أين هي الشعوب المسلمة، التي هي فوق المليار مسلم، وقد تصل إلى الملياري مسلم، أين هي؟ لماذا لا تتحرك بحجم المأساة وهول ما يحدث والمسؤولية تتعاظم؟ هل يمكن أن يكون لهم في يوم القيامة عذر، عذر لملياري مسلم؟! هل يمكن أن يعتذروا في ساحة القيامة بقلة العدد، أو بانعدام العدة؟ لا يمكن أبداً أن تلتمس عذراً لمئات الملايين من المسلمين المتخاذلين، الذين لو تحركوا كما ينبغي، وفق مسؤوليتهم الدينية والإنسانية والقرآنية، لكانت تلك الجرائم قد توقفت، ولكان واقع الشعب الفلسطيني قد تغير تماماً، فتخاذل الأمة هو إسهامٌ يخدم العدو الإسرائيلي، وإسهامٌ في مأساة الشعب الفلسطيني.
العناوين للمسؤوليات الدينية الكبرى، مثل: عنوان الجهاد في سبيل الله تعالى، وعنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعنوان نصرة المظلوم، ونصرة المستضعفين، وعنوان الوقوف بوجه الظلم والطغيان والإجرام، وغيرها من العناوين هي بكلها ذات علاقة وصلة بمسؤولية الأمة الإسلامية الكبرى في طولها والعرض، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومناصرته، كل هذه المسؤوليات هي مسؤوليات مرتبطة بما يحدث، بما هو على الأمة، تجاه ما يحصل على الشعب الفلسطيني، حينما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}[النساء:75]، ما هو جواب مئات الملايين من المسلمين على هذا الاستفهام الاستنكاري: (مَا لَكُمْ)، مَا لَكُمْ؟! أوليس ما يحدث في فلسطين، أوليست تلك المآسي الكبرى التي لا مثيل لها في كل أنحاء الأرض كافيةً في أن تدركوا مسؤوليتكم، واجبكم؛ لتتحركوا، لتقاتلوا، لتعملوا، لتتخذوا المواقف الجادَّة، العملية، المؤثِّرة على الأعداء، ليرى منكم الأعداء الجدَّ، والاهتمام، والتحرك الفاعل لنصرة الشعب الفلسطيني؟! (مَا لَكُمْ) هذه لا جواب للأمة عليها.
أمة بمئات الملايين من المسلمين، ليس لهم جوابٌ ينجيهم يوم القيامة عن تقصيرهم، وتفريطهم، وتخاذلهم، تجاه هذه المسؤولية المقدَّسة، حينما خاطبهم الله، خاطب الجميع، خاطبنا في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ}[التوبة:38]، (مَا لَكُمْ) كذلك هنا في هذا الموقع، هل هناك ما يبرر للأمة أن تتثاقل، أن تتخاذل، أن تتجاهل ما يحصل؟! ما يحصل هو شيءٌ فظيع، وشيءٌ كبير.
حينما قال رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم": ((المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم، لَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ لِمُصِيبَةٍ إِنْ نَزَلَت بِهِ))، أين هي الأخوَّة الإسلامية تجاه ما يجري على الشعب الفلسطيني، تجاه تلك المأساة الكبرى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، في كل تفاصيلها المؤلمة جداً؟! ووسائل الإعلام هي تقدِّم تفاصيل كثيرة عمَّا يحصل على الشعب الفلسطيني؟
بياض الوجه، والشرف، والمجد، والكرامة، وفضل أداء الواجب المقدس، هو للإخوة المجاهدين الصابرين الثابتين في قطاع غزة، وهم يؤدون واجبهم الجهادي بصبرٍ وثباتٍ وتفانٍ واستبسالٍ منقطع النظير، وفي كل أسبوع نجد حصيلةً مهمة في عدد عملياتهم، وهي تكشف فشل العدو الإسرائيلي الذريع وخيبة أمله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 11 صفر 1446هـ 15 أغسطس 2024م