مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً يأتي إعلان مهم في القرآن الكريم سطَّر الله به سورةً عظيمةً من سور القرآن الكريم، هي: سورة المؤمنون، هذه السورة المباركة تصدرت بعنوان أو إعلان عام، وإعلان مهم جدًّا، بعد البسملة يقول الله “سبحانه وتعالى”: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}[المؤمنون: الآية1]، هذا أتى كإعلان عام وبصيغة مؤكَّدة، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، المفلح في هذه الحياة، الفائز في هذه الحياة، الذي وظَّف في هذه الحياة جهده وسعيه لنيل أسمى الغايات، لضمان الحياة الطيِّبة، لضمان المستقبل الأبدي السعيد الدائم، للوقاية من أكبر الخسارات، للسلامة من الشقاء، للسلامة من العذاب الأبدي، هو المؤمن، المؤمن، فالإيمان هو الخيار الناجح، والخروج عن خط الإيمان هو الخسارة، الإيمان فيما يتحقق لك به هو حياة طيبة في الدنيا، ومستقبل سعيد أبدي في الآخرة، وسلامةٌ من الشقاء في الدنيا، وسلامةٌ من الخسارة والعذاب الأبدي في الآخرة، فإذاً هو الخيار الناجح، ويفترض بكل إنسانٍ يريد الخير لنفسه أن يتخذ قراره الحاسم، وأن يحدد خياره الحاسم أيضاً في أن يبني مسيرة حياته على أساس الإيمان؛ الإيمان ليس غبناً، ليس ضيقاً للحياة، ليس حرماناً، سعة الحلال، ديمومة الحلال، وما رسمه الله لنا في هذه الحياة لنسير عليه في حياتنا، يحقق لنا الخير كل الخير، ويجنبنا الشر والسوء، وكل الأشياء التي آثارها سيئة علينا في أنفسنا، في واقعنا النفسي والشعوري والوجداني، وفي واقع حياتنا على المستوى الشخصي وعلى المستوى المجتمعي، المجتمع الذي يقرر أن يبني مسيرة حياته على أساس الإيمان هو ضمن لنفسه بذلك أن يبني حياته على خير أساس، على الأرضية الخصبة للسعادة بكل ما تعنيه الكلمة، أرضية يبنى عليها المحبة، والتعاون: التعاون على البر والتقوى، التعاون على ما فيه الخير والصلاح والفلاح والفوز والسعادة، الواقع الذي تسوده الألفة والانسجام والتعاون، الواقع المعمور بالقيم، بالروحية الطيبة، بالزكاء، بالخير، فهذه الآية المباركة آيةٌ عظيمة تبين لنا ذلك، كما تبين لنا أيضاً من بدايتها أن هذا المجال مفتوحٌ لكل إنسان بدون قيود.

 

في حياتنا هذه قد تكون بعض المكاسب المهمة، أو الأهداف العالية والسامية، أو الرغبات الكبيرة صعبة المنال، يصعب على الكثير من الناس أن يصلوا إليها، أو أن تتحقق لهم، مثلاً: قد يتمنى البعض لنفسه مكاسب مادية معينة، أن يكون تاجراً، والقليل من الناس يستطيع أو يتمكن من أن يكون تاجراً، أو البعض- مثلاً- أن يكون له جاه معين، أو أن يكون له موهبة معينة، أو أن يكون له مقام معين، أو وضعية اجتماعية معينة، فيجد في ظروف هذه الحياة المختلفة الكثير من العوائق التي تحول بينه وبين ذلك، لكن ما هو أسمى من كل تلك الرغبات والمكاسب والمقامات والمواهب، أعظم من كل هذه الآمال يمكن أن يحصل عليه أي إنسانٍ كان، لا منطقتك، ولا عرقك، ولا نسبك، ولا وضعك الاجتماعي، ولا وضعك الاقتصادي… ولا أي شيء يمكن أن يمثل عائقاً بينك وبين ذلك، هذه الوجهة التي هي: العمل الصالح والإيمان التي تنال بها الحياة الطيبة، تنال بها أسمى الغايات، تنال بها أعلى المراتب، تنال بها المقامات العظيمة، تنال بها المنزلة الرفيعة التي تسموا فيها، يكون لك مقامك عند الله فيها، التي تحظى فيها بهذه الرعاية والمنزلة عند الله “سبحانه وتعالى”، ليس هناك أي عائقٍ بينك وبين ذلك، المجال مفتوحٌ أمامك، لا يحتاج هذا إلى أن يكون لديك إمكانات مادية معينة، ولا أن يكون هناك شروط أمامك، وعوائق معينة من ظروف هذه الحياة أمامك، المجال مفتوح، وسواءً كان من يريد أن يتوجه هذا التوجه، أن يحصل على هذا الهدف العظيم والسامي رجلاً أو امرأة، ذكراً أو أنثى، بحسب التعبير في هذه الآية المباركة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}، (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى)؛ لأن الإنسان سواءً كان ذكراً أو انثى هو إنسان، الأنثى هي إنسان، والذكر هو إنسان، فالإنسان إذا أراد أن يتوجه هذا التوجه- سواءً كان ذكراً أو انثى- لن يواجه أي صعوبات أو عوائق أو موانع لاعتبار معين من هذه الاعتبارات المتعلقة بظروف هذه الحياة؛ لأنها امرأة لن تعاني أو تواجه من موانع من قبل الله “سبحانه وتعالى”، أو يشترط شروط معينة تتعلق بنسبك، أو هل هذا ذكر أو أنثى، أم يمتلك إمكانات معينة… أو غير ذلك، على العموم المجال مفتوح أمام الجميع.

 

ويحظى الإنسان الذي يتوجه هذا التوجه بالمعونة من الله “سبحانه وتعالى”، بالتجائه إلى الله، باستعانته بالله “سبحانه وتعالى”، ويجد نفسه في اتجاهٍ ينسجم فيه مع فطرته، ولذلك الله “سبحانه وتعالى” جعل طريق الإيمان هي الطريق اليسرى، اليسرى في أصلها والذي يحظى فيها الإنسان أيضاً بالتيسير من جانب الله “سبحانه وتعالى” أن ييسره لليسرى، وفيها ما يلبي طموح الإنسان في إنسانيته، قبل مسألة الأهواء والرغبات على المستوى الإنساني، السمو الروحي والأخلاقي، وعلى مستوى الوعي والبصيرة، تسمو بالإنسان، هي طريقٌ تسمو بالإنسان.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر