مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بعد وفاة أبي طالب زادت المخاطر على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ومع استمرار النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بحركته بالرسالة الإلهية، وتحركه الواسع والقوي والمؤثِّر، كانت الحساسيات تزداد، وكانت المشكلة مع المشركين في ذلك المجتمع المكي تكبر يوماً بعد يوم، وكان التوتر يزداد، كلما استمرت الحركة وكلما زاد التأثير؛ كلما زاد انزعاجهم من الإسلام، ومن حركة النبي -صلوات الله عليه على آله- به؛ ولذلك نظَّم الملأ من قريش حملةً للتصدي للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ولمحاربته بأساليب متعددة، منها: العمل من خلال الدعايات المشوهة للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بهدف التأثير على الناس، وإبعادهم عن التقبل منه، وعن الاستماع له، وعن الاستجابة له، وجَّهوا دعايات بهدف التشويه لشخصية النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مع أنَّه معروفٌ بين ذلك المجتمع بكماله الإنساني والأخلاقي، برشده، معروف بشكل كبير في ذلك المجتمع، ولكن مع ذلك حاولوا أن يشنوا عليه دعايات: دعاية أنه مجنون، وحاولوا الترويج لهذه الدعاية، وحاولوا أن يقنعوا بها الناس، ثم الترويج لدعايةٍ أخرى بعد أن فشلت هذه الدعاية ولم تلق القبول في أوساط المجتمع؛ لأنها كانت دعاية مكشوفة في أنها كاذبة لا أساس لها من الصحة، يأتون إلى أرشد إنسان في البشرية ليتهموه بالجنون! ففشلت هذه الدعاية وسقطت، وجهوا إليه دعايةً أخرى بأنه ساحر، طبعاً هناك الكثير من الدعايات التي أطلقوها عليه: شاعر، ثم لم تنفق هذه الدعاية؛ لأنه كان من الواضح أنَّ القرآن الكريم ليس شعراً، وليس بأوزان الشعر، والعرب يعرفون كيف هو الشعر، وكيف هي أوزانه، ثم فشلت تلك الدعايات، في الأخيرة كانت الدعاية الرئيسية التي ركَّزوا عليها بشكلٍ كبير هي: ساحر، والدعاية على القرآن الكريم كذلك، التي تستهدف القرآن، وتحاول أن تبعد الناس عن التأثر بالقرآن؛ لأن العرب انبهروا بالقرآن الكريم، كان العرب لا يزالون بلغاء، لا يزالون في أوج ما هم فيه من القدرة البلاغية والكلامية، ولغتهم هي أرقى لغة في العالم، فكانوا يدركون بلاغة القرآن الكريم وفصاحته، وكانوا ينبهرون به، فحاولوا أن يشنوا دعايات ضد القرآن الكريم، أن يصفوه بالأساطير، قالوا عنه: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[الفرقان: من الآية5]، شككوا بقدر ما يستطيعون في أنَّه من الله، يزعمون أنَّه افتراه، يزعمون أنَّه تلقَّاه من أشخاص آخرين، {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ}[النحل: من الآية103]… وهكذا كانوا في كل فترة يطلقون دعاية معينة ضد القرآن، دعايةً أخرى ضد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ويروِّجون لها في المجتمع، ويحرِّكون من ينشط لبث تلك الدعاية أو تلك بين أوساط الناس، حتى في مواسم الحج كانوا يفعلون ذلك، وحاربوه بالدعايات وبالحرب الإعلامية لفترة طويلة، ثم عندما فشلوا- وكان تأثيره يستمر وحركته مستمرة- ازداد قلقهم، دخلوا في مساومات، ومساومات حاولوا فيها أن تكون مغرية، عرضوا عليه الكثير، عرضوا عليه أن يملِّكوه عليهم، قالوا: [إذا كنت تريد ملكاً ملَّكناك علينا، جعلناك الملك علينا، ولكن تقبل وتستمر معنا على ما نحن عليه، تترك هذه الرسالة، هذا المشروع الذي جئت به تتركه، وتكون ملكاً وفق الحالة التي نحن عليها]، وحاولوا أن يعرضوا عليه مساومات مالية: [أنهم يستعدون أن يقدِّموا له من المال ما يكون به أثرى رجلٍ فيهم]، وحاولوا أن يقدِّموا إليه إغراءات أخرى، الكلام يطول عنها. فرفضها بشدة، ومن حقه -صلوات الله عليه وعلى آله- أن يرفضها، ومن الطبيعي جدًّا أن يرفضها؛ لأنه لم يكن يسعى لكل ذلك الذي كانوا يتوهَّمون أنه قد يكون ساعياً له، أو أنه قد يتقبل به ليترك رسالته -صلوات الله عليه وعلى آله-.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الثالثة: بمناسبة الهجرة النبوية 1441هـ

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر