مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

شعفل علي عمير
ستثبت الأيّام أن دعوة السعوديّة لبعض الدول للاعتراف بدولةٍ فلسطينيةٍ هي في الحقيقة اعترافٌ بكيان العدو وتصفيةٌ للقضية الفلسطينية. الواقع أن القضية الفلسطينية لا تحتاجُ إلى اعترافاتٍ شكليةٍ ومبادراتٍ خاوية، بل إلى استعادة الحقوق كاملةً ودون تنازل.

المتابع للمواقف السياسية في المنطقة يلاحظ أن السعوديّة قد تبنّت دورًا دبلوماسيًّا يتسم بالعلنية والسرية معًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ففي العلن، لا تزال السعوديّة تؤكّـد دعمها للحقوق الفلسطينية، لكن هذا الدعم يبدو في بعض الأحيان وكأنه مُجَـرّد شعاراتٍ سياسيةٍ لا تحمل في طيّاتها نيةً حقيقيةً لدفع عجلة التحرّر.

فالخطط التي تشمل الاعتراف بـ كيان الاحتلال والإبادة والاستباحة وتطبيع العلاقات معه تأتي في الوقت الذي لا تزال فيه القضية الفلسطينية تراوحُ مكانَها، دون حَـلّ عادل.

تزداد الشكوك حين نسمع عن مبادرات تروّج لقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

إن الدعوة إلى دولة كهذه ليست إلا طعنةً في خاصرة القضية الفلسطينية، وتنكرًا لتضحيات الشعب الفلسطيني عبر عقودٍ من النضال.

فكيف لدولةٍ أن تحتفظ بسيادتها وكرامتها وهي بلا قوة دفاعٍ تحميها؟ إن هذا المقترح يقوّض أسس إقامة دولةٍ حقيقيةٍ تعيش بكرامةٍ وتحمي حقوق مواطنيها.

ليس من المفاجئ أن العلاقات بين السعوديّة وكيان الاحتلال قد تعزّزت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الأخيرة؛ مما يوحي بأن الرياض تسعى لبناء شراكاتٍ جديدةٍ على حساب القضية الفلسطينية.

لكن يبقى السؤال مشروعًا: هل تعبر هذه السياسات عن نيةٍ حقيقيةٍ لمساعدة الفلسطينيين، أم تهدف إلى تعزيز نفوذ قوى معينةٍ على حساب الحقوق الفلسطينية الثابتة؟

ورغم ما تدّعيه السعوديّة من محاولاتٍ لتحقيق السلام في المنطقة، يبدو جليًّا أن خفايا تلك المبادرات لا تخدم في واقع الأمر سوى مصلحة الكيان الصهيوني، حَيثُ تسعى لتضييق الخناق على الفلسطينيين وإحكام السيطرة على الدعم العربي.

إن منح الكيان الصهيوني اعترافًا عربيًّا دون تحقيق الأهداف الفلسطينية المرجوة هو بمثابة خدمةٍ مجانيةٍ له، تسهّل توسعه وترسّخ احتلاله المُستمرّ للأراضي الفلسطينية.

فبينما تتفاخر السعوديّة بمبادراتها السياسية المزعومة، يتساءل الفلسطينيون والعرب الصادقون: هل هذه التحَرّكات خالصةٌ لوجه القضية الفلسطينية؟ أم أنها تندرج ضمن أجنداتٍ أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذ قوى إقليميةٍ ودوليةٍ على حساب الحق الفلسطيني الواضح الذي لا يقبل المساومة؟

فلو كانت الرياض عازمةً فعلًا على دعم القضية الفلسطينية، فلماذا لا تزال مصممةً على تصنيف من يقاتلون العدوَّ الصهيوني بأنهم "جماعات إرهابية"؟ ولماذا لا تزال تعتقل شخصياتٍ فلسطينيةً بطلبٍ من أمريكا؟ أي تناقضٍ هذا؟ وأي ساذجٍ يمكن أن يثق بما تدّعيه الرياض؟!

ستثبت الأيّام أن دعوة السعوديّة لبعض الدول للاعتراف بدولةٍ فلسطينيةٍ هي في الحقيقة اعترافٌ بكيان العدو وتصفيةٌ للقضية الفلسطينية.

الواقع أن القضية الفلسطينية لا تحتاجُ إلى اعترافاتٍ شكليةٍ ومبادراتٍ خاوية، بل إلى استعادة الحقوق كاملةً ودون تنازل.

فالتحرير الكامل يظل الهدف الأوحد الذي يرتضيه الفلسطينيون، ولا يملكون رفاهية المجاملات السياسية على حساب أرضهم وتاريخهم.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر