مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم لنعي جيداً أننا أمة لن يحفظ لنا وجودنا إلَّا صدق الانتماء، إلَّا هذه الهوية إذا رسخناها، وعززناها في واقع حياتنا، وربينا عليها أجيالنا جيلاً بعد جيل، نحن- أيها الأعزاء- في عصرٍ اسمه عصر العولمة، نحن في عصر الإنترنت، في عصر الإعلام، في عصر القنوات الفضائية، في عصر الغزو الفكري والحرب الناعمة فيه، والهجمة الثقافية فيه، والتأثيرات المتنوعة فيه، والمؤثرات والعوامل السلبية فيه بأكثر من أيِّ زمنٍ مضى، بأكثر من أيِّ زمنٍ مضى.

 

اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن للشاب من شبابنا اليمنيين، أو للشابة من شاباتنا اليمنيات، أن يأتيه من يؤثِّر عليه، سواءً من تأثر بالآخرين، أو من هو منهم، أن تأتيه عوامل مؤثرة من أوروبا، من شرق الأرض ومن غربها… من مختلف الأقوام والفئات، هناك في عملية التأثر بالشيء الخارج عن هويتنا، ما يمكن أن يكون تأثراً تلقائياً، تلقائياً؛ نتيجةً للفراغ، نتيجةً لانعدام المناعة الثقافية، المناعة الإيمانية، إذا كان شبابنا لا يمتلكون من الوعي، ولا يحظون بالتربية اللازمة التي ترسِّخ فيهم مكارم الأخلاق، وتعزز انتماءهم الإيماني، وعاشوا حالة الفراغ، ثم كانوا في حالة تلقي، وحالة ارتباط واسع، تأتيه إليه الأشياء المؤثرة من هنا وهناك، في شبكة الإنترنت، في القنوات الفضائية، في الغزو الفكري والثقافي عبر المناهج المسممة، وغير الصالحة والنظيفة… بكل الوسائل والأساليب التي تأتي من دعاة الضلال أيضاً ودعاة الباطل… بمختلف الفئات التي تتحرك على هذه الأرض للتأثير علينا كأمةٍ مسلمة، وكشعبٍ يمنيٍ له هذه الهوية، وله هذا الانتماء، إذا كان الإنسان وكان الشاب يعيش حالة الفراغ؛ يمكن أن يتأثر، أن تتبدل أفكاره، أن يستقبل ثقافات واردة غير صحيحة، أفكار خاطئة، أفكار ضالة، قد يتأثر بعادات، قد يأتي إليه ما يؤثِّر على زكاء نفسه، على سلوكياته، على أخلاقه، بل يأتي حتى ما يؤثر حتى على العادات والتقاليد، ما يؤثر على طريقة الإنسان في الحياة، حتى لتصمم للشباب والشابات أنماط معينة من الحياة، ومن السلوك، يسعى الأعداء إلى جرِّهم إلى ذلك النمط، إلى تلك الطريقة، تأثيرات- لاحظوا- تمتد حتى على الزي، حتى على الملابس، حتى على قصة الشعر، حتى إلى أبسط التفاصيل، يعني: يريدون أن يؤثِّروا على الإنسان من قرنه إلى قدمه، في فكره، في نفسيته، في سلوكه، في أعماله، في مواقفه، في علاقاته، في نمط حياته حتى زيه، هناك شغل كبير.

 

فالواقع القائم في واقع الناس اليوم، في الواقع البشري اليوم، هو واقع مؤثِّر بحد ذاته، بمجرد أن يكون الشاب أو الناشئ أو الإنسان لم يحظ بالمناعة الثقافية، والتحصين الثقافي، والوعي اللازم، والتربية الإيمانية اللازمة؛ هو سيتأثر تلقائياً، ما بالك وهناك عمل منظَّم للاستهداف، يعني: يمكن أن يتأثر تلقائياً حتى لو لم يكن مستهدفاً، بمجرد أن يرى ما هناك من مظاهر، من أمور، من أشياء غريبة عليه، مطبوعة بعناوين جذَّابة ومخادعة، ومنها العناوين الحضارية، وليست هي عناوين صادقة، الحضارة ليست في جوهرها تعبيراً عن المياعة، عن الانفلات من الالتزام الأخلاقي، عن انتشار الفساد والمنكرات، عن انتشار الرذائل، عن انفلات الإنسان من الضوابط، من القيم. |لا| ليست هذه حضارة، هذه لا تعتبر حضارة أبداً، لكن قد يجد هناك عوامل مؤثِّرة عليه.

 

أيضاً هناك استهداف، هناك استهداف، هناك عمل منظَّم، أعداء الأمة الذين تحدث القرآن الكريم عنهم في آياتٍ كثيرة أنهم يريدون لنا الضلال، يريدون لنا الكفر، يريدون لنا الضياع، يريدون لنا الفساد، أنهم يسعون في الأرض كما قال عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}[المائدة: من الآية33]، (يَسْعَوْنَ): يعملون لنشر الفساد في الأرض، عمل منظَّم، مرتَّب، بخطط، بميزانيات، بوسائل، بأساليب، ببرامج تصل إلى حياة الناس، يسعون لإيصال الفساد ولو إلى كل منزل، ولو إلى كل أسرة، ولو إلى كل حي، ولو إلى كل بلدة،(يَسْعَوْنَ)، يعني: يعملون بشكلٍ مكثف وعلى نحوٍ عمليٍ واسع لنشر هذا الفساد.

 

يقول عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} [النساء: من الآية44]، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا} [النساء: من الآية89]، {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: من الآية100]، عملية مسخ، عملية تضليل، عملية إفساد،لماذا؟ لماذا يحرص الأعداء على ذلك؟ لماذا يحرصون على أن يردونا بعد إيماننا كافرين؟ والذي يخبر بهذه الحقيقة هو الله، لماذا يريدون لنا أن نضل السبيل، وأن نضيع في كل شؤون حياتنا؟ لماذا يريدون لنا المسخ الثقافي والفكري والأخلاقي؟ لماذايسعون لتجريدنا من هذه الهوية، وإبعادنا عن هذا الانتماء، والتأثير علينا في كل شيء: في أفكارنا، وثقافاتنا، وعلاقاتنا، وواقع حياتنا، وفي عاداتنا وتقاليدنا؟ لأنهم بذلك يضمنون السيطرة التامة علينا، يضمنون السيطرة التامة علينا، إذا هو لم يسيطر على فكرك، ولا على روحك، ولا على ثقافتك، ولا على مواقفك، ولا على إرادتك، ولا على وعيك، فهو لن يستطيع أن يسيطر لا على أرضك، ولا على ثروتك، ولا أن يصادر استقلالك؛ لأنك متماسك، متماسك بثقافتك، بوعيك، بإرادتك، بقيمك، بأخلاقك.

 

الأمة هي أمة عندما تبقى لها ثقافتها، روحها، أخلاقها، قيمها، هنا يبقى لنا استقلالها، لو فقدت الأمة هذه القيم، وتأثرت بأعدائها، وأعداؤها يأتون لها بأوبئتهم، الغرب هو يصدِّر لنا ليس الحضارة، يصدِّر لنا أوبئته، مفاسده، رذائله، ثم يسميها حضارة، هل هو يصدِّر لنا القدرات العملية؟ هل هو يصدِّر لنا ما يمكننا أن نتفوق؟ أم أنه من لاحق حتى في العراق وفي بلدان أخرى العلماء ليقتلهم؟

 

في العراق آلاف العلماء في مختلف العلوم: في الفيزياء، والكيمياء… ومختلف العلوم الحضارية، عندما دخلت أمريكا العراق كان من أولوياتها ملاحقة أولئك العلماء وقتلهم، قتل أولئك العلماء، من لم يتمكَّنوا من استقطابه؛ قتلوه، هم لا يريدون لنا أن نمتلك عناصر القوة وأسباب الحضارة الحقيقية، أن نكون أمة تصنِّع، وتنتج، وتبني لها واقع حياتها على أساسٍ قويٍ ومستقل. |لا| هم يريدون أن يصدِّروا إلينا الرذائل، المفاسد، الاختلاط والعلاقة الفوضوية بين الرجال والنساء، كل الأوبئة، أن ينتشر في بلداننا مرض الإيدز، وكل المفاسد والأوبئة والأمراض؛ حتى نكون أمة هزيلة، مائعة، فاسدة، ضائعة، تفقد كل عناصر القوة، وفي مقدمتها: القوة المعنوية، قوة الإرادة، قوة الموقف، ألَّا نكون أمةً غيورة، ألَّا نكون أمة تمتلك العزة والإحساس بالكرامة، لو فسد الإنسان لم يعد في نفسه أي كرامة، لو فسد الإنسان وماع، أصبح إنساناً مائعاً، تافهاً، رذيلاً، يسعى وراء المنكرات والفواحش والرذائل، وأصبح إما مدمناً على الخمر، أو مدمناً على المخدرات، هل يمكن أن يكون عنصراً قوياً في أمته؟ هل يمكن أن يكون عنصراً يمتلك القوة المعنوية، والإرادة القوية، والغيرة، والحمية، والإباء، والعزة، والشعور بالكرامة؟ أم أنه سيكون إنساناً تافهاً؟

 

لماذا صمد شعبنا خلال هذه الخمس السنوات من العدوان، وحجم هذه المعركة بشكل كبير فهي اليوم أكبر معركة قائمة على وجه الأرض، تحالفت فيها قوى الشر من الكافرين والمنافقين، بإمكاناتهم الهائلة، واستخدموا فيها أفتك الأسلحة، واستخدموا فيها الحرب الاقتصادية الشرسة، وكل الوسائل المتاحة التي أمكنهم أن يستخدموها لإذلال شعبنا وتحطيمه؛ بهدف السيطرة عليه، وفشلوا، هم الأى، الأكثر مالاً، الأكثر عدداً وعدةً، الأقوى إمكانيات، الأكثر خبراء، وإمكانات متنوعة، وحشدوا لهذه المعركة من أسبابها المادية ما كان سيكفي لحسمها، لماذا فشلوا في السيطرة علينا كشعبٍ يمني؟ هل لأنه كان لدينا مال أكثر من أموالهم، إمكانات أكثر من إمكاناتهم؟ |لا|؛ بل لأننا امتلكنا هذا الرصيد الأخلاقي والمعنوي، لهذا الإيمان الذي هو صلة بيننا وبين الله؛ لأننا قومٌ توكلنا على الله، ووثقنا به، والتجأنا إليه، واعتمدنا عليه، ووثقنا بوعده بالنصر، ولذلك كانت مواقفنا قوية بقوة هذا الإيمان، وكان صمود شبابنا ورجالنا في كل الجبهات بهذا الانتماء الإيماني، بهذه الروح المعنوية الإيمانية، يوم كان الرجل منَّا من أبناء شعبنا يقف في الميدان في الجبهة، سواءً في السهل، أو في الجبل، أو في الصحراء، أو في الوادي، أو في البر، أو في البحر، والأعداء يأتون بكل إمكاناتهم الهائلة، بطائراتهم الحديثة، بأحدث الطائرات، بأفتك الأسلحة، فلا يتزحزح، ثابت، وصامد، ومقاتل، ومستبسل، ومتفانٍ، ويصعد رجالنا الأبطال ليعتلوا الدبابات الأمريكية المحطَّمة بأحذيتهم، ويوجهوا إليها بنادقهم، ويرفعوا عليها رايات الشعار، ورايات التكبير، ورايات الوطن، هذه القوة ما منبعها؟ ما أساسها؟ ما سببها؟ هو الله -سبحانه وتعالى- ولماذا؟ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح: من الآية4]، هويتنا الإيمانية فلاح، هويتنا الإيمانية قوة،انتماؤنا الإيماني ثبات، وتماسك، وصلابة، وحضارة، وعزة، وكرامة، وهذا ما يجب أن نحافظ عليه، وأن نحميه؛ لأنه مبادئ، ولأنه أخلاق، ولأنه قيم، ولأنه سلوكيات، ولأنه عادات، ولأنه تقاليد يجب أن نحافظ عليها، وأن نربي عليها، وأن نتحرك في هذا المسار بكلنا: علماؤنا الأفاضل والأبرار، وكذلك مثقفونا، وكذلك الأكاديميون… في كل واقع حياتنا، أن يكون لنا النشاط الواسع الذي يعزز هذا الانتماء، ويحافظ على هذا الانتماء، ويرسِّخ هذا الانتماء؛ حتى نورِّثه لجيلنا القادم؛ لأن جيلنا القادم يواجه الكثير من التحديات والمخاطر على هويته الإيمانية.

 

وبهذا سنواصل مشوار حياتنا بين كل عواصف الأخطار والتحديات مهما كانت، بكل قوة، بكل صلابة، بكل ثبات؛ لأن قوة الإيمان لا تماثلها قوة، والانتماء الإيماني هو أعظم حصنٍ، وأعز حصنٍ؛ ولذلك سنحرص على ذلك، ونحن نعي الشرف الكبير، لن نتنكر لنعمة الله، لن نتنكر ولن نجحد هذا الوسام العظيم هذا الشرف الكبير: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية).

 

وبإذن الله، وبتوفيق الله -سبحانه وتعالى- سنلقى الله يوم القيامة، ونلقى رسوله -صلوات الله عليه وعلى آله- في ساحة المحشر ببياض الوجوه، وبهذا الإيمان على الحوض، حيث يُحْلَؤُ الناس؛ ليتقدم أهل اليمن على ذلك الحوض، ليشربوا منه في يوم الظمأ، بإذن الله سنرد هذا المورد بإيماننا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الإيمان يمان) القاها بجمع من العلماء

والسياسيين والمثقفين بالجامع الكبير.

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر