شعبُنا اليمني العظيم، منذ اليوم الأول ومنذ بداية هذا العدوان وقف كُلّ الأحرار والشرفاء فيه بكل صمود وبكل ثبات بالرغم من كُلّ الصعوبات ومن كُلّ الشدائد ومن كُلّ المحن، بالرغم من الظروف التي كانت قد توفرت لصالح شن هذا العدوان على بلدنا، فيما هيئت ظروف واعتبارات ومناخ يساعد على أن تتحَـرّك قوى العدوان وهي مرتاحة لها غطاء سياسي على المستوى العالمي، تمتلك غطاءً إعلامياً كبيراً جِدًّا لتبرير هذا العدوان من أساسه ولتبرير ممارساته والتغطية على جرائمه، أمّن لهذا العدوان من خلال الجانب السياسي ومن خلال الجانب الإعلامي وأَيْـضاً من خلال حتى التبريرات الدينية بالفتاوى الباطلة والأصوات الشاهدة بالزور والمؤيدة لهذا الظلم من البعض تحت النغمة الطائفية أَوْ غيرها، ما أمّن لهذا العدوان من تأييد واسع ومن تبرير كبير ومن تغطية عالمية وإقليمية جعل شعبنا في بداية هذا العدوان يعيش حالة الغربة ويرى في الآخرين إما مؤيدين لهذا العدوان وإما متخاذلين وإما لهم مواقف محدودة، البعض على استحياء، البعض بمستوىً معيَّن، والقليل القليل من وقف بمسؤولية وكان لهم صوتهم العالي والصريح وموقفهم الواضح والثابت والمبدئي والإنْسَاني والأَخْلَاقي الرافض لهذا العدوان.
شعبنا وهو يعاني أشد المعاناة في وضعه الداخلي على المستوى الاقتصادي وعلى كافة المستويات، قرر انطلاقاً من مبادئه وانطلاقاً من هويته وانطلاقاً من قيمه، قرر الصمود واتجه كُلّ الشرفاء في هذا البلد على هذا الأساس، الصمود والتصدي لهذا العدوان الظالم غير المبرر وغير المشروع، هذا العدوان الأجنبي، هذا العدوان الذي رأسه أمريكا وهذا العدوان الذي أدواتها أسوأ أنظمة المنطقة طغياناً وإجراماً وظلماً وجبروتاً ووحشيةً وكيداً وأسواؤها في لعب الدور التخريبي في المنطقة، كان خيار شعبنا العزيز في الصمود والثبات والتصدي لهذا العدوان خياراً مبدئياً يفرضه مبدؤه وتفرضه أَخْلَاقه، وخياراً محقاً وخياراً مسؤولاً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
كلمة السيد بعد مرور 1000 يوم من العدوان على اليمن