مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هنا الإنسان يعاقب بهذه العقوبة الخطيرة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}؛ لأن الإنسان إمَّا أن يتجه الاتجاه الإيجابي، ما هو الاتجاه الإيجابي؟ الاستجابة العملية لله -سبحانه وتعالى-، فيسارع في الخيرات، والأعمال الصالحات، والمواقف المهمة، والأعمال التي فيها حياة، فيها عزة، فيها كرامة، فيها قوة، فيها تحمل للمسؤولية، واستجابة عملية بالتحرك في إطار المسؤولية، إمَّا أن يكون على هذا النحو، ويتحرك أيضاً، ويلتفت، ويهتم بما ينمِّي من وعيه، بما يربيه التربية الإيمانية، ويحيي فيه قيم الإيمان، يعزز فيه الثقة بالله، وهنا يزداد وعيه، يزداد إيمانه، يرتقي ويرشد وينضج في تفكيره، في نظرته الصائبة للأمور، في تفاعله مع الأمور المهمة، تزكو نفسه أكثر فأكثر، ويزداد وعيه أكثر فأكثر، ويتروَّض على تحمل المسؤولية وعلى القيام بالأعمال المهمة، ويتعود على ذلك، ويكسر حاجز الخوف، وينمو فيه الشعور بالعزة والكرامة والقوة، وينمو فيه الإباء، فيتأهل أكثر وأكثر لمواجهة التحديات، ويمنحه الله -سبحانه وتعالى- المزيد من الهداية والتوفيق، ويحظى برعاية من الله -سبحانه وتعالى-، فيتحول في واقعه العملي إلى محبٍ وعاشقٍ وراغبٍ للتحرك في العمل في رضا الله -سبحانه وتعالى-، والاستجابة العملية في كل تلك المسؤوليات المهمة التي يتهرب الناس منها، ومن التنفيذ للأعمال فيها، يتحول إلى إنسان امتلك- بهداية الله، بتوفيق الله -سبحانه وتعالى-- الدافع الإيماني القوي، فإذا به ينطلق ويسارع بكل رغبة، يلتمس الأجر من الله، يلتمس القربة إلى الله -سبحانه وتعالى- بتلك الأعمال، يمتلئ قلبه بالإيمان، ويتحرك بكل اندفاعٍ، بكل شوقٍ، بكل تلهفٍ، بكل اهتمام.

 

وإمَّا أن يتجه الإنسان الاتجاه الآخر: اتجاه التنصل عن المسؤولية، التهرب من الأعمال المهمة، عدم الاستجابة العملية عن مثل كل هذه التوجيهات والأعمال والتفاصيل المهمة، ويحاول كلما دُعِي إلى ما فيه حياته: حياته المعنوية، حياته الإيمانية، حياة العزة والقوة والكرامة، على أي مستوى، إلى ما يساعد على تنمية وعيه وتربيته تربيةً إيمانية؛ يتهرب، إلى أعمال ومواقف مهمة؛ يتهرب، يتنصل... وهكذا، في هذه الحالة تلقائياً يتربى ويتعود على التنصل عن المسؤولية، والتهرب، والجمود، والفتور، والكسل، وفي نهاية المطاف تتحول هذه إلى حالةٍ نفسية تترسخ في قلبه، وتعظم المخاوف، وتكبر المخاوف، ويضمحل ويتلاشى منه الإيمان والدافع الإيماني، ويطبع الله على قلبه، فحينها لا تستطيع فيما بعد أنت يا أيها المسوِّف، يا أيها الإنسان الذي يحيل استجابته العملية إلى ما بعد، لا تستطيع أن تمتلك في قلبك هذا الدافع، لا تستطيع أن تمتلك في قلبك وفي مشاعرك وفي وجدانك ما يساعدك على الاستجابة العملية فيما بعد، يأتي فيما بعد ظروف معينة يكون التفريط فيها والتقصير فيها أعظم خطورةً عليك وأكبر في الإثم والجرم عند الله -سبحانه وتعالى-، فتجد نفسك غير مهيَّأ نفسياً للتحرك والاستجابة العملية، نفسيتك غير مهيأة، أنت كنت تتهرب من أعمال بسيطة، من أمور بسيطة، فكبرت عليك الأمور الكبيرة جدًّا، لو كنت تستجيب؛ لكنت قد تأهلت، قد تهيأت وصرت في مستوى الاستجابة العملية أمام تلك الأمور الكبيرة والمهمة، فهذا إنذارٌ شديدٌ، وهو- في نفس الوقت- أمرٌ حقيقيٌ ومؤكد، هي نتيجةٌ حتميةٌ يصل إليها الإنسان الذي يتجه في اتجاه التنصل عن الاستجابة العملية لله -سبحانه وتعالى-، في التحرك العملي فيما يحييه ويحيي الأمة، هي نتيجةٌ حتمية أنه سيتأثر نفسياً إلى هذا المستوى الذي يفقد فيه كل الدوافع الإيجابية والإيمانية والإنسانية فيما بعد، فيطبع الله على قلبه، ويمتلئ قلبه أكثر بالعوامل السلبية والمشاعر السلبية التي كانت تقعده فيما قبل، قد كبرت في قلبه فأقعدته أكثر، وتعاظمت في مشاعره ووجدانه فكبلته، وحالت بينه وبين التحرك والاستجابة العملية فيما بعد.

 

ولذلك تجد النذير في القرآن الكريم في آياتٍ أخرى للمتخاذلين عن العمل في سبيل الله بالطبع على قلوبهم، تكرر هذا في سورة التوبة بأكثر من آية، ويحذرهم، بل يؤكد أن الله يطبع على قلوبهم، يطبع عليها، وهذه الحالة خطيرة جدًّا على الإنسان؛ لأنها حالةٌ لا يوفق فيها الإنسان إذا حصلت له، يسلب التوفيق، فلا يتوفق أبداً، حالة خطيرة جدًّا، هذا الإنذار الأول.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية الثانية والعشرون: 1441هـ 15-05- 2020م.

يوم الفرقان (5) استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر