مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مع كل ما يفعله العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية واضحة، يرتكب جرائمها وتُظهرها المشاهد التي تبثها القنوات الفضائية، وبعضها بالبث المباشر، يرتكب جرائم حتى أثناء البث المباشر، يتكلم الرئيس الأمريكي في هذا الأسبوع، ويوصِّف ما يحصل هناك، وما يفعله العدو الإسرائيلي: بأنه ليس بحرب إبادةٍ جماعية.

الرئيس الأمريكي لا يعتبر تلك الجرائم الشنيعة والفظيعة جداً، من القتل لأهل غزة أطفالاً ونساءً، رجالاً وكباراً وصغاراً، في منازلهم، بالقنابل الأمريكية التي تنسف أحياءً بأكملها، وتدمر وتبيد مربعات سكنية بأكملها، لا يعتبرها جرائم إبادة جماعية، لا يعتبر قتل الناس في الشوارع والطرقات جرائم إبادة جماعية، واستهداف تجمعات الجائعين على شاحنات المساعدات، التي تدخل بعدد ضئيل فيما سبق، لا يعتبر ذلك إبادةً جماعية، لا يعتبر التجويع لمئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ومنع حتى حليب الأطفال عنهم، ودفعهم لأكل أوراق الشجر إن وجدت في بعض الحالات وبعض المناطق، واقتيات أعشاب الأرض، وتدمير المنظومة الصحية، ومنع الدواء عن المرضى وعن الجرحى، والملاحقة للمرضى بالقتل إلى أسِرَّة المستشفيات، وفصل أجهزة التنفس الصناعي عنهم، ودفن الكثير منهم وهم أحياء، وسحق المعاقين تحت جنازير الدبابات، هذا لا يعتبره الرئيس الأمريكي إبادة جماعية، ولا يعتبره حتى جريمة، تشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وملاحقتهم من مكان إلى مكان، وقتلهم في مراكز الإيواء وخيم النازحين، واستهداف المخابز، والأفران، وآبار المياه، وشبكة الصرف الصحي... إلى غير ذلك من الجرائم الفظيعة، التي لم يسلم منها حتى الأطفال الخُدَّج في حضَّاناتهم في المستشفيات، ولم يسلم منها الرُّضَّع، ولا الشيوخ المسنون المرضى على أسِرَّة منازلهم، كل ذلك لا يعتبره الرئيس الأمريكي لا جُرماً ولا إبادةً جماعية!

وهذا غير غريب على أساتذة الإجرام، من الأمريكيين، الذين لهم سابقات سيئة جداً في الإبادة الجماعية نفسها، الذين أبادوا مئات الآلاف من المدنيين في اليابان، أبادوهم بالقنابل الذرية في غضون دقائق، وأبادوا نسبةً كبيرة- قد تصل إلى ثلث- من سكان فتنام، أبادوا أيضاً الكثير من المدنيين في العراق وفي أفغانستان، من غير الغريب عليهم أن يقولوا ذلك فيما يتعلق بما يفعله العدو الإسرائيلي بدعمهم، وبمشاركتهم، من جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، فيطلقون عليها توصيفات أخرى مختلفةً تماماً عن الواقع وعن الحقيقة، ليس فيها ذرةٌ من الإنصاف، هم على المسلمين وعلى الشعوب العربية أكثر حقداً، وأكثر استهتاراً بإنسانيته، وكذلك آدميتها، نظرتهم إلى الشعوب المسلمة، وفي داخل الشعوب المسلمة الشعوب العربية، هي تلك النظرة المستهترة بالكرامة الإنسانية، وشراكتهم في الإجرام الصهيوني في غزة شراكة كبيرة وأساسية، إلى درجة أنه لم يكن الإجرام الصهيوني أن يكون بذلك المستوى من حيث الإمكانيات، وليس من حيث الدافع العدائي والحاقد، لدى الإسرائيل مخزون هائل من الحقد والنزعة الإجرامية، ولكن من حيث الإمكانيات والغطاء السياسي، وكذلك الدعم في تجميد الآخرين لكي لا يتحركوا، كثير من البلدان والدول، الأمريكي مشاركته في الإجرام الصهيوني إلى درجة: أنه لم يكن ذلك الإجرام ليصل إلى مستوى ما وصل إليه، ولا ليستمر كما هو مستمرٌ الآن.

فالشراكة الأمريكية في ذلك الإجرام شراكة أساسية، والأمريكي مشتركٌ في الإجرام وفي الحصار، والميناء العائم هو عبارة عن قاعدة أمريكية، ولذلك افتضح الأمريكي عندما جلب المدرعات وأنظمة الدفاع الجوي، وظهرت كقاعدة عسكرية، وخلاصة الأمر: أن الأمريكي يريد أن يحوِّل قطاع غزة إلى سجن بكل ما تعنيه الكلمة، له بوابة واحدة بحرية عليها أمريكيون، عليها عسكريون أمريكيون، كمتنفذون على ذلك السجن، فهذه هي الحالة التي يريدها الأمريكي، وأن يتحكم بالقليل القليل من المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة، وأن يوظفها بما يخدمه حتى عسكرياً ويخدم الإسرائيلي كذلك.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

أخر تطورات الأحداث والمستجدات

الخميس 15 ذو القعدة 1445هـ 23 مايو 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر