مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في ليلة القدر من شهر رمضان نزل القرآن الكريم، أول نزوله كان في هذه الليلة، كتاب هداية كما قال جل شأنه: {هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}، وللأسف الشديد عندما نعود إلى واقعنا كمسلمين، هناك ابتعاد كبير عن القرآن الكريم ككتاب هداية، لا يزال للقرآن الكريم مكانته العظيمة في أوساط الأمة وقدسيته الكبيرة في أوساط الأمة، واحترامه الكبير بين أوساط الأمة لكن مستوى العلاقة بهذا الكتاب من خلال الاهتداء به والاستبصار به، الاستضاءة بنوره مستوى ضعيف، نستطيع القول بأنه ضعيف إلى حدٍ كبير، وما هذه التباينات في واقع الأمة وهذه المشاكل في واقع الأمة وهذه الاختلافات في واقع الأمة وهذا التدني الكبير في مستوى الوعي لدى الأمة والتدني أيضاً على مستوى التزكية والتربية الروحية والنفسية إلا نتيجة مؤكدة للابتعاد عن القرآن الكريم.

 

جرت العادة خلال شهر رمضان المبارك في واقع المسلمين أن يكون هناك إقبال متزايد نحو الاهتمام بالقرآن الكريم، نحو تلاوة القرآن الكريم وهذه عادة حسنة، ومن المعروف أنه خلال شهر رمضان هناك مستوى لا بأس به من صفاء النفس والذهن يهيئ الإنسان للاستفادة من القرآن الكريم على نحو أفضل، لكن الذي يجب علينا جميعاً وينبغي علينا جميعاً كمسلمين أن نلتفت إليه هو أن تتحدد أمامنا علاقتنا بالقرآن الكريم، كيف يجب أن تكون، ومستوى هذه العلاقة كيف يجب أن يكون، هذه مسألة محورية تترتب عليها كل التفاصيل، تندرج تحتها كل التفاصيل، حينما نعود إلى القرآن الكريم ونتعرف على أهمية هذا الكتاب وعلى عظمة هذا الكتاب وعلى طبيعة العلاقة المفترضة ما بيننا وبين هذا الكتاب، ندخل من خلال جوانب محددة أو اعتبارات محددة، أولاً كيف ينبغي أن يكون تأثرنا بهذا الكتاب؟ القرآن الكريم.

 

أنت كإنسان مسلم يفترض أن تكون علاقتك الوجدانية به علاقة كبيرة، تأثرك النفسي بهذا الكتاب باعتباره كتاب الله، وما فيه هو وحي الله وتعليمات الله وأوامر الله وتوجيهات الله، كلمات الله -سبحانه وتعالى- التي يتحدث بها إليك، يتخاطب معك من خلالها، فهو حبل الله المتين، يفترض أن يكون تأثرك بكلمات الله، بهذا الكتاب الذي هو كتاب الله ووحي الله -سبحانه وتعالى- على المستوى النفسي، التأثر الوجداني بشكل كبير، أن ترى في القرآن الكريم أنه نور الله -سبحانه وتعالى- وخطابه إليك وكلامه إليك، تتعامل معه بكل اهتمام وبكل تفاعل وبكل تأثر، أن تصغي له بسمعك وأن تلتفت إليه بوجدانك وأن تفتح له قلبك، هذا هو المفترض بك كإنسان مسلم، الله جل شأنه قال عن القرآن الكريم: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر الآية: 21]، الجبل بما فيه من صخرات صماء وصلبة، لو أُنزل عليه القرآن الكريم، لكان تفاعله مع القرآن وتأثره بالقرآن إلى هذا المستوى: {لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} فأنت أيها المسلم كيف تأثرك بالقرآن في واقعك النفسي وفي وجدانك، وفي مشاعرك؟ الله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه الكريم: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِـتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر الآية: 23]، التفاعل لمن لا يزال يخشى الله -سبحانه وتعالى- يفتح قلبه وسمعه وبصره لهدى الله -سبحانه وتعالى- يصل إلى هذه الدرجة من التأثر، يصل إلى هذا المستوى من التأثر في جلده وفي وجدانه وفي مشاعره {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ} [الزمر الآية: 23]، أنت كمسلم تخشى الله، تؤمن بالله، تعظم الله، ينبغي أن تكون معظماً لكتابه ومتأثراً ومتفاعلاً مع آياته، هذا هو الشيء الطبيعي لأي إنسان مسلم، الله جل شأنه قال أيضاً في كتابه الكريم: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكـِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد- الآية 16]، ينبغي أن يكون الإنسان حذراً من أن يقسو قلبه فلا يتفاعل مع هدى الله ولا يتأثر بآيات الله ولا ينتفع بكلمات الله، حالة خطيرة وحالة سلبية جدًّا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

لعلكم تتقون رمضان 1438هـ: القرآن كتاب هداية

المحاضرة الثالثة / مايو 26, 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر