يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}[الأنعام: الآية55]، صَدَقَ اللَّهُ العَلِيُّ العَظِيم.
لمائتين وسبعةٍ وثلاثين يوماً، والعدو الإسرائيلي يواصل عدوانه الهمجي، الوحشي، الإجرامي، على الشعب الفلسطيني في غزة، بمرأى ومسمعٍ من دول العالم، وفي المقدمة المسلمين من عربٍ وغيرهم، يمارس في عدوانه أبشع الجرائم، والإبادة الجماعية، حيث بلغت المجازر: بأكثر من (ثلاثة آلاف ومائتين وسبعين مجزرة)، منها في هذا الأسبوع: خمسةٍ وأربعين مجزرة، استشهد وجرح نتيجتها: ما يقارب (الألفي شهيدٍ وجريح)، معظمهم من الأطفال والنساء، وبلغ العدد الإجمالي للشهداء والمفقودين والجرحى والأسراء: حوالي (مائة واثنين وأربعين ألفاً ومائتين فلسطيني) في قطاع غزة معظمهم وفي الضفة الغربية، وقد شهد العالم بأسره الجريمة الفظيعة، البشعة، الشنيعة، المتعمدة، المشهودة، التي استهدف بها العدو الإسرائيلي النازحين المدنيين، في منطقةٍ كان قد أعلنها سابقاً منطقةً آمنة، وعندما اتجه إليها النازحون واستقروا في خيام قماشية بسيطة، ومن دون حتى توفر الخدمات الضرورية، استهدفهم ليل الأحد وهم نيام، بسبع قنابل أمريكية تزن الواحدة منها ما يقارب الطن، أطلق تلك القنابل وألقاها على النازحين في تلك الخيام التي هي من القماش، وكان معظم الضحايا هم الأطفال والنساء، الذين تمزقت أجسادهم إلى أشلاء، وتفحمت أجساد الكثيرين منهم بنيران تلك القنابل، وانتشرت مشاهد مأساوية لبعض الأطفال، الذين فُصِلت رؤوسهم عن أجسادهم، ومُزِّقت أجسادهم من تلك القنابل.
تلك الجريمة الشنيعة، البشعة، الفظيعة، السيئة، مع سابقاتها من الجرائم، في كل هذه الثمانية الأشهر من التصعيد والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما سبق ذلك في مراحل سابقة من التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني، في كل مراحل التصعيد منذ بداية الاحتلال الصهيوني، والمسلسل الدموي الوحشي للعصابات الصهيونية وإلى اليوم، تلك الجرائم التي مارسها العدو الصهيوني بدعمٍ من الأمريكي ومن البريطاني قبله، هي بكلها مما يكشف ويبيِّن سبيل المجرمين، هكذا هم في نفسياتهم، في وحشيتهم، في عدوانيتهم، في رؤاهم التي تشكل تهديداً للمجتمع البشري، في ممارساتهم، وأعمالهم، وتصرفاتهم، وسياساتهم، وتوجهاتهم، التي هي شرٌ على المجتمع البشري، وتشكِّل تهديداً للناس، وبالرغم مما عمله ويعمله البعض من الأنظمة العربية الموالية لأمريكا وإسرائيل، ما يبذلونه من جهد لتغييب الحقائق؛ لأن هذه الجرائم ليست جديدة، العدو الإسرائيلي ومنذ يومه الأول وهو يمارس الإجرام والإبادة، ومختلف أنواع العدوان ضد الشعب الفلسطيني، أنواع الجرائم البشعة والسيئة والفظيعة، لكن البعض من الأنظمة العربية عملت وتعمل بشكلٍ مستمر على تغييب الحقائق هذه، وتزييف صورة أخرى عن العدو الإسرائيلي؛ بينما ما يعمله ويمارسه على مرأى ومشهد من العالم، وتبثه القنوات الفضائية، هو يُقدِّم الصورة الحقيقية له باعتباره كياناً إجرامياً، عدواً للإنسانية، عدواً للإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، ما عملته تلك الأنظمة من تغييب تلك الحقائق، ومن تقديم الصورة مختلفة زائفة، على مستوى المناهج الدراسية، وفي الوسائل الإعلامية، وفي غيرها، هو فاشل، يسقط أمام هذه الحقائق الصارخة، التي ملأت سمع وبصر أهل الدنيا بكلها،
الممارسات التي يعملها العدو الإسرائيلي هي جزءٌ لا يتجزأ من هوية، وتفكير، ومعتقد العدو، ليست منفصلة، هكذا هم، هكذا هم في نفسياتهم، في تفكيرهم، في رؤاهم، في سياساتهم، في توجهاتهم، هم مجرمون بكل ما تعنيه الكلمة؛ ولذلك ما يعملونه هو يفضحهم بشكلٍ مستمر، ويفضح من يريد أن يغطِّي على حقيقتهم، وعلى وجههم الإجرامي القبيح، وكل ذلك يقدِّم الشواهد الواضحة لما سبق وأن بيَّنه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم عنهم، عن كفرهم، عن قسوة قلوبهم؛ لأنهم امتداد للخط المنحرف، الذي كان فيه أسلافهم يقتلون أنبياء الله، ويرتكبون أبشع الجرائم، والعدوان، والظلم، والفساد، عن كفرهم، وعن قسوة قلوبهم، وعن عدوانيتهم، وإجرامهم، وسوئهم، وظلمهم، وخطورتهم، وخطورة موالاتهم، وعن ضرورة التصدي لهم، وعن أهمية كل ما يمكن أن يقي البشر من شرهم؛ لأن الله يقدِّم "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" التعليمات التي تحتاج إليها المجتمعات البشرية، وفيها وقايةٌ لها من شرهم، ومن خطرهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
أخر تطورات الأحداث والمستجدات
الخميس 22 ذو القعدة 1445هـ 30 مايو 2024م