مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من المسارات التي بدأ العمل عليها للتطبيع مع إسرائيل: المسار الذي يتحرك تحت العنوان الديني، وتحت عنوان أنَّ اليهودية- كما يزعم أولئك الذين يتحركون تحت هذا العنوان- أنَّ اليهودية دينٌ سماويٌ شأنها شأن الإسلام، وأنَّ المنتمين إليها هم منتمون إلى دينٍ سماويٍ إلى دين الله -سبحانه وتعالى- وأنَّ هذا يمثِّل قاسماً مشتركاً، وعاملاً للتقارب والتداخل والتعاون؛ وبالتالي بدأ العمل من جانب السعودي ومن جانب الإماراتي منذ فترة والشغل تحت هذا الغطاء؛ ليجعلوا منه أيضاً نافذةً من نوافذ التطبيع والولاء لإسرائيل، وللأسف الشديد يقع في هذا الاشتباه آخرون من غير العملاء، من غير الموالين لليهود والذين يعملون على التطبيع مع إسرائيل، حتى من الآخرين، ينتشر هذا الاشتباه والمفهوم الخاطئ في الوسط الأكاديمي في عالمنا العربي والإسلامي، ولدى الوسط العلمائي، لدى كثيرٍ من علماء الدين على نحو الاشتباه والخطأ.

 

نحن سنحرص- بالعودة إلى القرآن الكريم- على تبيين الحقيقة في هذا الشأن، نحن من خلال التأمل في الآيات القرآنية المباركة نرى بوضوح: أنَّ العنوان الأساسي لدين الله -سبحانه وتعالى- ولرسالته مع أنبيائه السابقين كان هو الإسلام، وسيتجلى لنا من خلال النصوص القرآن أنَّ اليهودية ليست اسماً للرسالة الإلهية إلى موسى؛ وإنما هي عنوانٌ طائفيٌ لخط الانحراف والتحريف الذي انحرف عن رسالة الله إلى نبيه موسى -عليه السلام- وسيتجلى لنا أنَّ العنوان الرئيسي المعلن الواضح الذي تحرك به الأنبياء كعنوان لرسالة الله ولدين الله الحق في كل المراحل التاريخية بما في ذلك مرحلة نبي الله موسى -عليه السلام- كان هو الإسلام، وليست تلك العناوين الأخرى ومن ضمنها عنوان اليهودية.

 

أولاً: يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: الآية19]، فهو يؤكِّد {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، هو العنوان الأساس للدين الإلهي في كل عصرٍ من العصور الماضية، وفي هذا العصر، والذين اختلفوا من أهل الكتاب أدَّى بهم اختلافهم بسبب البغي إلى الانحراف عن هذا العنوان كعنوان، وعنه كأساسٍ للتسليم لله -سبحانه وتعالى- الذي يؤدِّي إلى الثبات والاستقامة على طريق الحق، وسبب هذا هو البغي فيما بينهم.

 

يقول الله -سبحانه وتعالى- أيضاً في القرآن الكريم: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: الآية85]، وهذه الآية تبين أنَّ العناوين الأخرى كاليهودية… ونحوها لا تعبِّر عن دينٍ سماويٍ يمكن للإنسان أن يدين به ثم يكون فائزاً ومفلحاً ومقبولاً، ولذلك يؤكِّد القرآن الكريم: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}، أي عنوان آخر تتحرك به، وتنطلق على أساسه من الأديان الأخرى فلن يكون مقبولاً منك.

 

ثم على مستوى حركة الأنبياء والرسل -عليهم السلام- نجد هذا العنوان هو العنوان الرئيسي الذي هو الإسلام، عندما نعود إلى القرآن الكريم وابتداءً من نبي الله نوح -عليه السلام- نبي الله نوح هو من أوائل الأنبياء، بل الخلاف بين المفسرين ما بين نوح وإدريس أيهما النبي الأول ما بعد الفترة من بعد نبي الله آدم -عليه السلام- بحسب ما قصَّ الله علينا من القصص عن الرسل والأنبياء، يعني بحسب الرسل والأنبياء الذين قصَّ الله أسماءهم وقصصاً من سيرتهم في القرآن الكريم، فنبي الله نوح هو من أوائل الأنبياء، ومن حقبة زمنية متقدِّمة، وهو من أولي العزم من الرسل.

 

يقول الله -سبحانه وتعالى- بشأن نبيه نوح -عليه السلام-: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} [يونس:71- 73]… إلى آخر الآيات المباركة، فنجد كيف كان عنوان الإسلام هو العنوان البارز في دعوة نبي الله نوح -عليه السلام- كما أمر الله نبيه عبده رسوله محمداً -صلوات الله عليه وعلى آله- أن يكون أول المسلمين في رسالته، وفي بعثته بالرسالة ودينه الحق، هذا الأمر لنوح -عليه السلام-: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

 

أيضاً فيما يتعلق بنبي الله إبراهيم -عليه السلام- وهو أيضاً من الأنبياء المتقدِّمين، والأنبياء البارزين، ومن أولي العزم من الرسل، والله -سبحانه وتعالى- في آيات متعددة تتعلق بنبي الله إبراهيم قُدِّم هذا العنوان كعنوانٍ بارز وأساسي، يقول الله -جلَّ شأنه-: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا} [آل عمران: الآية67]؛ لأن اليهود قالوا: أنه يهودي، والنصارى قالوا عنه: بأنه نصراني، {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا}، فماذا كان؟ وما هو العنوان الذي كان ينتمي إليه؟ يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا}، لاحظوا كيف كان هذا العنوان هو العنوان الرئيسي والبارز في انتماء نبي الله إبراهيم -عليه السلام- إبراهيم كان ماذا؟ {حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فكان عنوان الإسلام هو العنوان الأساسي في انتماء نبي الله إبراهيم -عليه السلام-.

 

في آيةٍ أخرى قال الله -جلَّ شأنه-: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ} يعني: إبراهيم -عليه السلام- {أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ} [البقرة: 131-132]، نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وصَّى بنيه بهذا الانتماء، بهذا الدين، بهذا العنوان عنواناً ومضموناً ومنطلقاً وأساساً للدين الإلهي الذي ينتمون إليه، وهذا واضح حتى فيما يتعلق بنبي الله إسماعيل -عليه السلام- في قصة إبراهيم وإسماعيل وهما يبنيان الكعبة المشرَّفة، قال الله -سبحانه وتعالى- في دعائهما: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: من الآية128]، هنا أيضاً يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ}، فالله -سبحانه وتعالى- يؤكِّد أنَّ إبراهيم وصَّى بنيه بهذا، كذلك يقول الله -جلَّ شأنه-: {وَيَعْقُوبُ}، ويعقوب هو والد بني إسرائيل الذي ينتسبون إليه، نبي الله يعقوب -عليه السلام- كان هذا العنوان الذي هو الإسلام هو الأساسي الذي أكَّد على أبنائه به، والتزموا له به، والتزموا له به، {وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ} ماذا؟ متيهودون… أو عنوان آخر؟ {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، تجد هذا العنوان الأساسي للدين الإلهي وللرسالة الإلهية، {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132-133]، فتجد أنَّ العنوان الأساس كان هو الإسلام بكل وضوح، أيضاً هذا بالنسبة لنبي الله يعقوب وأولاده، ويعقوب هو الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل، فكان العنوان الذي ورَّثه حتى لذريته هو الإسلام، والتزموا له به.

 

موسى -عليه السلام- وهو نبي الله ورسوله إلى بني إسرائيل، كان عنوان الإسلام حاضراً في دعوته، وعنواناً أساسياً لرسالته أيضاً، والله -سبحانه وتعالى- يذكر لنا ذلك في القرآن الكريم، قال الله -جلَّ شأنه-: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: الآية84]، موسى -عليه السلام- الذي ينتسب إلى ديانته ورسالته اليهود هو يقدِّم عنوان الإسلام كعنوان أساسي {فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا} يعني: على الله -سبحانه وتعالى- {إِنْ كُنْتُمْ} ماذا؟ لم يقل: إن كنتم يهوداً أساسيين، أو يهوداً صادقين، قال: {إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}، وكان هذا واضحاً في حركة موسى بالرسالة وتبليغه للرسالة، وكعنوان بارز في دعوته إلى الله -سبحانه وتعالى- لدرجة أنَّ فرعون نفسه عندما أهلكه الله بالغرق، في اللحظات التي عذبه الله فيها وأهلكه- لحظات الهلاك- حاول أن ينقذ نفسه بالرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى- والإيمان بالله، في تلك اللحظات الأخيرة ونقل الله -سبحانه وتعالى- ماذا قال فرعون، يقول الله -جلَّ شأنه-: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ} يعني: فرعون {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: الآية90]، لاحظوا كيف كان اعترافه بهذا؛ لأنه عرف يعني من خلال نبي الله موسى ودعوته وتبليغه للرسالة الإلهية أنَّ عنوان الإسلام هو عنوان الدين الإلهي، وأنَّ الانتماء إليه هو بهذا الاسم: {وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} طبعاً لم ينفع هذا فرعون؛ لأنه كان في لحظات الهلاك، اللحظات الأخيرة قال له الله: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: الآية91]، فلم ينفعه هذا، إنما نجى الله بدنه بعد الموت والهلاك؛ ليكون عبرةً لمن بقي من شعبه وأمته.

 

أيضاً نبي الله لوط -عليه السلام- نبي الله لوط وهو معاصر لنبي الله إبراهيم -عليه السلام- يقول الله -سبحانه وتعالى- عن قصته، وقد نجَّاه الله ونجَّا أسرته معه ما عدا زوجته، يقول الله -جلَّ شأنه- عن قرية قوم لوط {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: الآية36]، {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا} يعني: في قرية نبي الله لوط، {غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} يعني: كل أهل القرية كانوا مجرمين، ومنحرفين، وعصاة، وعمَّهم الهلاك والعذاب، بيت واحد كان متمسِّكاً بالرسالة الإلهية، فماذا كان العنوان؟ الإسلام {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

 

أيضاً في قصة نبي الله سليمان -عليه السلام- ونبي الله سليمان متأخر عن زمن نبي الله موسى -عليه السلام- وقد مكَّنه الله تمكيناً عظيماً، وآتاه ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، في القرآن الكريم في سورة النمل يحكي الله -سبحانه وتعالى- ويذكر لنا ويقص لنا قصة نبي الله سليمان -عليه السلام- مع ملكة سبأ في اليمن، عندما أخبره الهدهد ونقل إليه ما عرفه عن ملكة سبأ وقومها من العبادة للشمس من دون الله، فبدأ نبي الله سليمان -عليه السلام – وهو من أنبياء بني إسرائيل- بدأ بالاهتمام بالموضوع وأرسل كتاباً إلى ملكة سبأ يدعوها وقومها فيه لماذا؟ سيتضح لنا، {قَالَتْ} يعني: ملكة سبأ، يحكي الله ويذكر لنا ماذا قالت، {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ} جمعت كبار دولتها ومستشاريها ووزراءها {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي} [النمل: 29-31] ماذا؟ متيهودين؟ {وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} فالعنوان الذي دعاها به وإليه نبي الله سليمان هي وقومها كان هو ماذا؟ الإسلام، وللأسف الشديد يأتي البعض من الكتَّاب والمثقفين الأغبياء جدًّا ليقول: أنَّ اليهودية دخلت إلى اليمن من زمن نبي الله سليمان، وأنه دعا اليمنيين إلى اليهودية، ودخلوا في اليهودية في عصره -عليه السلام-. وهذا افتراء وبهتان، لم يكن العنوان الذي دعا إليه نبي الله سليمان هو اليهودية أبداً، {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: الآية31].

 

أيضاً قال نبي الله سليمان -عليه السلام- لكبار دولته ومستشاريه ووزرائه، {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} يعني: عرش ملكة سبأ {قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: الآية38]، كان هو العنوان البارز، أيضاً في قصة ملكة سبأ وكانت ذكية واتخذت قراراً صحيحاً وسليماً، {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ} لما وصلت إلى نبي الله سليمان بعد أن سافرت إليه مع البعض من كبار دولتها وأصحابها {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: الآية44]، فلاحظوا كان عنوان الدخول في الدين الإلهي مع سليمان -عليه السلام- ماذا؟ الإسلام {وَأَسْلَمْتُ}، قالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} لم تقل: تهودت مع سليمان لله رب العالمين. |لا| قالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

 

وهكذا أيضاً وصولاً إلى نبي الله عيسى -عليه السلام- وهو آخر الأنبياء من بني إسرائيل، فكيف كان العنوان في دعوة نبي الله عيسى -عليه السلام- ورسالة الله التي تحرك بها، يقول الله -جلَّ شأنه- في قصة نبي الله عيسى -عليه السلام-: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} يعني: في بني إسرائيل {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: الآية52]، نجد كيف كان عنوان الإسلام هو العنوان الحاضر حتى في داخل بني إسرائيل في حركة أنبيائهم، في زمن موسى، في زمن سليمان، حتى في الأخير في زمن عيسى -عليه السلام- … وهكذا، ولا يزال هناك آيات أخرى، نحن لم نستقصِ الآيات القرآنية فيما يتعلق بهذا الموضوع.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

الإسلام عنوان الرسالة الإلهية

واليهودية عنوان لخط الانحراف والتحريف.

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الرابعة والعشرون.

يونيو 3, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر