عبدالفتاح حيدرة
إن الفهم و الحديث او الكتابة عن (وعي وقيم ومشروع) خطابات وكلمات ومحاضرات السيد القائد اصبح مسئولية كل من اتبعوا هدى الله وعرفوا هدى الله ، بل لا ابالغ اذا قلت إنها مهمة كل من أصبح واعيا لهدى الله ، مهمة إستمرارية تبليغ الرسالة الإلهية وهدى الله ، وتوجيهات وأوامر ونواهي كتاب الله ، والمتابع الحق والصادق لكلمة السيد القائد اليوم بمناسبة يوم الولاية و عيد الغدير ، سوف بجد أهمية هذه المهمة بالنسبة له ولغيرة وللأمه كلها..
شرح السيد القائد للآية الكريمة في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التي مهما حاول البعض ان يتحايل على هذه الآية المباركة و التي جأت في سورة المائدة ، وفي آخر حياة النبي صل الله عليه وسلم وعلى آله ، كونها رسالة بلاغ مرتبطه بأهمية مستقبل الأمة والرسالة الالهية وتطبيقها مستقبلا ، وبالشكل الصحيح في كافة مستويات الحياة ..
هنا تأتي اهمية وحساسية تكرار البلاغ برسالة الرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله ، كونه بلاغ يتطلب الايمان والاعتماد على الله حتى لا يتأثر بالتشويش والصد الكبير عن تكليف البلاغ برسالة الله ، والتنصل على أداء مسئولية عملية التبليغ بإستمرار الولاية ، التي جمع لها النبي المسلمين بعد نزول آية التبليغ السابقه ، ووقف وبجانبه الامام علي - عليه السلام - ، وخطب خطابا مهما اشار فيه إلى قرب رحيله ، ومسك بيد الامام علي - عليه السلام - ورفعها قائلا ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله )..
ثم بعد ان ينتهي النبي الكريم من خطبة الوداع والولاية للامام علي - عليه السلام - ، نزلت الآية الكريمه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، وهي آية تتويجية لعملية أمر البلاغ الذي أداه الرسول العظيم ، في حديث الولاية للامام علي - عليه السلام - وتثبتها اكثر آية الولاية لله ، من حيث كونها ولاية مطلقه لا تتجزاء ، متصله بالجانب التشريعي وواقع حياتنا وشؤوننا وفي كافة امورنا ، لنبني مسيرة حياتنا على اساس هدى الله ، وهذا البناء هو ما يميز المنتمين للاسلام ، بالصلة بالله ، وهو انتماء يحضى برعاية الله من منطلق رحمته سبحانه..
هنا تأتي أهمية مناسبة يوم الولاية من موقعها بالنسبة للدين ، كونها مناسبة (إتمام نعمة دين الله) ومن كونها متصلة بواقعنا اليوم ، فمبدأ الولاية هنا هو مبدأ يضع المعايير والشروط لمشروع بناء الانسان وتزكيته وتربيته واصلاحه السمو به، اصلاح الحياه والبشرية، ويحقق للناس الخير، وهو مبدأ يحتم على المسئولين المسلمين تقديم الاسلام تقديم فيه خير البشرية ، والامام علي - عليه السلام - هو النموذج الاكبر ، وحلقة الوصل بالرسول صلى الله عليه وعلى آله ومشروع تبليغ رسالته..
مبدأ الولاية، هو ما يضمن لنا الارتباط المنهجي ، لنكون أمة مستقله وحره ، نرفض التبعية لليهود والمستكبرين ، وان الاسلام مشروع للحياه المرتبطة بتعلمات الله كما هي ، في سلوك ووعي وقيم ومفهوم وعمل الانسان ، بمعنى ان مبدأ الاستقلال يأتي من خلال الولاية لله ، والولايه هنا تحول الانتماء والارتباط لمشروع الاسلام البناء الصحيح عمليا ، ليؤتي ثمرته في واقع الحياه..
مبدأ الولاية للإمام علي - عليه السلام - هو مبدأ لمعرفة الحق وسلوك طريق الحق ، وهو مبدأ يفصلنا عن كل الطغاه والمستكبرين والجاهلين ويربطنا بالمسار الصحيح برسول الله ورسالة رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله ، ومصادر الهداية المؤتمنه من الله سبحانه وتعالى ، مبدأ الولاية يفصلنا عن تأثير وسيطرة قوى الطاغوت والتي تمثلها اليوم أمريكا واسرائيل، ويجعلنا نخرج من الفوضى الخلافيه، والتضليل، والخروج من حاله الاختراق الامريكي والإسرائيلي للدين الصحيح والسوي المرتبط بالله، مهما تحرك البعض تحت عناوين الدواعش والتكفيريين والتبعية والإرتهان ..