مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم نأتي أيضًا في القرآن الكريم، في نفس سورة التوبة تجد الآيات التي تبين كيف هو اتجاه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وأن الحالات التي يتجه فيها البعض متنصلًا عن المسؤولية، متهربًا من أداء هذه المسؤولية، هي اتجاه منحرف، أولئك لا يقتدون برسول الله، من يسلكون سلوك الجمود والقعود والتخاذل هم لا يقتدون برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من كان منهم باسم عالم، أو متعلم، أو مرشد، أو خطيب جامع، أو إمام مسجد، أو أيًّا كان، بأي صفةٍ كان، هو لا يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الله يقول: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ}[التوبة: من الآية120]، ما ينبغي لهم أبدًا أن يتخاذلوا عن الجهاد، في الوقت الذي كان مَنْ يدعو إلى الجهاد، ويقيم فريضة الجهاد هو رسول الله، الذي هو القدوة والأسوة، والذي يجب أن يحذوا الناس حذوه، أن يقتدوا به، عندما تريد أن تمتنع عن أداء هذه الفريضة، وقدوتك في أدائها والقيام بها هو رسول الله الذي كان مجاهدًا، داعيًا إلى الجهاد، قائدًا للجهاد، محرِّكًا للأمة في الجهاد في سبيل الله، فتأتي أنت إما لتقعد، وإما لتثبط الآخرين أيضًا، {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ}، ما يليق بهم أبدًا، {وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ}، أيضًا الأمة بكلها- من بعد رسول الله إلى قيام الساعة- ما ينبغي لها أن تتثاقل، ولا أن تتخاذل، ولا أن تثبط، ولا أن تجمد، ولا أن تشطب المسؤولية في الدفاع عن: (نفسها، ومبادئها، وقيمها، وعرضها، وأرضها، وحريتها، واستقلالها)، من خلال الجهاد في سبيل الله، الذي يوفر لها المَنَعَة والحماية، ويدفع الخطر عنها، ما ينبغي لها أن تتنصل عن هذه المسؤولية؛ لأن القدوة في أداء هذه المسؤولية والقيام بها، وباعتبارها فريضةً إلهية، هو رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }[التوبة: 120-121]، فالمؤمنون عليهم أن يقتدوا برسول الله، وأن يدركوا أن كل عناء في سبيل أداء هذه المسؤولية، وكل مشقَّة يقابلها مكافأة عظيمة من الله، يقابلها الأجر، يقابلها الفضل، يقابلها الرحمة، يقابلها المكافأة بالنصر والعزة والكرامة، يقابلها حُسن ثواب الدنيا وحُسن ثواب الآخرة، يقابلها الخير كل الخير فيما وعد الله به الأمة إذا استجابت، إذا نهضت، إذا تحمَّلت مسؤوليتها، فيما يمنحها الله من: رعاية، ونصر، وتأييد، وتمكين، وخير الدنيا والآخرة…

فالمسألة مهمة جدًّا، فما كان لأيِّ عالم، ولا لأيِّ خطيب، ولا لأيِّ مثقف، ولا لأيِّ شخصٍ ينتمي إلى هذا الإسلام أن يجمد، وأن يميت من نفسه روح الشعور بالمسؤولية، أو أن يتجه في الساحة للتثبيط والتخذيل، وزرع الوهن واليأس في نفوس الناس، والسعي لأن تجمد هذه الأمة، وأن تستكين وهي تواجه أكبر الأخطار والتحديات من قوى الطاغوت المستكبرة، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، ومن معهما من العملاء الذين يعملون لصالحهما من داخل أبناء الأمة، مرحلة مهمة، لا تقلُّ عن أي مرحلة تمثِّل خطورة بالغة على الأمة في ما مضى من الزمن، مرحلة تستدعي إحياء هذه الفريضة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرابعة بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 4 – 4أبريل, 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر