- الشهداء عندهم وعي بهذه الحقائق، عندهم وعي أن الوجود البشري ليس للدعة والاسترخاء في هذه الحياة، ونحن في عالم الدنيا وهو غير عالم الجنة، ليس عالماً للدعة والنعيم، هو عالم للمسؤولية، السعادة فيه بقدر ما يتحقق للعدل.
2- المبادئ والقيم العظيمة والسامية التي تُصلِح هذه الحياة لا بد لإقامتها من تضحية؛ لأنها تعارض بشدة من قِبَلِ قوى الشر والطغيان، وتُحَارَب بشدة من قبل قوى الطغيان، وهذا الذي حصل حتى مع الأنبياء أنفسهم، ما سلموا لا من أعداء، ولا من استهداف، ولا… أبداً، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ}[الفرقان من الآية: 31]، نبي، بكل مقامه العظيم، بكماله السامي والعظيم، بقيمه الراقية جدًّا يحارب من الكثير، يستهدف من الكثير، يؤذى من الكثير، الكثير من الأنبياء استشهدوا، في طليعة الشهداء عدد كبير من أنبياء الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-.
فالشهداء ينطلقون من وعي بواقع هذه الحياة، وحقيقة هذه الحياة، وظروف هذه الحياة، ويرون أن حساب الشهادة حساباً ضمن حسابات الربح، وليس ضمن اعتبارات أو حسابات الخسارة، وأنه أداءٌ وتضحية واعية ورابحة وفائزة، نتيجتها الفوز العظيم، ومردودها الايجابي في الحياة عظيم جدًّا في الدنيا نفسها، الشهداء بصمودهم وتضحياتهم يقدمون لمن خلفهم من أممهم، من أقوامهم، من شعوبهم، يساعدون على تعزيز الأمن والاستقرار والحماية والدفاع، ويدفعون عنهم الكثير من الشر، الكثير من الظلم، الكثير من الاضطهاد، من الاستعباد… الخ.
فيَحِقُّ للشهادة أن تُستوعب كثقافة عظيمة، وكعطاء مقدس وعظيم وسامٍ، له أثاره العظيمة في الحياة ونتائجه المباركة، ويدفع عن الناس الكثير من التضحيات والخسائر العبثية، غير المحسوبة، غير المثمرة؛ لأن الناس لو لم يتحركوا لدفع الظلم عن أنفسهم، لمواجهة الطغيان والشر والاستكبار؛ يمكن أن يداسوا، وأن يستباحوا، وأن يقتلوا بدمٍ بارد، وتكون تضحياتهم غير مثمرة، لا تدفع عنهم شيئاً، لا تسهم في تحقيق نصر، ولا في دفع خطر، ولا في الوقاية من شر، فيتحتم أن يكون هناك توعية، من المهم أن يكون هناك توعية كبيرة بهذا الشأن، واغتباط واعتزاز بالشهداء وبتضحياتهم وبأسرهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في الذكرى السنوية للشهيد 1439هـ/ 19 / مارس, 2019م.