هناك فئة أخرى نفاقها وتخاذلها وعداوتها للجهاد والمجاهدين وسبب نفاقها وانحرافها ليس البخل والطمع والجشع على المال، لها سبب آخر، الجبن والخوف عامل آخر يسبب للبعض أن ينافقوا، ويسبب للبعض أن يتخاذلوا، جبناء فزعين.
{وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ} أيمان، المنافقين ملانين أيمان، يحلفون بالله وسيحلفون بالله وإلى آخره، {إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} جبناء فزعين خائفين، فهم يخافون من أعداء الله لدرجة أنهم ينافقون ولا يجاهدون، بل يتآمرون ضد الحق وضد الدين.
{لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً} يلجئون إليه،{أَوْ مَغَارَاتٍ} يختفون فيها،{أَوْ مُدَّخَلاً} يدخلون فيه فيبتعدون كلياً عن ساحة الجهاد وعن واقع الجهاد {لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} وهم في حالة من السرعة المخيفة القائمة على حالة اضطراب وقلق، هذه فئة، فئة الخائفين الجبناء، قبلها فئة البخلاء الحريصين الطماعين الجشعين .
أصحاب التوجه المادي
هنا فئة أخرى فئة ثالثة {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} هؤلاء أصحاب التوجه المادي {مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} يعيبك ويطعن عليك، وينتقد عليك في الصدقات في توزيعها، وطريقتك في توزيعها، ولماذا لم تعطهم منها بما يرضيهم.{فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ} إذا أعطيتهم أموال أرتاح وأصبح متفاعل معك ومنسجم ومؤيد. {وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} إذا لم يعطوا منها هم في حالة سخط وكره وتزول عنهم حالة الرضا، وهذا التوجه المادي، التوجه المادي الذي يجعل رضا الإنسان أو سخطه يدور على قدر ما يحصل عليه من مال، إن أعطي المال رضي، إن لم يعطَ سخط، وأصبح ينتقد ويستهجن ويحاول أن يثير الانتقادات والمعايب والـ..، وهكذا.
{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} وهو الموقف الصحيح للإنسان المؤمن راضياً عن الله فيما آتاه، وراضياً عن رسوله، وراضياً عن القيادة الحق الذين هم ورثة حقيقيين للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). {وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ} كافينا الله، أملنا فيه، أملنا في فضله، هو الرزاق، هو الذي بيده كل خير. {سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ} الأمل في الله سبحانه وتعالى. {إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} فالرغبة والأمل والرجاء في الله، وعنده الخير الكثير، وهو الرزاق ذو القوة المتين.
تحديد واضح لمصارف الزكاة.
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} الفقراء والمساكين معروف حالهم، ذوو الحاجة والظروف الصعبة، العاملين عليها بقدر ما قد يقرر لهم، طبعاً ليس العاملين من قوى الشر من قوى الفساد. {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} من يمكن أن يتألفوا حتى لا يستقطبوا من جانب أعداء الإسلام بسبب دورهم وتأثيرهم وفاعليتهم في المجتمع. {وَفِي الرِّقَابِ} هؤلاء المكاتبين في تحريرهم من الرق والعبودية، الآن ما بقي الرقاب. {وَالْغَارِمِينَ} المديونين في غير سفه، في غير إنفاق في معصية الله، في غير سفه، في غير تبذير ولا إسراف. مثل من يعملون على..، يتحملون ديون في حل قضايا أو ما شابه. {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} في سبيل نصرة دين الله وإعلاء كلمة الله. {وَابْنِ السَّبِيلِ} المسافر الضعيف الفقير، أو الذي نفد ماله وهو في سفر وأصبح محتاجاً.
{فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} عليم بأحوال عباده ومن هم المحتاجون منهم، وهذا فيه تحديد واضح لمصارف الزكاة.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يجعلنا وإياكم من المهتدين بكتابه، المجاهدين في سبيله، إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من ســورة التــوبــة -الدرس الرابع
ألقاها السيد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بتاريخ
13/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة.