مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 
أكد السيد القائد في معرض كلمته الأسبوعية السادس من صفر 1447هـ حول اخر المستجدات والتطورات في المنطقه ان  الأطفال في مظلوميتهم الرهيبة جداً يكشفون حجم الخذلان الكبير على المستوى العالمي وعلى المستوى الإسلامي، وهناك 100 ألف طفل في قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعاً بينهم 40 ألف طفل رضيع يعانون من انعدام الحليب، والعدو الإسرائيلي يستهدف الأطفال الرضع بكل أشكال الاستهداف وهم جزء من أهدافه العملياتية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وشهداء التجويع يرتقون يوميا والواقع أصعب بكثير مما تحصيه الأرقام، ومستوى التوحش والإجرام الصهيوني اليهودي بلغ حتى استهداف النساء أثناء الولادة، وان المأساة المظلومية للشعب الفلسطيني شاملة بالمجاعة والاستهداف والتهجير القسري والحشر لهم في مناطق ضيقة مكتظة، فالعدو الإسرائيلي يحشر مئات الآلاف في مساحة تقدر بـ12% من مساحة القطاع، ويستهدف المناطق التي يسميها بالآمنة بالتجويع والاستهداف بالقصف، ومعاناة النساء عنوان بارز ضمن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، والصهيونية بشكل عام هي نتاج التوحش الإجرامي العدواني السيء جداً، فالعدو الإسرائيلي استهدف في هذا الأسبوع الذي أعلن فيه هدنة إنسانية أكثر من أربعة آلاف فلسطيني معظمهم كالعادة من النساء والأطفال، وكثير ممن استهدفهم العدو الإسرائيلي بالتزامن مع إعلانه للهدنة هم من طالبي الغذاء ومن الساعين للحصول على الغذاء لسد جوعهم وجوع أطفالهم نسائهم من خلال مصائد الموت في هندسته للجوع وأساليبه العدائية المتوحشة يستهدفهم ويقتل منهم باستمرار في كل يوم، والعدو الإسرائيلي يخادع العالم والرأي العالمي بعد ضجة عالمية تجاه مستوى التجويع والظلم الرهيب.. 

أكد السيد القائد ان مشاهد الأطفال في هياكلهم العظمية للناس، للكبار، للصغار، مشاهد رهيبة جداً ومخزية للمجتمع البشري في هذا العصر، انها مشاهد  مخزية للمجتمع الغربي الذي يقدم نفسه على أنه يقود الإنسانية ويقود المجتمع البشري تحت راية الحضارة والقيم الليبرالية، ثم إن إنزال المساعدات جوا خدعة جديدة للعدو الإسرائيلي معظمها ذهب إلى ما يسميها العدو بالمناطق الحمراء، يُقتل الفلسطينيون بمجرد الذهاب إليها، وإنزال المساعدات جوا قد تكون سائغة كطريقة في بعض المناطق من العالم التي لا يتهيأ فيها إيصال المواد الغذائية إلى الناس، ولا مبرر لإنزال المساعدات جوا والهدف منها الخداع من جهة واللعب بكرامة وحياة الناس في قطاع غزة من جهة أخرى، ومن المتاح جداً في قطاع غزة إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية برا وتوزيعها من العاملين في الأمم المتحدة، والعائق الوحيد في وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة هو العدو الإسرائيلي الذي يمنع أي عملية تنظيم لتوزيع المساعدات التي قد تصل إلى قطاع غزة، والعدو يريد أن تحكم الفوضى واقع قطاع غزة وأن يكون هناك اقتتال وتنازع على الشيء اليسير جداً جداً من المساعدات، لهذا لا ينبغي أن ينخدع أحد أبداً بإعلان العدو الإسرائيلي الهدنة الإنسانية ولا بخدعة إنزال المساعدات جوا ، ان إنزال المساعدات جوا لمجرد الخداع وليست مجدية لم توفر أي حل لمعاناة الشعب الفلسطيني، فالعدو يقوم بإرسال مجموعة من اليهود الصهاينة لإقامة حفلة شواء قرب حدود غزة وهي تعبير عن مستوى التوحش والتلذذ بمعاناة الشعب الفلسطيني واستفزاز للعرب والمسلمين بشكل عام، ومن صور الوحشية الإسرائيلية إتلاف جنود العدو كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة، والعدو الإسرائيلي عمل بكل الوسائل على إنهاء الزراعة في قطاع غزة حتى لا ينتج الشعب الفلسطيني أي مواد غذائية، فالعدو يريد أن يستكمل كل قطاع غزة بالتدمير والنسف للمباني والأحياء والمدن وإنهاء كل مقومات الحياة هناك.. 

وضح السيد القائد ان الإجرام الصهيوني ومأساة الشعب الفلسطيني لم تعد خافية على أحد في العالم، ومشاهدها تنشر في كل وسائل الإعلام، والانتقادات للعدو الإسرائيلي تصدر من معظم البلدان في شرق الأرض وغربا، وصوت الضمير الإنساني للناشطين الأحرار في بعض البلدان يقمع بعنف وشدة كما يحصل في ألمانيا وبعض بلدان أوروبا كما يحصل في أمريكا، فحجم الإجرام الصهيوني لم يعد يليق بأحد أن يسكت عنه على مستوى الانتقاد، التصريحات، البيانات، الإدانات، لكن ذلك لا يكفي، ولا بد من مواقف وإجراءات عملية فالعدو الإسرائيلي يتكئ تماماً بظهره إلى الأمريكي ثم لا يبالي بما يصدر في كل العالم من أصوات، والنظرة إلى العدو الإسرائيلي بعين الحقيقة كمجرمين متوحشين سيئين يقلق العدو الإسرائيلي الذي يحاول أن ينشط في حرب دعائية يحاول أن يجمل فيها وجهه القبيح جداً، والإجرامي جداً، البشع للغاية لكنه فاشل، وكثير من البلدان وبالذات غير الإسلامية يعتبرون أن المعني الأول في أن يتصدر الساحة هم المسلمون وفي الوسط الإسلامي العرب، وبعض البلدان قد يعتبر نفسه أنه ليس معنياً لأن يكون عربياً أكثر من العرب، وأن يكون مهتماً بقضايا المسلمين أكثر من المسلمين أنفسهم، وأمة ملياري مسلم تمتلك كل القدرات المادية والمعنوية لأن يكون لها مواقف قوية، فمن قد يتعاطف مع الشعب الفلسطيني أو يهوله حجم الإجرام اليهودي الصهيوني ينظرون باستغراب إلى موقف المسلمين، وحالات الوقوف الصادق مع الشعب الفلسطيني استثناء ومحدودة لكن الحالة العامة هي الخذلان، وفي المقدمة العرب، والموقف الشعبي العربي متأثر بالموقف الرسمي وفي معظم البلدان هناك قرار رسمي بتجميد أي موقف شعبي.. 

أكد السيد القائد ان التخاذل العربي أسهم بلا شك في حجم ومستوى ما وصل إليه الطغيان والظلم والإجرام اليهودي الصهيوني على الشعب الفلسطيني، والطائرات الإسرائيلية التي تلقي القنابل الأمريكية على الشعب الفلسطيني هي تتحرك معتمدة على الوقود من النفط العربي والدبابات الإسرائيلية تتحرك لاجتياح وقتل أبناء غزة بالنفط العربي، و 22 مليار دولار قدمتها أمريكا في العدوان على قطاع غزة من التريليونات العربية، وحالة جمود الشعوب في البلدان العربية ناتجة عن قرار رسمي، وهناك أنظمة وحكومات عربية تمنع شعبها رسمياً من أي تحرك مناصر أو متضامن مع الشعب الفلسطيني،والنشاط الشعبي على مستوى المظاهرات والمسيرات محظور في مناطق عربية بقرار رسمي حينما يكون لمناصرة الشعب الفلسطيني، وبعض الأنظمة العربية تحت ما يسمونه بالتطبيع فتحت أجواءها ومطاراتها لصالح العدو الإسرائيلي، وأجواء النظام السعودي ومطاراته مفتوحة بشكل مستمر للعدو الإسرائيلي ولم يتوقف هذا المستوى من التعاون لخدمة العدو، بل ان السعودية وأنظمة عربية أخرى أجواؤها ومطاراتها مفتوحة للعدو الإسرائيلي وكذلك التعاون الاقتصادي مستمر، ومع تجويع حتى الأطفال الرضع في قطاع غزة تذهب من بلدان عربية وإسلامية شحنات ضخمة بمئات الآلاف من الأطنان إلى العدو الإسرائيلي، والعدو الإسرائيلي يزيد من طغيانه وظلمه في قطاع غزة بينما أنظمة عربية وإسلامية زادت نسبة تعاونها التجاري مع العدو، وهناك أنظمة عربية وإسلامية تسعى لتعويض ما ينقص على العدو نتيجة الحصار في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب ، وأنظمة عربية تصنف المجاهدين في قطاع غزة بالإرهاب دون ذنب سوى أنهم يدافعون عن شعبهم وكرامتهم ومقدساتهم، وإلغاء تصنيف المجاهدين في غزة بالإرهاب وإعلان مساندتهم خطوة محسوبة ذات أهمية لو اتجهت لها الأنظمة العربية، وكذلك تصنيف من يتصدى للطغيان الصهيوني من أبناء الشعب الفلسطيني بالإرهاب يمثل تعاونا مع العدو الإسرائيلي، وكل من له موقف صادق عملي ضد العدو الإسرائيلي يتم معاداته من قبل بعض الأنظمة العربية.. 

أكد السيد القائد ان تكبيل الشعوب من قبل الأنظمة ليس مبررا للجمود، لأن بوسع الشعوب أن تضغط على حكوماتها وأن تتحرك في موقف جماعي كبير، فأين هو دور المساجد والجامعات والنخب ووسائل الإعلام لاستنهاض الأمة في مختلف البلدان العربية والإسلامية؟ مقابل سماح أنظمة عربية بالسياحة المتبادلة مع العدو الإسرائيلي ضمن أشكال العلاقة والتعاون، ومن المؤسف جدا أن أنظمة عربية وإسلامية لم تتخذ حتى الآن قراراً بالمقاطعة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للعدو، ومع استمرار تعاون بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو لكنه في المقابل يزيد من طغيانه وإجرامه، وحتى السلطة الفلسطينية لا توفر لشعبها أي مستوى من الحماية لكنها تتعاون مع العدو الإسرائيلي حتى في اختطاف المجاهدين، وجهات غربية تسرب أيضا عن وجود تعاون بين العدو الإسرائيلي وأنظمة عربية على مستوى المعلومات والاستخبارات، فما يقوم به العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا والجمهورية الإسلامية واليمن أيضا يبرهن أنه معتمد على الشراكة الأمريكية، وسلوك الظالمين والأشرار يتمادى ويتنامى إذا لم يقابل بتحرك ضد إجرامهم وطغيانهم، ومن يتوقع أن العدو الإسرائيلي سيوقف إجرامه وطغيانه دون أي موقف فهو وأهم، فالعدو الإسرائيلي يشكل خطورة تجاه العالم أجمع ويجب العمل على مواجهة هذه الخطورة والتصدي لها، ولا يمكن إطلاقاً أن تستقر المنطقة بكلها والعدو الإسرائيلي يتحرك فيها بكل هذه المساعدة والشراكة الأمريكية والدعم الغربي، وعلينا كأمة مسلمة أن نكون أمة واقعية وأن نعالج مشكلتنا الإدراكية، مشكلة الوعي وأن نتخلص من عمى القلوب، وكيان العدو الإسرائيلي كيان مجرم دائم على الإجرام من يومه الأول ورصيده الإجرامي هائل، فالإجرام والطغيان الصهيوني يتعاظم ويكبر لأنه يقابل بالخذلان والعمى وانعدام الرؤية الصحيحة، والأنظمة العربية لم تصل إلى درجة أن تدعم من يقاتل من أبناء الشعب الفلسطيني وأن تدعم المجاهدين المقاتلين..

وأكد السيد القائد ان بعض الأنظمة العربية يجرمون ما هو مشروع بكل الاعتبارات حتى في القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة ، وبعض الزعماء العرب يراهنون على الأمريكي لكن ترامب يتبنى ويدعم علنا ما يفعله العدو الإسرائيلي، وأمريكا تقدم الدعم العسكري المفتوح للعدو الإسرائيلي وهذا ليس خفيا بل يفتخر به الأمريكي، وتصريحات المسؤولين الأمريكيين تعتبر دعمهم للعدو الإسرائيلي شرفاً لهم، والأمريكي لديه موقف واضح في مصادرة الحق الفلسطيني بالكامل، وترامب هو من أهدى الجولان السوري للعدو وكأنه ملك أبيه، الأمريكي هو أحد أذرع الصهيونية، كحال الإسرائيلي والبريطاني، ويتحرك في ذلك قولا وعملا بشكل واضح وصريح، والرهان على المواقف الأوروبية هو رهان على سراب، والدولة الفلسطينية وفق ما يقدمها الغرب هي عبارة عن كيان على جزء ضئيل جدا من أرض فلسطين منزوع السلاح لا يملك المقومات الحقيقية للدولة، فعندما يطلق الغرب على "الدولة الفلسطينية" بأنها قابلة للحياة، يعني بالكاد أن تكون حالة قابلة لأن يعيش الفلسطينيين عليها وكأنهم قطيع من الأغنام في حضيرة صغيرة، وحديث البريطاني والفرنسي عن الاعتراف بـ"الدولة الفلسطينية" سببه الوضع القائم في قطاع غزة الذي يمثل فضيحة مخزية لهم، وحجم الإجرام اليهودي الصهيوني في فلسطين حالة مخزية للغرب الذي يحرص على خداع الشعوب، والغرب الذي يرتكب أبشع الإجرام ضد شعوب العالم المستضعفة لا ينفك ليلاً ونهاراً عن الحديث عن القيم الليبرالية وحقوق الإنسان والحرية وهي عناوين لمجرد الخداع، فعندما يحاول الغرب أن يعمم في أوساط شعوبنا عناوين حقوق الإنسان والحرية وغيرها فهو يربطها بمضامين أخرى وليست بمعانيها الحقيقية، وتقول بريطانيا إنها عازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكنها في الوقت نفسه تقدم السلاح وكل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي، وفرنسا وألمانيا تقدم أيضا كل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي ويبيعون للعرب الوهم ويمارسون الخداع المكشوف، وإذا كانت مواقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا صادقة، لماذا لا توقف الدعم العسكري للعدو الإسرائيلي؟ ، والاتحاد الأوروبي أعلن الاستمرار في اتفاقياته مع العدو الإسرائيلي، ولذلك المسؤولية الحقيقية هي على المسلمين قبل غيرهم، ولا يمكن الرهان على المؤسسات الدولية، والأمم المتحدة لم تفعل شيئاً للشعب الفلسطيني منذ تأسيسها، والأمم المتحدة اعترفت بالعدو الإسرائيلي وجعلته عضواً فيها، لذلك لا يعول عليها لأنها لا تعتمد على ميزان العدل والأسس المحقة والعادلة والإنسانية، والشعب الفلسطيني مجروح جدا من مستوى التخاذل والتواطؤ العربي ، فالشعب المصري أكبر الشعوب العربية من حيث العدد شعب مكبل لا يفعل شيئاً، ليس له صوت، ليس له حضور، ليس له موقف، وكان بإمكان بلدان الطوق لفلسطين أن تكون حاضرة في الموقف شعبياً ورسمياً بشكل كبير، والتجاهل والتنصل عن المسؤولية لن يعفي الأمة، لا شعبيا ولا رسميا من كل التبعات الخطيرة عليها جداً في عاجل الدنيا، وقد يثق الكثير من الشعوب والأنظمة بما أقدموا عليه من تخاذل ويتصورون أن السلامة في ذلك لكن الله يصنع المتغيرات، فالشعوب والأنظمة حينما تعاقب في الدنيا ستدرك أن تخاذلها لم ينفعها شيئاً ولم يحقق لها السلامة ، وكلما زاد طغيان العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني نتيجة الإسهام العربي بالتخاذل والتواطؤ كلما عظمت المسؤولية أكبر على الأمة، والتعامل مع المظلومية الكبرى على الشعب الفلسطيني كأحداث اعتيادية روتينية يومية خطير على هذه الأمة، فلا تظنوا أيها المسلمون أن الحساب والعقاب ليس فقط إلا على مسألة الصلاة والصوم والصيام.. 

ووضح السيد القائد انه حينما تكون الأمة مسهمة في صناعة أكبر إجرام على مستوى العالم بتنصلها وتفريطها وتواطؤ البعض منها فهي تعرض نفسها لعقوبة كبيرة، ولا بد من الجهاد في سبيل الله لأنه لدفع الشر والطغيان ولإرساء قيم الحق والعدل والخير، ولا بد ايضا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ما يفعله العدو الإسرائيلي هو من أكبر المنكرات على وجه الأرض وإلا فالوزر كبير، وبعض العرب يتجهون عمليا في ميدانهم وواقعهم حينما تكون المسألة من الفتن التي يهندس لها الأمريكي والإسرائيلي، وما شهدته منطقتنا فيما يتعلق بالفتنة التكفيرية على مدى أعوام طويلة قدمت مليارات الدولارات والأصوات ملأت أسماع العالم بالضجيج، وأصوات الكراهية والحقد والتكفير وإثارة النعرات الطائفية لا تتحرك عندما تتعلق المسألة بنصرة الشعب الفلسطيني، فاليهود الصهاينة بأذرعتهم المتعددة عملوا داخل الأمة حتى وصلوا إلى منع أي ردة فعل تجاه عدوانيتهم في أوساط الشعوب، وعندما تكون المسألة للفتنة في أوساط الأمة نرى النشاط والتحرك من أولئك الصم البكم العُمي أمام العدو الإسرائيلي، وأولئك البُكم أمام العدو الإسرائيلي نراهم بأصوات عالية جداً للفتنة في أوساط الأمة وضجيجهم يملأ الساحة الإسلامية، فحين يتعلق الأمر بمواجهة مع من له موقف مناصر للشعب الفلسطيني نرى نشاط دعاة الفتنة بإمكانات هائلة وتحرك واسع وجدية كبيرة، وما الذي ينقص القضية الفلسطينية حتى لا يتحرك لأجلها دعاة الفتنة كما يتحركون للصراع داخل الأمة؟، والشعب الفلسطيني مسلم "سُني" ومظلوميته يعترف بها العالم فلماذا لا تنصرونه؟ بينما الإسرائيلي عدو صريح للإسلام والمسلمين، والعدو الإسرائيلي يعادي الإسلام والمسلمين والرسول والصحابة وأبناء الإسلام جملة وتفصيلا، لماذا لا تعادون ذلك الكافر، ما الذي ينقص القضية الفلسطينية في العناوين الدينية، وفي عناوين المظلومية، وفي عناوين العروبة، وفي العنوان الإنساني؟!!! .. 

أكد السيد القائد ان القضية الفلسطينية هي أبرز قضية إنسانية وأبرز قضية قومية فيما يتعلق بالمصلحة العربية، فلماذا هذا التخاذل الذي لا مبرر له؟ ، فالقضية الفلسطينية تعتبر مختبرا مهما لفرز وتقييم وغربلة مجتمعنا العربي والإسلامي، والأحداث على مر التاريخ هي أهم مختبر يفرز ويميز ويجلي ويبين بشكل متجسد ومرئي ومشاهد وملموس ومحسوس الاتجاه الصحيح والاتجاه الخاطئ، والصدق والكذب هما العنوانان لنتائج الفرز والغربلة للواقع وللناس تجاه الأحداث، ومن يرفع عنوان الجهاد فإن فلسطين أعظم وأقدس ميدان للجهاد، أم أنك لا ترى الجهاد إلا عندما يكون في الاتجاه الذي يهندس له الأمريكي والإسرائيلي لإثارة النعرات الطائفية؟  و أين هو التيار الإسلامي العريض الوسيع في الساحة الإسلامية بمكوناته وأحزابه وقواه وجمعياته ومؤسساته ومنظماته عن نصرة الشعب الفلسطيني ؟ و أين هو التيار الإسلامي العريض الوسيع في الساحة الإسلامية بمكوناته وأحزابه وقواه وجمعياته ومؤسساته ومنظماته عن نصرة الشعب الفلسطيني؟، وهل ينتظر أبناء الأمة ليتحركوا حتى يموت أبناء غزة بأجمعهم، أو أن ينجح العدو في تهجيرهم بالكامل؟، والعناوين الإيمانية إذا لم تكن مصداقيتها رحمة حقيقية تجاه المظلومين والمقهورين والمضطهدين المعذبين من الأمة على يد الظالمين، المجرمين، الطغاة، المستكبرين، فأين هي الرحمة؟ و أين هي العزة الإيمانية في مواجهة الإذلال والطغيان والتكبر والإجرام اليهودي الصهيوني؟!!!..  

أكد السيد القائد ان وضع الأمة الراهن هو وضع غير طبيعي حتى على المستوى الإنساني الفطري ، ولو كانت أمة من الأمم حتى غير مسلمة لكانت بقيت على الفطرة ولما قبلت بأن يظلم البعض منها على يد عدو أجنبي يعاديها جميعاً، فهناك اختلال رهيب في واقع الأمة، ليس هناك تربية على الإيمان الحقيقي، على العزة والكرامة والشعور بالمسؤولية، وليس هناك وعي في واقع الأمة تجاه الأحداث، وإلا لما كان واقعها بهذا المستوى من الإمكانات والعدد والجغرافيا الواسعة ثم هذا الجمود، وان واقع الأمة يثبت أن القائمين رسميا يربون الأمة ويروضونها على الإذلال والقهر والانحطاط والقبول بالذل والهوان والاستسلام، فالقائمون رسميا على الشعوب يعملون على إنهاء المشاعر والدوافع لمواجهة العدو الإسرائيلي وهذه حالة مؤسفة، فما يفعله العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية ليس مجرد أحداث عارضة ناتجة عن سوء تفاهم أو نزاع طارئ على مسائل محدودة.. 

وجه السيد القائد دعوته للعرب قائلا ( يا أيها العرب، يا أيها المسلمون، اعرفوا عدوكم اليهود، بتوجههم الصهيوني الإجرامي، بأذرعه الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، فالعدو يتحدث عن أهدافه الواضحة والمعلنة ليل نهار عن تغيير الشرق الأوسط الجديد وعدوكم أيها العرب يعني بتغيير الشرق الأوسط تدميركم واستعبادكم وطمس هويتكم لتكونوا أمة تحت الحذاء الإسرائيلي والأمريكي، فالأمة بحاجة إلى معالجة لمشكلتها الإدراكية ومشكلة عمى القلوب "فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".. 

وأكد السيد القائد ان الأمة بحاجة إلى الاستنهاض التحرك  والإخوة المجاهدون في غزة يقاتلون في سبيل الله بكل بسالة وثبات على مدى 22 شهرا بإمكانات محدودة للغاية في ثبات وصبر منقطع النظير، والمجاهدون في غزة يقتحمون الدبابات بشجاعة فائقة جداً ويضعون عليها العبوات ويفجرونها، واستبسال المجاهدين في قطاع غزة وتفانيهم هو درس لكل الأمة، ولكن للأسف الشديد وبدلا من أن يحظى المجاهدون في غزة بالدعم والمساندة يصنفون من أكثر الأنظمة بالإرهاب ويشوهون إعلاميا، وهناك وسائل إعلام عربية لا تنفك عن التشويه والإساءة للإخوة المجاهدين في قطاع غزة، والعدو الإسرائيلي كيانٌ زائل حتماً مهما بلغ إجرامه وطغيانه، وهو يستفيد من تخاذل الأمة، وتخاذل الأمة يسبب أن تدفع أثماناً كبيرة وخسائر رهيبة لكن في نهاية المطاف لا بد من نهاية هذا الكيان هذا وعد الله الذي لا يخلف وعده، فالوعد الإلهي سيتحقق بلا شك ولا ريب، وستكون النتيجة لصالح الثابتين، المؤمنين بالله، والمؤمنين بوعده، والمستجيبين له، والناهضين بمسؤولياتهم، ففي هذا الأسبوع نفذت كتائب القسام 14 عملية جهادية بطولة، ونفذت سرايا القدس عمليات عظيمة ومعها بقية الفصائل وثباتهم منقطع النظير، والعدو الإسرائيلي فشل وهزم في اجتياح غزة رغم استخدامه كل إمكاناته بقرابة 4 فرق عسكرية أو أكثر، وخيبة الأمل واضحة على العدو الإسرائيلي على مدى كل المدة الزمنية الطويلة من التدمير الشامل، ولم ينجح في أن يفرض حالة الاستسلام على المجاهدين ولا على الحاضنة، و اليوم 662 يوما من التصدي للعدو الإسرائيلي ولا يزال الإخوة المجاهدون في قطاع غزة يواجهونه شمال القطاع ووسطه وجنوبه بهذه الفاعلية العالية.. 


وأكد السيد القائد انه وفي ذكرى استشهاد القائد المجاهد الكبير الشهيد إسماعيل هنية، رحمه الله والقائد الجهادي الكبير فؤاد الشكر رحمه الله نتذكر عظيم دور المجاهدين في فلسطين ولبنان ، المجاهدون في فلسطين ولبنان لهم أعظم وأهم دور فاعل في مواجهة العدو الإسرائيلي شكل وقاية وحماية لكل الأمة الإسلامية وفي المقدمة للدول العربية، ولولا دور المجاهدين في فلسطين ولبنان وتضحياتهم العظيمة بالقادة بالأفراد لكان واقع الأمة مختلفاً تماماً خاصة في الدول العربية المحيطة، ولولا دور المجاهدين في فلسطين ولبنان لكانت مصر والأردن وسوريا قد دخلت فعلاً تحت العهد والسيطرة الإسرائيلية ولكان اتجه ليكمل المشوار في العراق، والتحرك الجهادي الصادق الثابت في فلسطين ولبنان هو أمل للأمة الإسلامية، فالإسرائيلي والأمريكي افتضحا بعد الانسحاب من المفاوضات من خلال المطالب التي رفعوها في استسلام حماس وتسليم سلاحها، والمسؤول عن فشل المفاوضات هو من يصر على استمرار جريمة القرن في تعذيب الشعب الفلسطيني وتجويعه.. 

وأكد السيد القائد ان عملياتنا اليمنية الإسنادية مستمرة ونفذنا هذا الأسبوع عمليات بـ10 صواريخ وطائرات مسيرة، منها استهداف مطار اللد، وهذا الأسبوع تم الإعلان عن المرحلة الرابعة التي تعني الاستهداف لسفن أي شركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وتنقل له البضائع طالما تمكنت القوات المسلحة من أن تطالها الاستهداف، والإعلان عن المرحلة الرابعة خطوة ضرورية نتيجة الوضع الذي وصل إليه قطاع غزة، وهناك نشاط واسع وقيّم لعلماء اليمن ونتمنى لكل البلدان العربية والإسلامية أن تستفيد من هذا النموذج، ومسيرات جامعة صنعاء التي تخرج لمناصرة الشعب الفلسطيني هو شرف لها ومن الشرف الكبير لجامعة صنعاء أن تقوم بهذا الواجب وأن تقدم النموذج، بل تطلب من الآخرين وتحرضهم على التحرك، ويفترض أن تكون القضية الفلسطينية ضمن النشاط التعليمي والتوعوي ، والخروج الشعبي الجمعة الماضية كان خروجا عظيما مشرفا وكبيرا غير مسبوق بما تعنيه الكلمة، والحضور في بقية المحافظات كان مشرفا وعظيما في أكثر من 1333 ساحة، والخروج المشرف لشعبنا هو قربة عظيمة إلى الله وهو أيضا جزء من جهاده وتجسيده للقيم الإيمانية.. 

وخاطب السيد القائد الشعب اليمني بالقول ان الخروج العظيم بالزخم الكبير والمستمر هو ذو أهمية كبيرة جدا جداً جداً في موقف بلدنا المتكامل، ويمثل أكبر حجر عثرة وعائق على الأعداء في التأثير على الموقف في مجمله، وخروجكم وحشودكم في الساحات هو ما يحبط الأعداء أكثر من أي شيء آخر مع استمرار العمليات العسكرية.. 

 وفيما يتعلق بالتعبئة مخرجات التدريب أكد السيد ان التعبئة بلغت إلى مليون وسبعة عشر ألفاً وتسع مئة وسبعة وسبعين متدرب وهذه أيضا نتيجة مهمة، مسار التعبئة مهم للغاية، يعني جهوزية كبيرة جدا وهذا غير القوات النظامية التي تحظى بتدريب واسع، وان هناك جهوزية واسعة وعسكرية بشكل كبير وبشكل كبير في بلدنا  والاستعداد العظيم والتفاعل الشعبي الواسع هو مؤكد على الثبات، وان التعبئة العسكرية والجهوزية الكبيرة هي ذات أهمية كبيرة جداً في مواجهة كل مؤامرات الأعداء على بلدنا وفي مساعي هم، وان موقف الشعب سيكون حازما مع أدوات الخيانة والغدر، وعلى أدوات العدو الإسرائيلي أن يدركوا أن الوضع في هذا البلد هو بهذا المستوى من العظمة والتماسك والوعي الشعبي الواسع.. 

وفي ختام كلمته قال السيد القائد (أدعو شعبنا العزيز المجاهد يمن الإيمان، يمن الحكمة، يمن الوفاء، يمن الرجولة يمن الشهامة، أدعو الجميع للخروج الواسع العظيم يوم غد الجمعة إن شاء الله تعالى في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات، خروجا عظيما، يا من تكثرون حين الفزع وتقلون عند الطمع كما أثنى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أسلافكم الأنصار الأبرار المجاهدين، نأمل إن شاء الله أن يكون الخروج واسعا في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات)...


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر