مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

البعض جعلوا أيضاً من الأصنام البشرية: من الطغاة والجبارين والظالمين والمتكبرين آلهة، والانحراف في هذا الجانب له شكلان:

الأول: الانحراف العقائدي: مثلما شرحنا فيمن اعتقدوا في شيءٍ من الجماد، أو شيءٍ من الكائنات الأخرى أنها آلهةً وشريكةً لله -سبحانه وتعالى- في الألوهية والربوبية، وهذا انحراف عقائدي، وشرك عقائدي.

 

وهناك انحراف في الواقع العملي: الانحراف في الواقع العملي عندما تطيع الآخرين في معصية الله -سبحانه وتعالى- وتؤثر طاعتهم على طاعة الله -جلَّ شأنه- فحالة الانحراف هذه في أن تجعل مع الله إلهاً آخر هي حالة خطيرة جدًّا على الإنسان، وتمثل أكبر خطورة على الإنسان؛ لأن الإنسان سيبني مسار حياته بكله (على جُرُفٍ هار) على خطرٍ كبير، على غير أساس، ولهذا يقول الله -جلَّ شأنه-: {فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً}.

 

مبدأ التوحيد مبدأٌ عظيم لصالح الإنسان نفسه؛ لأن معناه أنك تثق بالله -جلَّ شأنه- وتعتمد عليه، وهو الإله الحق الذي لا إله إلا هو، الذي له الكمال المطلق، الذي هو على كل شيءٍ قدير، وبكل شيءٍ عليم، الذي هو ربك، ورب العالمين، ورب السماوات والأرض، ورب الناس، والملك لهذا العالم، والمتحكم والمدبر لشؤون هذا العالم، فأنت عندما تؤلهه هو وهو الإله الحق، وتلتجئ إليه وتعبده هو -سبحانه وتعالى- ولا تتخذ معه آلهةً أخرى، وتعتمد عليه، وتثق به، وتلتجئ إليه، ترجوه هو للخير ولدفع الشر والضر، تعتمد عليه، تسير في هذه الحياة على أساس توجيهاته وتعليماته الحكيمة التي هي من منطلق رحمته، وبحكمته، وبعلمه، وهو المحيط بكل شيءٍ علماً؛ فأنت تعتمد على مصدر القوة، مصدر الخير، الذي يملك لك النفع، ويملك دفع الضر عنك، ويملك لك الخير، والذي يقدر على ما لا يقدر عليه غيره؛ وبالتالي أنت تعتمد على من ينفعك، وعلى من يدفع عنك الشر والضر، وعلى من يجلب لك الخير، وعلى من يهديك، ويعلِّمك، ويرشدك، ويوجِّهك في مواجهة متاعب هذه الحياة وتحدياتها وصعوباتها إلى ما هو الخير لك، يأتيك الخير منه في تدبيره، وفي خلقه، وفي تشريعه، وفي هدايته، وفي توجيهه، وإلى من حياتك بيده، ورزقك بيده، وموتك بيده، ومصيرك إليه، فأنت تتجه على أساسٍ صحيح.

 

أما عندما تجعل معه آلهةً أخرى، وتلتجئ إلى غيره، وتعتمد على غيره؛ فأنت عطلت على نفسك هذا الخير الكبير، ولم تعتمد على المصدر الحقيقي للقوة، وللخير، وللسعادة، وللفلاح، ولدفع الشر، ولجلب الخير، معناه: أنك المتضرر، {فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً} تكون مسيرتك في هذه الحياة غير معتمدة على المصدر الحقيقي للخير والقوة؛ فتكون مسيرةً قائمةً على الضعف، على العجز، على الخذلان، تفصل نفسك أنت عن الرعاية الإلهية الشاملة، وتتجه إلى من لا يمنحك هذه الرعاية لا في جانب التدبير، ولا في جانب الخلق، ولا في جانب الهداية، ولا في جانب التشريع، وتعيش (مَذْمُوماً) تستحق الذم؛ لأنك اتجهت اتجاهاً خاطئاً ومنحرفاً في أكبر عملية انحراف، في أسوء حالٍ من الجحود والنكران للحق والتنكر للنعمة، وللمنعم العظيم، وللرب الكريم، وأنت في حالةٍ من العصيان، وفي حالةٍ من الخذلان التي تستحق معها الذم والعقاب، (مَّخْذُولاً) فقدت هذه الرعاية الإلهية.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

ألقاها السيد/ عبدالملك  بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثامنة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر