مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إما أن يؤسس حياته وفي مسيرة حياته- كما قلنا بالأمس، وما قبل الأمس أيضاً- أن يؤسس مسيرة حياته على أساس الارتباط بهدى الله وتوجيهاته، والاهتداء بهديه، والالتزام بتعليماته، مسيرةً إيمانية على أساسٍ من إيمانه بالله -سبحانه وتعالى- ويتحقق لهم بذلك الخير والتقوى، يقيه الله -سبحانه وتعالى-: الشرور، العذاب، الخزي، يفلح وينجو ويفوز في الدنيا والآخرة.

 

وإما أن ينطلق في هذه الحياة على أساس هوى نفسه وأهواء الآخرين، وينسى الله، لا يحسب حساب الله، ولا يحسب حساب تقوى الله، ويعيش حالةً من الانفلات وراء مزاج نفسه، وأهواء نفسه، ورغبات نفسه، وانفعالات نفسه، وقد يكون منتمياً- في واقع الحال- للإيمان، وهذه الحالة التي نحن عليها كمسلمين، وقد نغفل وقد ننسى؛ وبالتالي لا نستحضر مقتضى إيماننا في واقعنا العملي في كثيرٍ من الحالات، وأمام كثيرٍ من المواقف، وهنا مكمن الخطورة؛ ولهذا يذكِّرنا الله -سبحانه وتعالى- في قوله -جلَّ شأنه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[الحشر: 18-19]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) كما قلنا تأتي الكثير من التوجيهات للذين آمنوا، لنا كمجتمعٍ مسلم نحسب أنفسنا من الذين آمنوا، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}، فمجرد الانتماء الإيماني لا يكفي، إنما هو أساس نبني عليه في مسيرتنا العملية، في التزاماتنا العملية، لنتحرك في واقع الحياة في أعمالنا وفي التزاماتنا وفي مواقفنا على أساس تعليمات الله -سبحانه وتعالى- فنقي أنفسنا من عذابه وسخطه.

 

المسألة بالنسبة للإنسان إذا هو أعرض وتكبر واغتر وطغى ولم يبالِ بتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- ورمى بها عرض الحائط، ولم يلتفت إليها، ولم يبالِ بها؛ ليست سهلة لا تنتهي المسألة. |لا| الإنسان يجعل نفسه في موقع المؤاخذة الإلهية، إن الله هو ملك السموات والأرض، ملك الناس، عزيزٌ ذو انتقام، لا يفلت الإنسان من قبضته، ولا يخرج من سلطانه لو بلغ به طغيانه ما بلغ، أو لامبالاته وتجاهله وغروره وغفلته ما بلغت، كل ذلك لا ينقذه أبداً من سطوة الله وجبروته وعذابه وعقابه، على العكس كلما طغى الإنسان، واغتر، وتجاهل، ولم يبال، واتجه وفق أهواء نفسه؛ هو يحمِّل نفسه الوزر، ويسبب لنفسه العذاب والمؤاخذة من الله -سبحانه وتعالى- على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي، مجتمعٌ معين، أمة معينة، شعبٌ معين، على مستوى أي مجتمع، على مستوى قرية، فالله -جلَّ شأنه- يقول في كتابه الكريم: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ}، عتت وتجاوزت وتعدَّت، ولم تبال بأوامر الله -سبحانه وتعالى- وبهديه وبتوجيهاته وتعليماته، فماذا كانت النتيجة؟ {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً}[الطلاق: 8-10]، فالإنسان بحاجة إلى أن يدرك أنه إن عصى الله، أنه إن تعنت وغفل ولم يبال ولم يعد يكترث لتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- أنه يظلم نفسه، أنه يسبب لنفسه الخسارة، أنه يوقع نفسه في عذاب الله -سبحانه وتعالى- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر: الآية18]، أنت فيما تعمل اليوم من أعمال، من تصرفات، قد لا تبالي بها، وقد تستهين بها، أنت تقدِّم لنفسك يوم القيامة: إما تقدِّم الخير، وإما تقدِّم الشر، ما تعمله ستجده يوم القيامة معداً لك بشكل جزاء، جزاء تجازى عليه، فلتنظر ولتفكر ولتتأمل بجدية، لا يعيش الإنسان حالة الغرور والغفلة، هي أخطر شيءٍ على الإنسان، واللامبالاة، والاتجاه في هذه الحياة وفق هوى النفس من دون انتباه، هذا تنبيه مهم، إنذار وتذكير مهم: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}، إن لم تقدِّم لنفسك العمل الذي تنجو به، تفوز به، تسلم به من عذاب الله، يمثل وقايةً لك من عذاب الله -سبحانه وتعالى- فالنتيجة هي الهلاك، لن يكفيك ولن ينفعك مجرد الانتماء الإيماني؛ لأن هذا التنبيه هو لمن؟ للذين آمنوا، لا يكفي أن ينتمي الإنسان إلى الإيمان، ثم لا يعمل ما فيه الوقاية له من عذاب الله -سبحانه وتعالى-.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

خطر الغفلة وضرورة اليقظة لتأمين المستقبل الدائم

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة

مايو 20, 2019

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر