{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً}(غافر: من الآية61) الله الذي يستعطفنا بما يحدثنا به من نعمه، والتي يذكرنا بقيمة نعمه. كيف يتمنن علينا بما لا قيمة له عنده؟! إذا كانت الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة إذاً فلا قيمة لما يتمنن به علينا، إذا كان يعطي ما لا قيمة له عنده, ما لا قيمة له لديه، ولا نعني بالقيمة أنها مسألة حاجة وفعلاً هو ليس محتاجاً لكن الحكيم ينظر إلى الأشياء المهمة ذات قيمة فيما تعطيه، فإذا كانت هذه الأشياء كلها لا قيمة لها لديه فلا حاجة لشكرها، ولا حاجة للتمنن بها علينا، لماذا يتمنن علينا بما لا قيمة لها عنده؟.
لها قيمة{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}(الفرقان: من الآية2) وهذه الآية تتحدث عن أهمية ما أعطى, عن أن نتذكر فضل وعظم ما أعطى، وما أسبغ من هذه النعم {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} (غافر:61) {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (غافر:62)
لاحظ كيف يربط بين الحديث عن نعمه وبين وحدانيته, وبين توحيده وعبادته {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر: 63 - 65). الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله نعم الله – الدرس الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 19/1/2002م
اليمن-صعدة