مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بقلم / مصباح الهمداني

كنتُ وما زلتُ أتساءَل لماذا حُرِمنَا مِنْ دراسةِ أجمل وأروع وأنقى وأطهر وأكمَلْ قصَّة في التاريخْ، تلكَ القصَّة التي فيهَا من الدُّروس والعِبر والتربية والصبر والحُب والعطاء، ما يُمكِّننا من بناءِ بيوتٍ تُشِعُّ إيمانًا، وتنبضُ محبة..

قصَّةُ فاطمة، وما أدراكَ ما فاطِمة..تلكَ الشُّعلةُ الإيمانية، والتي وصلَتْ مُنتهى الكَمالِ مُنذ الطفولة، فأبيها سيد الأولين والآخرين، وأمُّها أم المؤمنينَ خديجة.. فاطمة التي أجمع كثير من المؤرخين أنها ولدت في السنة الخامسة، ثم اختلفوا هل كانت قبل البعثة أم بعدَها، ولا يَهُم التاريخُ كثيرًا، ما دامت المواقِفُ ثابتةً وموثقة..

والأهم من ذلك كُلِّه أنها كانت بجوارِ أبيها طفلةٌ نورانية، تُرافقه، وتسيرُ معهُ في أزقة مكة وشوارعها، وهي تعلمُ أن الخطرَ يُحدِقُ بأبيها في كل لحظة، لكنَّها تُريدُ أن تكونَ معه، وفي كلِّ خطواتِها تُمسِكُ يدَه الشريفة بيدها الطاهرة بقوة، وكأنَّها بقلبِها الصَّغير، وجسمها النحيل، وعقلُها الكبير؛تقولُ لأبيها سيد الأولين والآخرِين؛ إنْ حرَمكَ ربي الذكورُ يا أبي، فأنَا ابنتُكَ "فاطمة"...

وكم كانت فاطمة تُشاهِدُ أبيها يُحدِّثُ هؤلاء كوالدٍ رؤوفٍ رحيم، ويُخاطبهم برقةٍ وعطف، فيَنفضُّونَ عنهُ بعنف، ولا يُجيبونه إلا بالسبابِ والشتيمة، فيعودُ هادئًا صبورًا كريمًا، ويتوجَّهُ إلى آخرين، ويعودُ لمنزله، ليُعاوِدَ طريقَ الدعوةِ بنفسِ الصبرِ والثباتِ والإصرار والعزيمة..

وكانَتْ الطفلةُ فاطمةٌ في البيتِ؛ تستقبِلُ أبيها؛ وكأنها لم تُرافِقه في رحلةِ العناء، فتجلبُ لأبيها الماء، وتمسحُ عنهُ العرَق، وتتفقدُ قدمي أبيها همسًا ومسحًا، وكَمْ جفَّفتهما من الدماء النازفة، وهي تُداري دموعها المُنهمِرة..

لقد شاهدَت فاطمة مالَم تُشاهِده طفلة في حياتِها، فقدْ رأت من يرمي فوقَ أبيها وهو ساجِد، فرث شاه، فتهضُ الطفلةُ مُسرعةً لتمسحَ عن أبيها، وتُتبِعَ الفاعِلَ الهاربِ؛ بنظراتِ احتقارها، وغضبها.. وكانَ الناسُ يشاهِدون هذه الطِّفلةُ المُتمسكةُ بأبيها في ثباتٍ وصبرٍ وعزيمة وشجاعة؛ حتى أطلقوا عليها، ما كان يطلقه عليها أبوها؛ "أم أبيها"..

لقد كانت بالفعل "أمُّ أبيها"، فقد كانتِ الرَّفيقَ اللصيق، والقريبَ المُدافِعْ، والأقرَبُ في أشدِّ الشدائدْ، وقد رأت فاطمة كيفَ أجمعَ المشركونَ على حصارِ بني هاشِمْ، في شعبِ أبي طالِب..وكيفَ طَبَّقَتْ قريشٌ في حصارِها ما يعجزُ القلمُ عن وصفه، فقد جمعتْ قريش بني هاشمٍ في ذلك الشعب وفرضَت عليهم مقاطعةً لم يذكر التاريخُ لها شبيهًا؛ بألاَّ يتصل أحدٌ ببني هاشِم، ولا يكلمهم، ولا يجالسهم، ولا يشتري منهم، ولا يبيعهم، ولا يتزوج منهم، ولا يزوّجهم..
وكانتْ فاطمة بعينيها الصغيرتين، تُشاهِدُ كيفَ ينحلُ جسمُ أبيها، بينَ تلك الصخورِ المتصلبة، وكيفَ تضمُرُ أمها خديجة بينَ تلكَ القفار الموحشة، وكيفَ يأكلون من شدة الجوع أوراق الشجر، وسيقانه، وكيفَ حفروا للجذور ليأكلوها.. تستعيدُ ذاكرة فاطمة تلك السنواتِ الثلاث؛ بما فيها من جوعٍ وخوفٍ وبردٍ وحرٍ ومرض..تستعيدها وهي ترى خيرُ البشرِ أبيها، وخيرُ النساءِ أمها؛ عظامٌ لا يلتصقُ بها سوى الجِلدْ، لكنَّها تقرأ في عيني أبيها وأمها معاني الصَّبر والإيمان، وتتردد على أذنيها الصغيرتين آياتِ العرفان والإيمان، وتسري في خلايا جسدها الصغير رسالةُ أبيها بكلِّ معانيها وتفاصيلها الدقيقة...

وترحلُ خديجة..الأمُّ المثاليةُ لفاطمة، والزوجةُ الحنونُ لمُحمد..ويرحلُ عمُّ أبيها أبو طالب، ذلك الجبلُ الذي يتكىء عليه أبيها، وذلكَ الجدارُ الذي يقفُ بينَ تهورُ قريشٍ وإجرامها، وبين أبيها، ويجثِمُ الحُزنُ بقوائمه الأربعُ فوقَ صدرِ فاطمةٍ وأبيها، وتجدُ أبيها يسمي ذلك العامِ عام الحُزن..

كانتِ فاطمةٌ تراقِبُ الأقدارَ وقد أخذتِ السَّكنَ من أبيها بموتِ أمِّها، وأخذتِ المَنَعة من أبيها بموتِ جدها أبي طالب.. لكنَّها رأتْ أنَّ هناكَ ميلادٌ جديد؛ فقلبُها سيكبُرُ أكثر، وسيكونُ منزِلاً لأبيها، ووجَدَتْ عليًا بجوارِ أبيها، وبرغمِ صِغره إلاَّ أنَّهُ ينبئ بميلادِ بطلٍ لا يُشقُّ لهُ غبار، وشجاعٌ لا تلينُ لهُ قناة، وفارسٌ لا يعرفُ الخوف..

وجاءتِ الهجرة، وفاطمة هي فاطمة..مدرسةٌ في الثبات، ومدرسةٌ في الإيمان، ومدرسَةٌ في الحَنان، ومدرسةٌ في بيتِ النبوة.. وتتأملُ فاطمة كيفَ آخى أباها بين المهاجرين الفقراء والأنصار الميسورين، وكيفَ حامت الأعين حولَ أبيها، وهو يوزعُ المؤمنين، فلانٌ أخٌ لفلان.. وكلُّ أنصاري يتمنى أن يُعْلِنَ النبي ص اسمه ليكونَ أخًا لمُحمَّد، وما إنْ فرغَ من الجميع، ولم يتبقَّ إلا شابٌ مهاجِرٌ صغير.. تلفَّتَ الشابُ يمنةً ويسره وهو يرى كل أنصاري يحتضنُ مهاجري، ويُرحبُ به، ثم يلتفِتُ إلى أخيهِ الأكبر وابن عمه الطاهِر المُطهَّر ويقولُ له: وأنَا لمن أبقيتني يا رسولَ الله.. فتَسمعُ فاطمةٌ صوتَ أبيها، وقد ترقرقتِ الدموعُ من مُقلتيه يقول:
أبقيتُكَ لنفسي يا علي،

أنتَ أخي في الدنيا والآخرة.. ويُسرعُ عليًا إلى حضن محمد؛ في صورةٍ لا تُمحى ومظهرٍ لا يتكرر، ودرسٌ لا يُنسى...

لقد رأت فاطمةً تلكَ الصورة بقلبها وعقلها، رأتْ عليًا في حضن أبيها، وتعلمُ جيدًا مكانةَ عليٍ في قلب أبيها، وعرفتْ عليًا في منزلِ أبيها أخًا، كريمًا، شهمًا، نقيًا، تقيَّا..
ورأتهُ كيف يُحلِّقُ حولَ أبيها كشبلٍ مِقدام..وكيفَ لخيالنا أن يتصورَ نظراتِ فاطمةٍ لعلي وهي مملوءةٌ بالاحترام، والحب الأخوي، والممتلئ بالتدفق الإيماني، وترى الاشتراك في المصير، وفي تحمل الآلام والمتاعب، في الحل والترحال.. وكيفَ نتصورُ نظراتِ علي لفاطمة؛ وهو يرى مدى ارتباطها بأبيها، وكأنها جزءٌ من أبيها يصعُبُ فصله أو انتزاعه..

وتأتي الأيامُ بمفاجأةِ تغيرُ الأحوال، وتدخُل بيتَ محمدٍ ص زوجةٌ جديدة صغيرة هي عائشة، وتُدركُ فاطمة أن الشابة الجديدة والتي هي في عمرها، ستكونُ خليفةً لأمها خديجة، في بيتِ أبيها.. وتتفاجأ فاطمة كذلكَ بطرقاتِ الخاطِبِين، يتقدمهم أبو بكرٍ وعمر، فترفضهم وتسمعُ أبيها يرفُضُ بشدة..

وكذلك كان علي ع يُراقِبُ الخاطبين، ويرى فاطمةٌ أختًا صغيرة، ويرى أباها أخًا كبيرًا، وأبًا عطوفا، ويُقلِّبُ يديه، فلا يجِدُ شيئًا، وأخيرًا يتأملُ شريعةَ الإسلام، وأن فاطمةٌ وإن كان يراها أختًا صُغرى، لكنَّها ستكونُ كزوجةٍ أفضَلُ وأكمَل، وحامَ ذات يومٍ حولَ سيد الأولين والآخرين، والحياءُ يلفه من رأسه إلى أخمصِ قدميه، ويسأله النبي عن شأنه، فيردد اسم فاطمةٍ بتلعثم، ويُرحِّبُ به النبي ص، وتُخطبُ سيدة نساء العالمين لبطلِ الإسلام وسيف الله المسلول، وعمرها مابين العاشرة والتاسعة عشر، وعمره ما بين العشرين والخامسة والعشرين...

وتزفُّ فاطمة إلى بيت علي الذي بني من الطين وسعفِ النخيل، ولكنه ملاصقٌ لبيت محمد ص ويطل عليه، ويكفي فاطمة أن تفتح نافذتها لترى أبيها قريبًا منها.. وتمر الأيام على بيت علي وفاطمة مليئة بالحب الذي ينثره عليهما خير البشر كل صباحٍ، لأنهما روحه التي بين جنبيه، وفؤاده النابض بين جوانحه..
وتأتي السنة الثالثة للهجرة، أي بعد عامٍ من الزواج؛ حاملةً البُشرى لمحمد ص ولعلي وفاطمة بولادة الحسن ع، ويفرحُ النبي ص فرحًا كبيرًا، وتحتفلُ المدينةُ كلها فرحًا لمحمد وعلي وفاطمة.. ويمر عامٌ آخر ويُشرقُ صبحٌ جديد بميلاد الحسين ع، وتأتي بعدَ ذلك زينب ثم أم كلثوم...
تتعالى أصواتُ الأحفادِ في بيت"أم أبيها" وتتعالى الضحكاتُ في بيت محمد ص، وتتناهى إلى مسامعِ فاطمة قول أبيها" جُعلتْ ذرية كل نبيٍ في صُلبِه، وجُعلَت ذريتي في صُلبِ علي"... سعادةٌ غامرة كان محمد ص يغمرُ بها فاطمة، وسعادةٌ أكبَرْ كانتْ تغمُرُ محمدًا ص وهو يرى أحفاده من علي وفاطمة...

وتبكي فاطمةٌ فرحًا، وتدمعُ عينا عليٍ حياءً؛ وهما يشاهدان الحسن والحسين فوق كتفي رسولُ البشرية محمد ص ذاهبان وعائدان معه من وإلى المسجِد، وكم كانَ تعجُّبُ الصحابةِ الكرام وهم يرونَ الحسنين بجوار محمدٍ في أحيانٍ كثيرة، وهو يوليهما اهتمامًا كبيرًا، ورعايةً شديدة..

وكانَ بيتُ علي وفاطمة من أشدِّ بيوت المدينةِ فقرا، ومِن أكثرها سعادةً وحبورا.. وجاءت حربُ خيبر، وأعطى اليهودَ أرضَ فدَكَ للنبي ص، فوهبها لفاطمة أم الأربعة أطفال، وتخلَّصت فاطمةٌ من بعضِ الفقرِ لأوَّلِ مرةٍ في حياتها ..
وتُفتحُ مكة وتعودُ فاطمة برفقة أبيها المنتصر وزوجها الفارس حامل الراية..
عادت فاطمة إلى مكة وهي تطيرُ سعادةً وفرحة، وهي ترى الفرحة كذلك تتراقصُ في عيني أبيها كلما رأى أحفادها وقلما فارقهم..
وتتوالى المعاركُ وفاطمة تُشاهِد عليًا يرفعُ الراية، ويُجندلُ كبار المشركين في كل موقعة ومعركة..
ومن وقتٍ لآخر؛ كان محمد ص يُلمحُ إلى فاطمة ويُصَرِّحُ إلى علي بأمورٍ كثيرة، وبأن يوطنوا أنفسهم لكل ابتلاء وشدة، وبأنَّ الجنة موطنُ المؤمنين، ومُستقر الصابرين..

ورقَد النبي ص في فراشه، ولم يعُد باستطاعته أن ينهض، وتغيَّرتِ الوجوهُ فجأة، وفاطمة تُراقِبُ وتترقَّب، ويجعلُ النبي أسامة بن زيد أميرًا على جيشٍ المُسلمين، ويقولُ أنفذوا جيشَ أسامة.. لكنَّ القومَ تباطأوا، وتوقفوا عند الجرف، وظل النبي ص 17 يومًا يحثهم على إنفاذ جيش أسامةٍ إلى الشام، لكن كبار القومِ كانوا بين خيارين؛ فإما إنفاذُ جيشِ أسامه، أو انتظارِ نتائج مرضِ النبي ص...

وفي يوم الخميس، وكما يروي الرواة بأنه ‏لما حضر رسول الله ‏(ص) ‏‏وفي البيت رجال فيهم ‏‏عمر بن الخطاب ‏، قال النبي ‏(ص) : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر ‏: ‏أن النبي ‏(ص) ‏قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي ‏(ص) ‏‏كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول : ما ، قال عمر ‏‏، فلما أكثروا اللغو ‏ ‏والاختلاف عند النبي ‏(ص) ، قال رسول الله ‏(ص) : قوموا عني فإنه لا ينبغي عند نبي التنازع..

كانَ الموقفُ على قلبِ فاطمة شديدًا ومؤلمًا، وقد رأت في عيني أبيها دمو

عًا تتسرَّبُ ببطء إلى حِجرِ علي ع ، وكيفَ لها أن تتحمَّل وهي "أم أبيها"..
شاركَتْ أبيها بدموعٍ أغزر وبكاءٍ أمَرْ.. فأشار إليها النبي ص فاقتربت وبكت حين أخبرها بأنه راحلٌ في مرضه هذا، وابتسمت حين أخبرها بأنها سيدة نساء العالمين وأنها أول اللاحقين به...

رحلَ رسول الله ص.. وانطفأت الدنيا بكلها في وجه فاطمة ع، ومضَتْ تُفكِّرُ وتُفكِّر، وتتساءلُ كثيرًا؛ لماذا أصرَّ النبي على تولية أسامة وهو شاب في التاسعةِ عشرة من عمره وفي الجيش أبي بكر وعمر وكبار الصحابة.. وتتساءلُ كرةً أخرى لماذا استثنى عليًا وأمره بالبقاء حوله..وتتساءلُ لماذا لم يتحركوا بجيش أسامه، ولماذا منعوا النبي من كتابة الكتاب!.. تساؤلات تأتي وتذهب، وهي لا تكادُ تصدق بأنَّ حبيبها وركنها وسراجُ الدنيا بأكملها قد انطفأ...

تغيرتِ الوجوه، بعدَ رحيل المصطفى، وأصبحت فاطمةٌ تزدادُ كل يومٍ غربة، فلم تُصدِّق أن اجتماع السقيفةِ قد تمَّ والنبي ص لم يُغسل ولم يدفَنْ، ولم تُصدِّق أنَّ يأتيها الأمرُ بتسليمِ فدَكْ إلى الخليفة أبي بكر رض ولم تجفُّ دموعها بعد، ولم تصدق وهي ترى عليًا الفارس الذي تعرفه، والبطلُ الذي تَخبُره؛ يشير لها حين تحثه على الخروج، بأنَّ ذلك قد يجعل المسلمين يرتدون، لأن حربه حرب رسول الله.. وأنَّ حقَّه في الخلافةِ يهون ولا أن يرتد المسلون..

ولقَدْ كانتْ رؤية علي ع فيها من البصيرة ما يُحيرُ الأذهان، فقد رأينا من التاريخ كيف خرجوا عليه وحاربوه بعد ربع قرن من رحيل النبي ص..فكيفَ لو خرَجَ بسيفه بعدَ موتِ النبي ص مُباشرةً..
ولقد ترجمَ علي ع الخط الإلهي بأسمى معانيه حيثُ لم يخرجْ على أبي بكر رض حفاظا على الإسلام، ولكنه رفع السيفَ على معاوية حينَ رأى الإسلامَ في خطر..

ولكنَّ فاطمةٌ ع كانت عند رأيها، وكانت تخرج في المدينة تشكو تغير الناسِ عليها وعلى بعلها بعد موت أبيها، وكأنها أيضًا تُرسلُ لنا درسًا إيمانيًا رساليًا؛ بأنَّ تِبيانَ الحقيقةِ لا يُتْرَكْ؛ حتى ولو باللسان في أقل الأحوال..
وكان لها سلام الله عليها؛ بكاء كل ليلة، تبكي له نساءُ المدينة كلها وتُنشِدُ أبياتًا منها:
صُبَّتْ علي مصائبٌ لو أنها.........صُبَّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا
قُل للمُغيَّبِ تحتَ أطباقِ الثَّرى... إن كُنتَ تسمعُ صرختي وندائيا
قد كُنتُ ذا حمىً بظل محمدٍ....... لا أخشَ من ضيمٍ وكانَ جماليا

ويدور حوار بين الخليفة أبي بكر رض وبين فاطمة ع، حولَ فدَكْ، وينتهي بقطيعةٍ طويلة...
ويستمرَّ الحُزنُ يلفُّ حياة الزهراء ع، وتستمرُّ خلافة أبي بكر ، ويستمر هجران فاطمة له كما يروي البخاري ..وتموتُ فاطمة ولم تكلمه، وأوصت بدفنها سِرًا، وألا يحضر جنازتها إلا علي والحسنان وسلمان وعمار والمقداد وأبا ذر وحذيفة..

وتَرحَلُ الزهراء، ويفجَعُنا المؤرخون والرواه بفجيعةٍ أخرى، هي الأهمالُ والجفاء والنسيان لسيدة نساء الدنيا والآخرة.. فسلام الله على الزهراء وعلى أبيها وبعلها وبنيها، وعلى من أحبَّ ذِكرهَا وذِكراها...

ميلاد الزهراء عليها السلام 
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر