحالة، فلا يتحركون في كثيرٍ من الأعمال المهمة، والتفاصيل التي لها نتيجة جيدة: تجعل الأمة في حالة من الحركة والاستعداد والعمل، ويقول: [إذا حصل كذا، أو وقع كذا، أو حدث كذا، أو وصل الخطر إلى عند رأسه، فإنه فيما بعد سيتحرك]! إذا وقع أمرٌ ما من الأمور الكبيرة جدًّا، مثلاً: [إذا تمكَّن الأعداء من أعداء الأمة، إذا أتى الأمريكيون ووصلوا عند باب كل منزل، ودخلوا كل مسجد، ووصلوا إلى كل بقعة، فإنه حينئذٍ سيتحرك فيما بعد]! هكذا يحيل الموضوع، [إذا أصبحت إسرائيل مسيطرةً بشكلٍ فعليٍ وملموسٍ وواضح، وأصبح الصهيوني هو الذي يدير منطقته، فهو فيما بعد سيتحرك]! من هذه الإحالات، وهذه التعللات التي يتهرب بها الإنسان عن مسؤوليته، [إذا انطمست كل معالم الإسلام، وأصبح في نهاية المطاف في آخر رمق، فإنه حينئذٍ سيتحرك]... وهكذا، وقد يمنِّي البعض نفسه بأنه سيتحرك فيما بعد، [أنا أريد هذه الفرصة، وهذه المرحلة، وهذه الفترة لاهتمامات شخصية بحتة، ولا أريد أن أنشغل بأي شيء، ولا أريد أن أحمّل نفسي أي دور، ولا أقوم بأي عمل]، مثل هذه الإحالات غير المسؤولة، التي هي في واقع الحال تنصلٌ عن المسؤولية، وعصيانٌ وخروجٌ عن حد الاستجابة العملية لله -سبحانه وتعالى-.

 

الله -سبحانه وتعالى- يأمرنا بالمسارعة: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[آل عمران: من الآية133]، {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الحديد: من الآية21]، روحية المسارعة، المبادرة، الحركة، العمل، يقدِّم لنا مشروعاً عملياً لا ننتظر فيه أن نمكِّن أعداءنا إلى النقطة الأخيرة، إلى آخر مستوى، وأن نبقى إلى آخر رمق، ثم نقول: [أننا سنتحرك فيما بعد]، يعلِّمنا كيف نتحرك ابتداءً، كيف نتحرك في كل المجالات، كيف نبني واقعنا لنكون أمةً كبيرةً قوةً تدفع الكثير من الأخطار قبل أن تصل، وتواجه التحديات قبل أن تستفحل تلك التحديات وتسحقها، بل كيف تكون في موقع القوة التي تتصدر منها لمواجهة الأحداث والأعداء والأخطار في موقع القوة والانتصار.

 

لا يقبل القرآن مثل هذه الحالات من التسويف، والإرجاء، والتنصل عن المسؤولية، والكسل، والفتور، والجمود، لا يقبلها القرآن الكريم، فإذا قرر الإنسان من واقع الاستهتار والرأي الشخصي أن يتصرف على هذا النحو: من التنصل والتهرب، قد يتهرب من أبسط الأعمال، أعمال بسيطة لكنها مهمة، لكنها مفيدة، لكنها نافعة، قد يتهرب من الحضور لاستماع محاضرة تنمِّي وعيه، وتساعد على ارتفاع مستوى الوعي لديه، قد يتهرب من الحضور في وقفة تعبِّر عن حضور، عن انتباه، عن استجابة، عن استعداد، قد يتهرب من إنفاق شيءٍ بسيطٍ في سبيل الله يدعم به الأمة في موقفها لمواجهة الأخطار والتحديات، قد يتهرب من كثيرٍ من الأعمال والتفاصيل التي هي أعمال حتى بسيطة في كثيرٍ منها، ولكنها ذات قيمة، وأهمية، وحيوية، وتجعل الناس في موقع الفعل والعمل والحركة، وليس في واقع الجمود، والركود، والخنوع، والاستسلام، والموت، فقد يتهرب من كل ذلك، وقد يتخذ هذا القرار، وكثيرٌ من الناس يتخذون مثل هذا القرار بغباء شديد، كأنهم أحكم من الله، وأرحم من الله، وأعلم من الله، فيتجهون لاتخاذ مثل هذه القرارات ويعتبرون أنها هي الحكمة، وأنهم بذلك نظروا لأنفسهم فيما هو خيرٌ لها، وأنهم أعلم بمصلحة أنفسهم، وبناءً على ذلك اتخذوا مثل هذه القرارات، وأرجأوا وسوفوا وأهملوا،

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية الثانية والعشرون: 1441هـ 15-05- 2020م.

يوم الفرقان (5) استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر