[{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء:81) زهوق بطبيعته إذا ما هاجمه الحق.
لكن ذلك الحق الذي يقدم بصورته الكاملة، ذلك الحق الذي يقدم بجاذبيته، بجماله بكماله، بفاعليته وأثره في الحياة هو من يزهق الباطل].
لأن الحق إذا قدم كما هو, بشكل متكامل وبفاعليته, الحق فاعل ومؤثر, لكن إذا كان من يقدمه هو متأثر به, فيمكن أن يؤثر به إذا أنت أنت متأثر بالحق ومستوعب للحق ثم قدمت هذا الحق بطريقة صحيحة سيؤثر في الأخرين - أكيد - ويزهق ما لديهم من باطل.
[لو قدم الحق في هذه الدنيا من بعد موت الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وترك لمثل الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) - ذلك الرجل الكامل الإيمان - لما عاش الضلال ولما عشعش في أوساط هذه الأمة، ولما أوصلها إلى ما وصلت إليه من حالتها المتدنية].
لأن للحق اثره في الواقع، الحق يبني أمة قوية، أمة متميزة، أمة موحدة، أمة يبرز الحق في سلوكها، في أخلاقها، في معاملاتها، في مواقفها، الحق يتجلى في واقع أهله، في معاملاتهم، في أقوالهم, في تصرفاتهم, في حكمتهم, في معاملاتهم, ما بيجي الحق مجرد فكرة, الحق ليس مجرد فكرة تقال, الحق منهج حياة, يتجلى أثره في النفوس, في الأعمال, في المواقف, في واقع الحياة بكلها.
[غير صحيح، بل باطل أن يقال بأن أهل الحق دائماً يكونون مستضعفين].
هذه كانت من الدعايات هذه كانت من الرئ المغلوطة، والثقافات الباطلة، كان عند البعض بيقولوا أنها من العادة ومن السنن الإلهية أن يكون أهل الحق دائماً في حال ضعف, وعجز, مستضعفين مغلوبين وأن القوة والغلبة دائماً لصالح أهل الباطل هذا غير صحيح.
[وأن من هم على الحق دائماً يكونون ضعافاً، وأنه هكذا شأن الدنيا! إن هذا منطق من لا يعرفون كيف يقدمون الحق، منطق من لا زالوا في ثقافتهم هم فيها الكثير من الدخيل من الضلال من قبل الآخرين، أيُّ منطق هذا أمام قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء:81)؟! إن الباطل كان زهوقاً بطبيعته].
لأنه حتى سمي باطل لأنه يبطل، يبطل لا يثبت، لا يستمر، يتجلى في الواقع ألا حقيقة له، الباطل مجرد تلفيقات، تلفيقات ليس لها أساس، ليس لها أصل, ليس لها واقع يعبر عن صدقها, وبالتالي هو باطل, يبطل ويتلاشى على اسمه.
[لا يستطيع أن يقف إذا ما قدم الحق] .
فالمسألة تعود إلى ماذا؟ إلى مستوى القدرة على تقديم الحق، على مستوى القدرة على تقديم الحق، كلما فهمنا الحق، وكلما كنا قادرين ولدينا الكفاءة على تقديمه بالشكل المطلوب بكماله، بجاذبيته، هو سيزهق الباطل.
[من الذي يمكن أن يقدم الحق؟ هو من يسعى دائماً لأن يطلب من الله أن يبلغ بإيمانه أكمل الإيمان. عندما تكون متعبداً لله حاول دائماً أن تدعو الله أن يبلغ بإيمانك أكمل الإيمان].
لأن هذا نحتاج فيه إلى الله, نحتاج فيه إلى الله, من أهم ما نطلبه من الله, وعندما تكون في حال صلاة, بعد صلاتك, أو مثلاً آخر الليل, قبل صلاة الفجر, في وقت السحر, اطلب من الله من كل قلبك, اطلب من الله برغبة برجاء, بحرص, اطلب من الله أن يبلغ بإيمانك أكمل الإيمان, ويكون عندك في نفس الواقع اهتمام في الواقع العملي, اهتمام بما يساعدك على زيادة إيمانك, يعني: نلتجئ إلى الله, وفي الواقع نسعى نتسبب نحاول نعمل في كلما يساعدنا على أن يزداد إيماننا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(في ضلال دعاء مكارم الأخلاق - الدرس الثاني)
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 15/ربيع ثاني/1434هـ
اليمن – صعدة.