مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها، وهي كذلك هناك تحذير منها في الشرع الإسلامي، في التوجيهات الإلهية: الرفع الباهض وغير المبرر للأسعار، يعني الكثير من التجار- هداهم الله وأصلحهم الله- والكثير من الذين يبتاعون ويشترون- في كثيرٍ من الحالات- يبالغون في رفع الأسعار، يعني: عادةً- في كثيرٍ من الحالات- تأتي مشكلة معينة، أو أزمة معينة، أول ما تبدأ تلك الأزمة أو المشكلة يبادرون إلى رفع الأسعار بنسبة عالية جدًّا، إلى درجة أن البعض من التجار نسبة أرباحهم مائة في المائة، مائتان في المائة، ثلاثمائة في المائة، يعني يرفع سعر السلعة بأكثر مما يغطي قيمتها وغرامتها، غرامة النقل والإجراءات التي احتاج إليها حتى أوصل السلعة، مثل هذه الكلفة مرتين، ثلاث مرات، يعني يربح أرباحاً كبيرة جدًّا، وممن؟ من هؤلاء الناس الذين أغلبهم فقراء يعانون، هذا يؤدي إلى ارتفاع مستوى المعاناة لدى الناس، يصبح كل شيء مرتفع السعر، مرتفع الثمن، مكلفاً في شرائه، وطبعاً هذا يؤدي إلى كساد وركود، في الأخير الكثير من الفقراء يتفرج في السوق على أشياء كثيرة ولا يستطيع أن يشتريها، مع التخفيض في التكاليف يستطيع أن يشتري، وباستطاعة الكثير من التجار أن يخففوا، أن يكون الربح ربحاً منطقياً بالميسور، بما يراعي فيه ظروف الناس، الله سيعطيه البركة أكثر، وسيغطي- وهذه نقطة مهمة في السياسة الاقتصادية- سيغطي الفارق من خلال كثرة البيع، مثلاً: قد يبيع السلعة بمبلغ- على سبيل المثال- ثلاثين ألفاً، وربحه هنا مضاعف ثلاثة أضعاف، لو أنه مثلاً باعها بالنصف (خمسة عشر ألف)، سيقبل الناس، سيتمكن الكثير من الشراء؛ لأنها أصبحت بثلاثين ألفاً، الكثير من الفقراء ومحدودي الدخل لا يستطيعون شراءها منه، فلا يشتري منه إلا البعض من الناس، لكن لو باع بسعر أقل، بسعر منطقي، وهو فيه رابح؛ قد يشتري منه الكثير، قد يأتي الكثير ممن في قدرتهم أن يشتروا بذلك السعر والثمن؛ حينها يبيع الكثير، حينها يكثر الدخل؛ حينها يغطي الفارق الذي كان يريده يوم رفع السلعة، يحصل على ذلك الفارق من المبيعات الكثيرة، وهذه مسألة مهمة؛ حينها ينتعش الاقتصاد، تعالج مسألة الركود وبقاء الكثير من البضائع في البقالات والمحلات التجارية، تنتعش السوق، المواطن يرتاح، يرى الكثير من الناس أنه استطاع الحصول على تلك السلعة أو تلك، على تلك الاحتياجات أو تلك.

 

أيضاً مشكلتنا في المواسم تصبح المواسم فرصة لدى بعض التجار لرفع الأسعار، لا لشيء إلا أنه موسم، مثلاً: عندما يأتي العيد، يقترب العيد (عيد الفطر، أو عيد الأضحى)، يعتبر البعض من التجار هذا الموسم فرصة للحصول على الكثير من المال، لماذا؟ لأن الكثير من الناس يريد أن يشتري ملابس له ولأسرته ولأطفاله وأولاده، يغتنم التاجر الفرصة ليرفع الأسعار، بدون موجب لرفع الأسعار، يعني: يمكنه أن يحصل على الأرباح المنطقية والمعقولة، لكنه يستغل إقبال الناس على شراء الملابس مع مناسبة العيد فيرفع السعر؛ ليحصل على أموال كثيرة، مع قسوة الظروف يتعذر على كثيرٍ من الناس أو يصعب عليهم شراء الملابس، قد يتجه البعض من الناس إلى ملابس البالة- للأسف الشديد- للاضطرار للشراء منها، أو لا يمتلكون القدرة للشراء، مثلاً: البعض من الناس قد يكون لديه عدد كبير من أفراد الأسرة (عشرة أولاد، أربعة عشر ولداً، ثمانية، سبعة)، لا يستطيع بتلك الأسعار أن يشتري للكل، وإذا اشترى للبعض قد تحدث مشكلة، إلا إذا صالح بينهم بين الأعياد، البعض هذا العيد والبعض عيد آخر، في نهاية المطاف يضطر إلى أن لا يشتري، لو أتت التخفيضات المنطقية، واكتفى التاجر بربح منطقي وخفيف، وراعى فيه الناس؛ يشتري الكثير، يحصل على أرباح؛ يغطي الفارق الذي رفع من أجله السعر والثمن.

 

الدولة من جانبها يفترض أن تضع حداً معيناً للأسعار، بالذات مع ظروف الناس الصعبة ومعاناتهم الكبيرة.

 

وعلى كُلٍ لنعي جيداً أن الآفاق واسعة للحلول الاقتصادية، وأن الفرص كبيرة، وأن الشيء الخطر هو عندما يتجه الناس للمعالجات الخاطئة والتصرفات الإجرامية: القتل، العمالة والخيانة، الظلم، السرقة، النهب، الغش… الخيانة بكل أشكالها، ارتكاب المحرمات من أجل الحصول على المال، هذه الحالة هي الخطيرة، هناك بدائل، هناك فرص، هناك حلول، هناك ضمانة إلهية: {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم}، هذه ضمانة مهمة تكفَّل الله بالرزق، {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا} [هود: من الآية6]، فيتجه التركيز لدى الناس على تقوى الله، الالتجاء إلى الله، الاستقامة، التركيز على البحث عن الحلول، والتحرك في المجالات الصحيحة التي تمثِّل معالجة صحيحة وسليمة، ويعطي الله فيها البركة، الكثير من الناس الذين يتقون الله يرزقهم، وعائشون بالحلال، كثير من الناس يعيشون بالحلال، وبعيدون عن الحرام، والخيانة، والجريمة، والظلم… وكل أشكال الجريمة والإثم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 

من المحاضرة الثالثة عشر المشكلة الاقتصادية

آفاق واسعة لحلول ومعالجات ناجعة

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة عشر

مايو 20, 2019

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر