فعندما نتبنى الموقف الحق والتحرك الصحيح على أساسٍ من انتمائنا للقرآن، من انتمائنا للإسلام الذي تضمَّن القرآنُ الكريم الحديثَ عنه كفرضٍ مهم، وتحركٍ أساسيٍ لابدَّ منه في مئات الآيات، المئات من الآيات القرآنية تحدثت عن الجهاد في سبيل الله، آيات كثيرة تحدثت عن الجهاد في سبيل الله، آيات كثيرة تحدثت عن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كفريضة أساسية، ومسؤولية أساسية من مسؤوليات المؤمنين، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[التوبة: من الآية 71]، المسؤولية الجهادية كمسؤولية ملازمة للإيمان، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}[ التوبة: من الآية 111].
ندرك أهميتها أيضًا كضرورة واقعية، أنها هي الطريق الصحيح الذي يمكن من خلاله إنقاذ الأمة كما قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية 7]، وعشنا ورأينا في واقعنا جدوى هذا التحرك في صمود شعبنا، في جهاده، في تضحياته، كم حقق شعبنا من الانتصارات، بقاء هذا المستوى من التماسك في واقع شعبنا، من الثبات، ما حققه من الانتصارات، ما فشل فيه الأعداء إلى حد الآن: هو ثمرة لهذا الجهد، لهذه التضحية، لهذه الانطلاقة الواعية، المستبصرة، المضحية. كذلك ما حققه مجاهدوا فلسطين في غزة وما يحققونه -إن شاء الله- في المستقبل. ما حققه حزب اللّٰه في لبنان، ما حققه أحرار الأمة في مختلف أوطان الأمة، وما يمكن أن يتحقق هو أكبر بكثير. كلما ارتفعت نسبة الوعي، كلما زاد الاهتمام، كلما استشعرت الأمة مسؤوليتها أكثر، كلما كان هناك فرص أكبر وإنجازات أكبر، والله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قدَّم وعده الذي لا يتخلَّف ولا يتبدل، وهو القائل "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم: من الآية 47].
عندما نقارن بين مستوى ما هو حاصل من ظلم، وطغيان، وإجرام، وفساد، ومنكر، وشر، وإجرام، بمستوى المسؤولية، نجد أن المسؤولية كبيرة، وأن التفريط في المسؤولية يشكل خطورةً بالغة أمام ما هناك من طغيان، من ظلم، من فساد، كل أنواع الطغيان، كل أنواع الفساد، كل أنواع الشر موجودة كأهداف، كتوجهات، كممارسات يتحرك فيها طغاة العصر: الأمريكي، والإسرائيلي، واللوبي الصهيوني اليهودي، وأعوانهم من العجم والعرب، كلها موجودة في واقعهم. وبالتالي فمن الشرف لنا، ومن المسؤولية علينا، ومن الخير لنا، وسبيل لابدَّ منه لنجاتنا، لفلاحنا، لفوزنا، لأنْ نحظى بمعونة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" ونصره، أن نتصدى لطغيانهم، ألا نقبل بسيطرتهم علينا، بما هم عليه من فساد، من شر، من طغيان، من إجرام، ألا يتمكنوا في أي جبهة، أو في أي ميدان يتحركون فيه: إعلاميًا، أو ثقافيًا، أو فكريًا، أو في أي مجال، أو عسكريًا، أو أمنيًا، ألا يتمكنوا من خلال ذلك من السيطرة علينا، من الإخضاع لنا، من الإذلال لنا، من الاستعباد لنا.
فالتحرك هو شرف، هو عزة، والتحرر من هيمنتهم، بما هم عليه من فساد، وإجرام، وطغيان، وسوء، وشر، وقبح، التحرر من هيمنتهم هو شرفٌ كبير، ومسؤوليةٌ دينية، وهو الذي يحافظ لنا على إنسانيتنا، على كرامتنا، على شرفنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1445هـ