مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نعود إلى القرآن الكريم نجد أنَّ الله -سبحانه وتعالى- وهو الحكيم الرحيم، والملك، والعظيم، والعزيز، والجبار، والقهار، لا يريد لنا أبداً أن نكون على هذا النحو: الأمة الضعيفة التي- دائماً- يأتي الآخرون جيلاً بعد جيل، مرحلةً بعد مرحلة ليطمعوا بها، ويتوارثها، ويسيطروا عليها، ومن يد إلى يد يستلموها، هذه حالة سلبية جدًّا، في كل فترة يأتي مستعمر يسيطر حتى يضعف، عندما يضعف يأتي المستعمر الآخر فيستلم الدور وذاك يسلم له تفضل هذه الأمة الإسلامية، ليس هذا فحسب، بل كل حقبة استعمارية يقوم أولئك المستعمرون برسم مسار هذه الأمة لمراحل قادمة، حتى على المستوى السياسي والجغرافي، خطط جديدة، ومسارات جديدة، وتقسيمات جديدة، مثلما فعلوا بتجزئتنا، كنا أمة كبيرة، فقاموا بتجزئتنا إلى دويلات، والآن تحتكم الأمة إليهم عند الاختلاف على الحدود، أنتم من قمتم بتقسيمنا والآن لدينا خلاف، عندما قمتم بتقسيمنا أين وضعتم الحد بين هذه المنطقة وتلك؟! ويضعون عليها من العملاء الذين يدينون بالولاء لهم، وينفذون مؤامراتهم ومخططاتهم، ويواصلون المشوار في التحكم بالأمة لمراحل زمنية طويلة.

 

الله -سبحانه وتعالى- هو العظيم، هو الرحيم، هو الحكيم، هو العزيز، وثمرة دينه هي عزة، هي حرية، هي كرامة، هي قوة، أن تتصل بتوجيهات الحكيم هي توجيهات حكيمة تكسبك الحكمة، الحكمة: تصرف صحيح، سياسة صحيحة، عمل صحيح، رؤية صحيحة، فكرة صحيحة، أن تتصل بالعزيز في توجيهاته وتحظى برعايته، تكسب العزة، ولهذا يقول الله: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: من الآية8]، الله يريد لنا أن نكون أعزاء، ولهذا يقول في أيةٍ أخرى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: من الآية54]، {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} [الفتح: من الآية29]، الدين في جوهره، في مبادئه، في قيمه، في تشريعاته، دين الله الإسلام العظيم هو على النحو الذي إذا التزمنا به، وتمسكنا به، وتحركنا على أساسه، ونهضنا في واقع حياتنا على أساسه؛ يبنينا أمةً قويةً مستقلة، متحررةً من التبعية، وقويةً في مواجهة التحديات، وينظِّم حياتنا في كل المجالات، ومنها مجال الصراع، الصراع الذي هو- كما كررنا كثيراً- جزءٌ من واقع هذه الحياة لا مناص منه، حالة قائمة، فكيف نمارس هذا الصراع، ليتحول في واقعنا إلى حالة إيجابية على كل المستويات: على المستوى التربوي والإيماني والأخلاقي والنهضوي، على مستوى العمل في فضله وأجره عند الله، وما يترتب عليه أيضاً في الآخرة، وعلى المستوى الاجتماعي والداخلي للأمة، وهذا هو فضل وأثر الجهاد في سبيل الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنه الذي ينظِّم لنا كيف نواجه التحديات والأخطار، كيف ندفع الشر، كيف ندفع الفساد، كيف ندفع الطغيان، كيف ندفع المنكر، وكيف نتحرك في حركة الحياة هذه فيما يتعلق بالصراع على أساسٍ من التعليمات الإلهية: في الدوافع، والضوابط، والمبادئ، والتصرفات، والممارسات، وفي السلوك العام. هذه مسألة مهمة جدًّا أهملتها الأمة، تهربت منها الامة، فماذا كانت النتيجة؟ الضعف، الوهن، التدجين، الاستغلال، الاستنزاف… كوارث عانت منها الأمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة التاسعة عشر

مايو 26, 2019م

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر