مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

اليوم الخامس

‏والله عـرض لنا كيف يجب بأن من نفكر بأنه الرحيم بنا هو الله، أمـكر هي رحيمة بك، أبوك هو رحيم بك، لكن إذا كان يغلط فاعتبر بأنه لا يمكن أن ينفعك، تقول له: هل أنت عندما نصل إلى ساحة الحشر، وترى نفسك أن مصيرك سيئاً هل ستعطينا وجهك بأنك ما تقول في الأخير هل سيكفيكم أولادي وتتركوني أسْلَم؟ في الأخير ستضحي بنا في ساحة الحشر.

يعني: عندك استعداد، إنما فقط ما هم راضين يقبلوا منك، عندك استعداد إنما ما هم راضين يقبلوا منك، فإذا أنت شفيق علينا فوطِّن نفسك من الآن أنك يوم القيامة ألا يحصل عندك هذا الشعور: أنك مستعد أن تسلمنا جميعاً لجهنم مقابل أنك تسلم، مع أنه شعور لا بد أن يحصل عند كل شخص سيساق إلى جهنم {يَوَدُ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ} ثم ينجيه هذا الذي يقدمه يتمنى.

قل لابنك أو قل لأخيك، أو قل لأبيك: أنت في هذا الموقف تبدو شفيقاً بي، لكن هذه ليست شفقة في الواقع، ليست شفقة أن تدعوني إلى عمل فيه هلاك لي ولك، أنت يوم القيامة عندما يكون مصيرك سيئاً ستتمنى أن بالإمكان أن يقبلوا منك أن تقدمني أنا وجميع إخوتي وأمّنا وجميع الأسرة لجهنم وأنت تنجى! أليس هذا صحيحاً؟ صحيح ما فيه شك.

إذاً فاتركنا من الآن نصلَّح نفوسنا، أنت شفيق علينا هنا في الدنيا، أتركنا نصلَّح نفوسنا جميعاً، أتركنا ننطلق جميعاً في الأعمال التي فيها نجاة لنفوسنا ولو وصلنا أينما وصلنا، لا تهب لي رحمة وشفقة هي في الأخير غلط، تنتهي في الأخير بك إلى جهنم، وتنتهي بـي فـي الأخيـر إلى جهنم، تأتي يوم القيامة أتمنى أنه يمكن أن أسلِّمك وأسْلَم، وأنت كذلك تتمنى أنه يمكن أنك تسلمني لجهنم وتسلم.

ما هم سيكونون مختلفين يوم القيامة؟ هنا في الدنيا ممكن أن الناس يلتقون، الأب وابنه، الأخ وأخوه، الكل تلتقي مشاعرهم على أنه نتحرك جميعاً فيما ينجينا من عذاب الله، فيما ينجينا من سخط الله؛ لنقدم يـوم القيامـة ونحـن كلنا آمنين، وكلنا أصدقاء بشكل قوي، إضافة على أننا أرحام وأقارب، فتكون النتيجة بالنسبة لنا في الآخرة بدل أنك تأتي تفكر لو أنك تقدم لي جهنم.

إذا كان مقامك أعلى الله سيرفعني إلى مقامك تكريماً لك، كما حكى الله في القرآن الكريم إذا كان الأب صالحاً وابنه صالح وأولاده وزوجته يرفعون إلى مقامه تكريماً للأب، وتكريماً للأبناء والزوجة في ظل تكريـم الأب {وَالَّذِيـنَ آمَنُـوا وَاتَّبَعَتْهُـمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} (الطور 21).

أليـس هـذا هـو العمل الصحيح؟ هنا الذي في الأخير الأب سينفع ابنه والابن ينفع أباه، أنت يكون مقامك رفيعاً، أبوك، زوجتك، أمـك ترتقي إلى مكانك، هكذا داخل الأسرة، الله يحكي في القرآن الكريم بأنه داخل الأسرة الواحدة؛ لأن الأسرة الواحدة عندما كانت تشجع، عندما كانت تقف مع واحد منها يتحرك حركة صحيحة هي تشارك في العمل الصالح، قد لا تكـون مشاركتهـا بالشكـل الـذي يحصـل عليـه هـذا الإنسان من تكريم عند الله سبحانه وتعالى.

ولكن ومن تكريمه أيضاً أن بقية أفراد أسرته يرفعون إلى مقامه، هذه هي النتيجة الصحيحة، عندمـا يكـون كـل واحـد منا من أفراد الأسرة، الذي يكون في المقام الرفيع سيسحب الآخرين معه إلى المقام الرفيع الـذي هـو فيـه، بدل أن نكون في ساحة المحشر كل واحد يفكر ليت أنه ممكن أن يأخذوا أولادي بدل، ما هنا يوجد فارق كبير جداً بين الحالتين؟ فارق كبير جداً.

عندمـا يقـول الله: {وَالسَّابِقُـونَ السَّابِقُـونَ أُوْلَئِـكَ الْمُقَرَّبُونَ}أنت عندما ترى واحداً من أسرتكم تراه سباقاً إلى الخير حاول أن تشجعه على أن يكون سباقاً إلى الخير، تراه ينطلق إلى المبادرة إلى الأعمال الصالحة شجعه في هذا، لا تثبطه، وليس هناك مبرر إطلاقاً لأن تثبطه؛ لأن كل ما يعمله هو في الأخير سينتهي إلى مصلحتك أنت، إذا أنت متجه في نفس الاتجاه، أما إذا الإنسان مجرم فهذا شيء آخر سيفصل عن أسرته، ويفصل نهائياً.

 

لكن أسرة صالحة، أسرة بوضع طبيعي، فعندما يرون أحداً من أفراد الأسرة عنده روح المبادرة والسبق في طاعة الله سبحانه وتعالى - في الأعمال وإن كانت أعمالاً خطيرة - لا يجوز أن يوقفوه بحال، إذا أوقفوه سيكونون هم صادين عن سبيل الله، وصادين عن عمل مصلحته في الأخير ستنتهي إليهم هم؛ لأنه إن كان الذي يدفعك إلى أن تصد ابنـك أو أبـاك أو أخـاك؛ لأنه يعطي جزءاً من أموالكم بسيطاً في سبيل الله، فأنت إذا أنت حريص على أموالكم، ارجع إلى القرآن الكريم الله يقول فيه: {وَمَـا تُنفِقُـواْ مِـن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (الأنفال 60).

لماذا تعارض؟ ما هو ناقص عليك شيء، وعد إلهي لن ينقص عليك شيء، سيخلف الله أضعافاً مضاعفة من حيث لا تشعر. إذاً فلماذا تصده عن الإنفاق في سبيل الله، أنت تصده؛ لأنك خائف عليه، وخائف لا يكلف عليكم في الأخير لمشكلة، [لا يَخَسِّرنا]، وعبارات من هذه، وهو في سبيل الله، أنت الآن تأتي توقفه فيكون هو وأنت قاعدين عن عمل هو لله رضى، فتتحول القضية بالنسبة لكم إلى جريمة.

أتركه ينطلق في الأعمال الصالحة ستستفيد أنت من ورائه في الدنيا، وستستفيد أنت من ورائه في الآخرة؛ لأنه ربما هذا الواحد من أفراد أسرتنا يتحرك أفضل، سبَّاق ما استطعنا أن نصل إلى درجته نكـون مؤمنيـن أيضـاً يـوم القيامـة بتكريـم الله لـه سيقربنا الله إلى مقامه.

أليست هذه هـي الفائـدة العظيمة، الفائدة العظيمة أنه واحد من أفراد أسرتك مهما بلغت أعماله وأنت في اتجاهـه بإيمـان، ولكـن لاعتبارات معينة ما تهيأ لك أن تكون سباقاً كمثله لكن {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ} كما قال الله: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}.

فتلاحظ أن عمله في الدنيا، سبْقه في الدنيا، التكريم الذي حصل عليه من قبل الله سبحانه وتعالى بسبب أعماله وسبقه في الأعمال الصالحة، أنه في الأخير كان فيه فائدة ومصلحة بالنسبة لك أنت.. تُلحق به، بينما لو لم يكن هذا في أفراد أسرتك، هذا الشخص الواحـد ربمـا لكـان مكانكـم عندما تدخلون الجنة دون بكثير، الله حكى عن الآخرة بأنها {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} (الإسراء 21).

الآخرة فيها تفاضل، تفاضل واسع أكبر درجات، أكبر من فوارق الدنيا، في تفاضل الناس، في جزائهم، في مقاماتهم، فيما لديهم من نعيم، تتفاوت درجاتهم، الجنة واسعـة جـداً، والمقامـات المعنويـة فيهـا أيضـاً متفاوتة جداً.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(آيات من سورة الواقعة)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 10 رمضان 1423هـ

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر