الأول: أنه يقدم النموذج الأصيل والحقيقي والسليم عن الإسلام وعن الشخصية المسلمة، وهو هنا يقدم النموذج الذي لا تشوبه شائبة النموذج الأصيل، المتطابق حتماً مع المعايير والمواصفات القرآنية، فهو جسَّد قيم الإسلام ومبادئه، وحمل روحية هذا الدين وأثره في فكره، وفي وعيه، وفي ثقافته، وفي مبادئه، وفي أخلاقه، وفي سلوكه، وفي أعماله، وفي مواقفه؛ فكان بحقٍ قرآناً ناطقاً، وإيماناً متجسداً يمشي على الأرض، وهذا من أهم ما نحتاج إليه في واقعنا كأمةٍ مسلمة: إلى أن يتشخص لنا النموذج الحقيقي، النموذج الصحيح؛ لأن الأمة لها ارتباطات كثيرة بكثيرٍ من الرموز الدينية، بكثيرٍ من الشخصيات التي تقدم على أنها تمثَّل الإسلام، أنها حملته فكراً، وأنها تمثله سلوكاً وعملاً ومواقف، والكثير من هذه الشخصيات قد تكون شخصيات مزيفة أو تشوبها الشوائب، فهي لا تمثل حقيقة الإسلام والإيمان متكاملةً ونقيةً دون شوائب؛ إنما تشوبها الكثير من الشوائب، وهذا يترك تأثيراً سيئاً على الناس في ارتباطهم بمثل هذا النوع من القدوات المزيفة، التي يتأثرون بها تأثراً أعمى؛ فينعكس ذلك سلباً فيما يأخذونه عنها من الشوائب المحسوبة على أنها من لُبِّ الإسلام ومن جوهر الإيمان، ثم تقدم على أنها من القيم الأساسية للإسلام؛ فيعظم الالتباس، ويحصل الخلل.
تحتاج الأمة إلى أن يتشخص لها النموذج، الذي هو نموذجٌ سليمٌ وصائبٌ وصحيحٌ ومتكاملٌ وراقٍ؛ فتجعل منه النموذج الذي تحذو حذوه، ويتشخص فيه ويظهر فيه ويتجلى فيه أثر هذا الإسلام، وعظمة هذا الإسلام في كل مجالات الحياة، وفي كل الأبعاد والمعاني والجوانب في الشخصية الإنسانية؛ لأن الإمام علياً -عليه السلام- كان شخصيةً متكاملةً فيما حمله من هذا الدين، فكان هذا التكامل وهذا الكمال الذي قدم فيه أرقى صورة عن الإسلام، وعن الإيمان، وعن الدين الإسلامي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
الإمام عليٌ النموذج الأصيل وحلقة الوصل والامتداد للرسول والإسلام.
المحاضرة الرمضانية العشرون: 1441هـ 13-05-2020م.