القرآن الكريم هو نعمةٌ عظيمةٌ علينا من الله -سبحانه وتعالى- وفيه الهداية الكاملة التي نحتاج إليها كبشر، والتي نسعد بها في الآخرة، ونعيش بها الحياة الطيبة في الدنيا، وتصلح هذا الإنسان، وترسم له مسيرة حياته وفق توجيهات الله وتعليماته، فالإنسان من خلال ارتباطه بالقرآن الكريم، يصبح فيما يحمله من أفكار ومفاهيم عن هذه الحياة، وثقافات يعتمد على القرآن الكريم في ذلك، فيحمل نور القرآن الكريم، يحمل المفاهيم الصحيحة، الأفكار الصحيحة؛ وبالتالي عندما ينطلق على أساس ذلك في واقع الحياة على المستوى العملي، يمكنه أن ينطلق بشكلٍ صحيح، وفي القرآن نفسه في هدايته ما يزكي النفس، ما يصلح روحية الإنسان، ما يصلحه من الداخل في توجهاته، في دوافعه؛ وبالتالي في أعماله وفي مواقفه، ونحن بحاجة إلى أن نعود إلى القرآن الكريم ككتاب هداية، كتاب هداية، يعني: نحاول أن نغيِّر أي أفكار في رؤوسنا، أي أفكار وأي مفاهيم نحملها تختلف مع ما في القرآن الكريم، فلتكن ثقافتنا قرآنية، فلتكن مفاهيمنا قرآنية، فلتكن أفكارنا وتصوراتنا في هذه الحياة على ضوء القرآن الكريم، وعلى ضوء هداية القرآن الكريم، ومن الواضح- أيُّها الإخوة والأخوات- أنَّ هذا غائب بشكل كبير جدًّا في واقع المسلمين.
إنَّ كثيراً من الأفكار والمفاهيم والتصورات هي مختلفة مع القرآن الكريم، وهي ضلال، هي ضياع، هي عمى، هي تيه، وسببت للمسلمين الكثير من المشاكل؛ لأنهم يعتمدون عليها، وينطلقون على أساسها في كثيرٍ من مواقفهم، في كثيرٍ من اهتماماتهم، في كثيرٍ من أعمالهم، إضافة إلى التأثير السيء لها على المستوى النفسي، فأن نعود إلى القرآن الكريم ككتاب هداية، معنى ذلك: أننا سنحرص أن تكون المفاهيم التي نحملها، والأفكار التي نعتمد عليها من خلال القرآن الكريم في كل شؤون هذه الحياة، في كل ما يترتب عليه: مواقف، وأعمالاً، وسلوكيات، وتصرفات، وتوجهات، نعتمد فيها على القرآن الكريم، وهذا ما نحن بحاجةٍ إليه.
وعندما نعود إلى القرآن الكريم الذي هو: {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى}[البقرة: من الآية 185]، بينات: يبيِّن لنا سبل السلام، سبل الخير، سبل العز، سبل الحياة الطيبة… كل طريقةٍ صحيحة نحتاج إليها في هذه الحياة في أي مجال من المجالات يرسمها لنا القرآن الكريم، وكذلك فرقان، فرقان نفرق به بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين ما هو مصلحةٌ حقيقيةٌ لنا، وما هو خطيرٌ علينا.
إذا عدنا كأمةٍ مسلمة ودعونا البشر من حولنا إلى ذلك: إلى القرآن الكريم ككتاب هداية، فهذا كفيلٌ بحلِّ الكثير من مشاكلنا، بل كل مشاكلنا في هذه الحياة، بإصلاح واقعنا، أي مجتمع يركِّز على ذلك سيتحقق له الخير الكبير في حياته، هذا جانب، وعندما نعمل على تصحيح علاقتنا بالقرآن الكريم، فلنحرص أولاً على تصحيح نظرتنا إلى القرآن الكريم، فهو كتاب هداية، وهو كتابٌ آياته وكلماته من الله -سبحانه وتعالى- هو، وفيه الهداية الكاملة والشاملة والواسعة، التي تتسع لهذه الحياة وأوسع من هذه الحياة، الله -جلَّ شأنه- يقول: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}[الكهف: الآية 109].
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الثانية1441 هـ